حشائش علمانية
حشائش علمانية
آيات عرابي
خلال 200 سنة من الاحتلال بالوكالة لمصر تخللتهم 70 سنة احتلال بريطاني صريح, تغلل فيروس العلمانية في نفوس الكثيرين, فانتج نماذج مشوهة ترطن بمصطلحات, لا يفهمونها هم انفسهم ..
خذ عندك مثلاً مصطلح الطائفية ..
مصطلح علماني يستخدمه عتاة العلمانيين عن وعي ويردده حولهم حشائش وميكروبات علمانية اصغر حجماً وأقل ثقافة.
والحشائش العلمانية مخلوقات ( نصفية ) نبتت من تلاقح افرازات القناة الأولى والإعلام الحكومي ومن بعده ( انزيمات ) مدينة الانتاج الإعلامي وقاذورات فكرية روجها العلمانيون الذين ارتدوا ثياب المعارضة, فانتج هذا التزاوج تشوهات فكرية يصعب علاجها, قد يكون اسمه احمد أو محمد أو عبدالله أو فاطمة أو رقية أو أي اسم آخر له صبغة اسلامية بينما لا يدرك أنه باستخدامه مثل تلك المسميات يضع نفسه في خانة العلمانية,
هو نصف في كل شيىء.
يعي من السياسة نصفها
يعرف من المصطلح نصفه
نصف ناشط سياسي
نصف مثقف
نصف انسان, لديه معايير مزدوجة انتقائية يطبقها على هذا ويستثني منها ذاك.
تراه ينعي شيماء ويتجاهل سندس مثلاً
نصف صاحب مبادي, ونصف انتهازي.
نصف ثوري ونصف بيادة مع كسوة علمانية جاهلة لا تخطئها العين.
يهتف للثورة ويتفق مع العسكر ضد الثورة
يغني لـ 25 يناير ويتقافز على يديه ورجليه في التحرير في 30 سونيا
لديه مشكلة نفسية مع اللحية والنقاب والحجاب ويراها من مظاهر التخلف التي ينفر بها المتأسلمون ( كما يسميهم ) الناسَ عن الدين, بينما يعتبر حجاب الراهبة ولحية القس حرية عقيدة ورقي.
لا يهتز عندما تقتحم ميليشيات الانقلاب مسجد الفتح وتطلق قنابل الغاز في بيت الله وتنتهك حرمته أو عندما تحرق ميليشيات الجيش والشرطة بيت الله في رابعة وتدهس جثامين الجرحى والشهداء بالبلدوزرات.
لا تطرف عينه لحظة حين يسمع عن فتاة اغتصبت في قسم شرطة أو في مدرعة أو عن فتاة معتقلة تطلب من أمها ( حبوب منع الحمل ) ..
يستمع إلى جورج اسحاق يقول أن الاسلام سينتهي من مصر يوم 30 يونيو فينزل ويشارك ويتحرش ويهتف ضد الرئيس المنتخب ويتلقى بيده اليمنى علبة العصير التي يوزعها جيش المعونة الامريكية ويعتذر بلطف لجاره القس الذي نزل يشارك لإزاحة الإخوان, ويربت بيده اليسرى على كتف جاره عضو الحزب الوطني عندما يصطدم به عفواً ..
يسخر منك ان قلت أن الانقلاب الصهيوني يحارب الدين, ويطأطأ رأسه ناظراً إلى الأرض عندما يسب تواضروس الشريعة الاسلامية ويقول أنها شريعة متخلفة اعادت مصر إلى الوراء.
يفرد ظهره إلى الخلف ويضع ساقاً على ساق, ويهز رأسه ويعتدل في جلسته معلقاً على كلمة القزم المرتد التي قال فيها “فيه نصوص في الاسلام بتعادي الدنيا كلها”
ويقول لك :“انا صحيح ضد العسكر بس هو ما قالش حاجة غلط”
ينفعل كثيراً ويسخر منك عندما تسمي معتوه الجمالية “مرتداً” حتى بعدما يستمع لفتاوى مئات العلماء المعتبرين.
تجده دائماً في الكنيسة يقبل يد تواضروس, يسرع ليقف في خشوع في القداس ويحدثك في ورع عن لقاءه بتواضروس أو بالقس فلان والمطران علان, ويمطر عليك كلمات التقديس والتعظيم التي لا تسمعها منه حتى عندما يذكر اسم النبي ( عليه الصلاة والسلام ) أمامه.
يرتعش جسده ويحمر وجهه غضباً وينعتك بالطائفية وبالتأسلم عندما تقارن بين رد فعل ميليشيات الداخلية التي قتلت الآلاف من المسلمين واغتصبت عدداً لا يعلمه الا الله من المسلمات, بعد الانقلاب, ورد فعلها المستأنس بعد أن قام نصارى احدى المناطق في القاهرة باحتجاز مجرم قتل سيدة نصرانية وقاموا بتعذيبه وضربه.
وبالمناسبة انا ارى رد فعل النصارى طبيعياً ولا اتعاطف نهائياً مع الضابط ولكن استبدل بالكنيسة مسجداً يحتجز فيه ضابط شرطة بعد قتله لمسلمة بالخطأ وقل لنا ماذا ستقول, بل قل لنا ماذا ستفعل الداخلية بالمسجد, بل قل لنا ماذا فعلت أنت عندما اقتحمت ميليشيات الجيش والشرطة مسجد الفتح واحرقت مسجد رابعة واغلقت مسجد القائد ابراهيم
ماذا فعلت وقتها ؟
اما انك ملئت صفحتك بالدباديب والصور واما انك سببت الشهداء وشمتَّ فيهم.
من لا يفهم أن الحرب على الاسلام, فليستمع إلى ما يقوله الصهاينة وما يقوله الأحمق تواضروس الذي لا يترك مناسبة ليسب فيها الاسلام ويلمزه الا استغلها.
ومن لم يفهم بعد ذلك فلا حاجة لنا بمناقشته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق