يسقط يسقط أبو حمالة
فراج إسماعيل
صدع إبراهيم عيسى رءوس الذين يتابعون ملحمته اليومية في إحدى الفضائيات كداعية للعدالة الاجتماعية والوطنية والمساواة والحريات والتي لن تتحقق إلا بسقوط حكم مرسي كما يجري على لسانه كل ليلة.. فإذا بالصحفيين الذين يرأس تحريرهم في جريدة التحرير يفضحون ازدواجيته وثنائيته العجيبة.
يقبض الملايين ويستكثر عليهم التعيين.
يوزع أموال الجريدة عليه وعلى أصدقائه القريبين وبعض الكتاب الذين يمجدونه مقابل تمليكهم أعمدة، ولا تتسع عدالته الاجتماعية لصحفيين يقبض الواحد منهم جنيهات قليلة.
اعتصم الصحفيون في مقر جريدة التحرير وتظاهروا ومعهم قوى ثورية أمام مقرها، وهتفوا
"أنا الصحفي وأنا الحالة يسقط يسقط أبو حمالة"..
"هما بياخدوا بالملايين ومانعين عنا التعيين".
قدم إبراهيم عيسى استقالته بعد أن تهتكت "الحمالة" وأفلت منها الرداء الذي يداري به شخصيته الحقيقية.
والواقع أن "الحمالة" الشهيرة لم تكن ذا قيمة، إذ ظهرت العورات السياسية والصحفية لهذا الرجل مرارًا.
أثناء رئاسته لجريدة الدستور طاردته شكوى الصحفيين أيضًا، فهو يستأثر بالمال والمكاسب لنفسه والأقارب والقريبين منه الذين لا يؤدون عملًا، أما المتميزون المجتهدون الذي ينزفون العرق من أجل الحصول على انفراد أو على مادة صحفية متميزة، فلا ينالون سوى الفتات، بل يتدخل لمنع تعيينهم.
عيسى الذي يستكثر على زميله الصحفي الصغير حقه في معيشة محدودة، استكثر من قبل على الدولة حقها في الضرائب فمنعها عنها وعندما كاد يتعرض للسجن قام بالسداد فاكتشفنا أنها مبالغ كبيرة جدًا، بعضها عن بيع أسهمه في قناة التحرير، وبعضها الآخر عن أرباحه من البرامج التليفزيونية.
يعكس هذا الصحفي الذي لم يكن يملك شيئًا قبل عشر سنوات على الأكثر، أزمة المعارضة سياسيًا وإعلاميًا.. معارضة بوجهين.. تقدم أحدهما للرأي العام والثاني يمثل الزيف والكذب والخداع.
farrag.ismail@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق