ربيع الكلمات
هل سيتم تهجير أهل غزة؟
«إذا أردت تلخيص أهم مبدأ تعلمته في مجال العلاقات الإنسانية والتواصل في جملة واحدة فستكون كالتالي: اسع إلى فهم الآخرين أولاً، ثم اسع إلى أن يفهموك - ستيفن كوفي ».
بدأ الحديث وسط النخب والإعلام عن سياسة الرئيس الأميركي الجديد، على أنها ستكون غير عادية ولا تقليدية، ونحن أمام أربع سنوات سيكون نوعاً ما بها الكثير من التحديات، والمقترحات حول فلسطين وغزة تحديداً حول الإبعاد القسري للغزاويين والذي يمثل انتهاكاً للقانون الدولي وجريمة حرب، وللعلم فإن الترحيل القسري لآلاف الأطفال الأوكرانيين من أوكرانيا جزء من لائحة الاتهام التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل عامين فقط. وكل هذه الأحداث خير مثال وشاهد على السياسة الحديثة.
والجدير بالذكر أن الرئيس الجديد لم يكمل مئة يوم في رئاسته ولكنه عطل نشاطات وكالة الإغاثة الأميركية، وانسحب من منظمة الصحة الدولية، ونقل اللاجئين غير النظاميين خارج أميركا، وسارع رئيس وزراء كندا بنشر نحو ربع مليون من الجيش وحراس الحدود لمنع عمليات التسلل والتهريب، والحديث المطول عن غزة ونقلهم خارج وطنهم وبناء مبانٍ على البحر وجعل غزة مكاناً سياحياً، وصداماته حول الأجندة الاجتماعية في الولايات المتحدة، وحديثه عن السيطرة على قناة بنما وغرينلاند، وضغوطه لخفض سعر الفائدة، وسحبه للحراسة عن بعض معاونيه السابقين.
ولكن قبل كل ذلك يجب أن نحلل شخصية الرئيس وطريقة تفكيره وتعاطيه للأمور، ففي عام 1989، نشر ترامب بالتعاون مع الصحافي توني شوارتز، كتاب «فن إبرام الصفقات» والكتاب يحتوي أهم أفكار الرئيس الأميركي ترامب، في كيفية التفاوض وإبرام الصفقات، كما تضمن يومياته وكيف يقضي أوقاته ويدير حياته.
حيث يقول ترامب في الكتاب: «أسلوبي في إبرام الصفقات بسيط ومباشر للغاية، أضع أهدافاً عالية للغاية، ثم أواصل الضغط والضغط والضغط حتى أحصل على ما أريد، وعليك التحلي بأقصى درجات الصبر، وألا يدرك الطرف المقابل أنك تريد هذه الصفقة بشدة فليس عليك في أي وقت أن تبدو يائساً للحصول على شيء ما».
ويذكر في كتابه «بعد إقناع البنوك بتمويل صفقاتي لتجديد العقارات، عهدت بالإشراف اليومي على التجديد لشخص أعلم أنه محتال. فكرت أنه سيسرق المقاولين أكثر مني، مما يضمن تحقيقي مكاسب أكبر من الصفقة. لقد سعدت ببيع المنازل بربح قدره 10 ملايين دولار قبل هبوط السوق».
ويضيف ترامب، في كتابه «توالت المشاريع بعد (برج ترامب)، فكانت (قلعة ترامب) و(قصر ترامب) و(جزيرة ترامب) و(البيت الأبيض لترامب) و(سور ترامب العظيم). تشابهت الصفقات تكراراً. كنت ذكياً بشكل استثنائي وحققت ثروة طائلة بينما تكبد الآخرون خسائر باهظة. كنت أعيش الحلم الأميركي. مفلساً في يوم، وثرياً في اليوم التالي».
ويضيف ترامب، عن أسلوبه في التعامل في الحياة بشكل عام بعناصر عدة بأنه واضح للغاية، وعلى الإنسان أن يحقق أكبر مكاسب لنفسه، ويقول: «يجب على أي شخص أن يسعى إلى تحقيق مصلحته فقط»، وهناك دائماً شخص أغبى منك، وعليك استغلال هذا الأمر لمصلحتك، ويقول هناك شهرة فقط، وإنه من الأفضل أن يتحدث الناس عنك ولو بالذم عن ألا يتحدثوا عنك مطلقاً. حيث يعتبر الشهرة من مؤشرات النجاح الرئيسية. ويضيف على المبادئ، بقوله: «عد الآخرين بالمستحيل حتى لو كنت تعلم أنك لن تتمكن أبداً من الوفاء بوعدك»، ويذكر ترامب هنا أن الناس لديهم ميل لتصديق إمكانية حدوث المستحيل، وهم في ذلك يخدعون حتى أنفسهم ذاتها.
عند التعامل مع الرئيس الجديد مهم أن نفهم كيف يفكر حتى نستطيع التعامل معه، هو يفهم لغة القوة والوضوح والمكاسب ورفض التعامل معه سيكون ثمنه كبيراً.
يعني رمي القفازات على الطاولة مهم، والفلسطينيون والغزاويون متمسكون بأرضهم وعودة أهل الشمال خير شاهد، ولن تستطيع قوة في العالم أن تقتلهم وهم ثبتوا لمدة سنة ونصف السنة من حرب الإبادة، ومات شمعون بيرز، صاحب فكرة الشرق الأوسط الجديد وبقيت غزة، وخلاصة الحديث أن التهجير لن يحدث بإذن الله تعالى وأربع سنوات في عمر الدول جداً قليلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق