مُرسي ومجموعة الحمقى
طه أوزهان – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
في أول إنتخابات نزيهه تحدث في مصر، إنتصر مرسي وحصل على كُرسي رئاسة الجمهورية المصرية، ولطبيعة الإتصال الحضاري بين مصر وتركيا، حمل هذا الإنتصار أصداء كبيرة في تركيا.
أخبار الإنقلاب ثم ما تبعه من إعدامات رافقها موجة عاطفية كبيرة بين الأتراك، وكان من المُتاثرين بهذه الأحداث الشريحة السياسية في البلاد، لكن كان وما زال هنالك بضعة نفر من المُنسليخين عن المعاني الحضارية وبالذات من السياسين العلمانيين الذين كانوا مع الإنقلاب والإعدامات، فالتاريخ الأسود لهذه الطائفة في القرن المُنصرف تُوضح سبب هذه المُعاداة للديمقراطية وما تُفرزه صناديق الإقتراع. ولكن ولحسن حظ تركيا كان عام 2003 هو بداية عصر نحو القمة للتاريخ التركي الجديد.
من العقد المُنصرم الى يومنا اليوم رأينا المُعادة الحقيقة للديمقراطية من العلمانيين في المنطقة بدعم غربي. فالغرب الذي يدعي أنه يحمل راية الإنسانية ويُسوّق الحُريات وحُقوق المٌواطنين ويبيع الوهم للشعوب بدّعائه أنه يحمي الديمُقراطية العالمية، لا يرضى بنتائج الصناديق إلا إذا أحضرت من يرضى عنه.
ونرى ذلك جليا في مصر وتونس والجزائر وتركيا وفلسطين، لقد كانت ساحات دامية بعد الإنتخابات لأن الغرب لم يرضى عن أختيارات الشعوب.
وكأن المُعاناه التي عاشها العلم الإسلامي لما يُقارب نصف قرن حتى يرضى بفكرة الديمقراطية ويتقبلها لا تكفيهم!!!!
حتى أن البعض ليقول أن الفترة بين ثورة مصرالحُرة في 25 يناير الى الإنقلاب في 3 تموز هي فترة طويلة، فكل أنواع الدعم وإعادة ترتيب الإوراق كانت قد بدئت من لحظة بداية الثورة، فالعمل على خطة لموجة مُضادة للثورة كانت من قبل تنحي مُبارك.
فلولا تأثير موجة الثورة التي إجتاحت العالم العربي وعناصر أخرى لكان الإنقلاب أبكر بكثير.
فشخص السيسي ومع كل ما حققه في إنجاح الإنقلاب إلا أنه ضعيف الشخصية ورديء الأداء، ولولا تنحي عُمر موسى عن موقعه لكانت الموجة المُضاضة أسرع وأنجح.
وكما رأينا فإن تنحية مبارك الذي إستمر في كُرسيه لما يُقارب ال30 عام لم تكن نهاية الحكاية له ولجماعته. فعملية الإنقلاب اليوم في مصر تشابه الى حد كبير نجاح الإنقلابات السابقة في تركيا.
والذين يُحاولون اليوم أن يلتهموا تركيا بفم السيسي ويُقلدّوا إنقلاب السيسي هم مُغيّبون، والذين يعتقدون أن تُركيا ستترك مصر لوحدها من أثر الضغوطات عليها فهم جاهلون. فالعلاقة بين مصر وتركيا هي علاقة تاريخية قديمة، وهي مبنية على علاقة إيدولوجية عميقة وليست صطحية كما يعتقدون. فكما عملوا في السابق وما زالوا يُحاولون الى اليوم، ثم كانت النتيجة إنتصار إرادة الشعب التركي، فإن مصر لن تبقى في يد الإنقلابيين وإرادة الشعب ستُحقق مُبتغاها في النهاية.
ومن وسط المعمعات في المنطقة تخرج لنا وبإسم الدين جماعة غولن، فهم لا يتصرفون حسب أدبيات إسمهم ولا يسعون لإنجاز أهداف تخدم الإيدولوجيا الإسلامية التي يدعونها.
فقد ألقوا بنفسهم في أحداث 28 فبراير ليكونوا ضمن صورة الحدث، وفبرغم رُخص عناصرهم وعددهم الكبير إلا أنهم ما زالوا في مكانهم لم يتقدموا ولم يُنجزوا شيئا.
وكما في مصر فإن جماعة غولن تضع نفسها في الطرف الخاسر في أعين الشعب، لإنهم يعتقدون أن بإمكانهم عمل كل ما يعملوه من أمور لا أخلاقية ومُحاولين الوصول الى السلطة بطرق غير شرعية ثم لا يُحاسبهم الشعب. إنها صفقة خاسرة لو عقلوا ذلك، لكن إرادتهم ليست بإيديهم.
ألا يجدون طُرق أكثر حضارية ورُقي لتحقيق مُبتغياتهم؟؟؟؟
وكما رأى العالم أجمع، فبعد كل مشاهد الدم والإنقلابات، خرج من رحم الصعاب والمأسي تركيا حرة بحكومة مُنتخبة ورئيس يُريده الشعب. وهذا يُعلمنا الكثير من الدُروس كما كذلك يُعلمنا التاريخ في القضية التركية وغيرها من القصص المليئة بالعبر أن المنتصر النهائي يكون الحُرية والعدل وإرادة الشُعوب.
في الحقيقة لم يبقى الكثير من الكلمات لوصف واقعنا، لكن أستطيع أن أجزم لكم أن كل من يُريد مواجهة إرادة الشعوب ما هو إلا أحمق قد تخلّص من كل ما فيه من العقلانية والأخلاق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق