يخفون الحقيقة بالتركيز على «دمار غزة»؟!
الصورة والرؤية
تسليط الصورة والرؤية على غزّةَ، وفقط عَدّ الشّهداء، وعرضُ صُور الموت والدّمار والجَوْعَى هُو أمرٌ مُتَعمّد لئلّا ترى الصّورة الحقيقيّة الكاملة والشّاملة لمَا جَرَى من 10/7 وحتّى اليوم؛
فالحقيقة الّتي يُحاولون أنْ يُواروها بكُلّ السُّبُل أنّه تَمّ تهجير الكتلة السّكانية مِن غِلاف غزّة، ومِن جنوب لبنان فضلًا عمّن هاجر مِنَ الأرض -ولن يعود-، وعن خسائر الاقتصاد، وعن بُذور الخلافات الّتى ستَنمو حتمًا، وستَتَطوّر لصراعٍ داخل الكيان نفسه، ولهذا عليكَ أنْ تُحافِظَ على ثباتِك، وتحفَظَ قلبَك، ووجدنَك ومشاعرَك، لتَستقبِلَ رمضانَ بتَوازنٍ!
ويَنبغي ألّا تنظرَ للحرب الجارية فى غزة من ثقبٍ، ولكن لابُدّ من رؤية الجغرافيا العالميّة، والتأثير فيها وعليها؛ فلا تغفل أيًّا من مُنجزاتها، وبخاصة عماد المغضوب عليهم، والذى كَفَل ويكُفُل لهم العلو الأخير وهو حبل من الناس، وحبل من الله.
فقد وُصِم القومُ على مستوى العالم أو أغلبه بأنّهم لا يمتّون للإنسانيّة بصلة، ولولا التواطُؤ العربيّ والغربيّ والمرتزقة ما كانوا ليصمدوا شهرًا -وهذا أولاً-؛
وثانيًا لدينا أكثر من ثلاثين ألفِ شهيدٍ من الأطفال والنّساء والشيوخ، وأيضًا المغضوب عليهم لديهم أكثر من ستّة عشر ألفٍ من أقوى جنودهم، والمرتزقة قد هلكوا قتلى (وهذا من مصادر إعلامية خاصّة بهم وليست استنتاجات برغم تكتم العدو، وتقليل أعداد قتلاه) فضلًا عن ضِعفِهم ما بين جرحى ومعاقين، علاوةً على الأمراض النّفسيّة التى تنتشر بين المدنيين منهم؛ ولازالت الطائرات تحمل جثث قتلاهم من ميدان الحرب؛ كُلّ هذا، ثم يطمَع المنافق بمحاكمة الغزّاويين على جُرأتهم؛ فما لهُم كيف تحكمون؟
هذا في جولة من الصّراع بين بقعة جغرافية صغيرة فى مواجهة الغرب مجتمعًا، ومع القوى العُظمى في العالم مع المغضوب عليهم.
وهنا يجب أنْ تعلمَ أنّ هذه الأمة المُعطّلة عن استئناف سؤددها، ودورها فى العالم يكمُن بها كُلُّ مقوماتِ السُّؤدد، واستئناف دورها الحضاريّ والرياديّ ولا تعدمه، وسيكون إن شاء الله وقريبًا؛
فنحن كأُمّة لم تُهزمْ ولن تُهزمَ، ولكن ما هُزِم في الماضي ويُهزَم اليوم وفي المستقبل هو النّظام الذي أسّسه، وتركه المستعمر خلفه، لبقاء الهزيمة أمرًا حتميًّا فى مواجهة أىّ تمرّد يَتوخّى استئناف دورِ الأُمّة الإسلاميّة؛ وهذا النّظام الذي أُسّس على عين الغرب سيزول، فليس فى الكون أمرٌ مؤبّدٌ، وتلك الأيام نداولها بين الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون!
صوم رمضان مقبل على الله منشرح الصدر معتز ومعتد بعقيدتك ومحب لأمتك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق