انتهاكات حقوق الأطفال في مصر منذ الانقلاب
وشملت هذه الانتهاكات الاختطاف التعسفي، والتعذيب النفسي والجسدي داخل أماكن الاحتجاز، والقتل خارج إطار القانون، والاعتقال دون تصريح قضائي، بالإضافة إلى صدور أحكام بالإعدام ضد عدد منهم فضلا عن الممارسات الإعلامية الجائرة بحقهم.
حلقة الاثنين (25/5/2015) من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على انتهاكات السلطات المصرية لحقوق الأطفال منذ انقلاب يوليو/تموز 2013، وتساءلت عن الخطوات التي تتخذها بعض المنظمات الحقوقية المعنية في هذا الإطار.
في أبريل/نيسان المضي أصدرت منظمة هيومن رايتس مونيتور تقريرا قالت فيه إن عدد المعتقلين دون الثامنة عشرة منذ الانقلاب وصل إلى 2200 طفل، لا يزال أكثر من ربعهم قيد الاعتقال، وأن 950 منهم تعرضوا لمعاملة قاسية وتعذيب، بينهم 78 حالة عنف جنسي. أما عدد القتلى من الأطفال فغير محدد، إلا أنهم حسب التقرير بالعشرات منذ فض اعتصام رابعة.
صعوبة التوثيق
حول الانتهاكات التي يتعرض لها أطفال مصر تقول منسقة ملف الأطفال المعتقلين مروة عرفة إنه لا توجد إمكانية لجمع معلومات وإحصائيات عن أعداد الأطفال المعتقلين بسبب ممارسة النظام الحالي.
وأضافت أن هناك انتهاكات على أصعدة مختلفة، من بينها أحكام بالسجن لمدة 15 سنة على أطفال لا تتجاوز أعمارهم 15 عاما، وهناك اتهامات لأطفال بقتل 22 شخصا وتتم محاكمتهم أمام محكمة جنايات، وهناك من أحيلت أوراقهم للمفتي للإعدام ثم خفف الحكم إلى عشر سنوات بعد أن اكتشفت المحكمة عمر أن الطفل لا يتجاوز 15 عاما.
وختمت بأنه لا يوجد عمل حقوقي للطفل في مصر، ويتم الاعتماد في بعض الأحيان على مجهود أفراد في المحافظات، لكن لا توجد جهة رسمية يمكن أن تستقي منها معلومات حقيقية وصحيحة بشأن الوضع الحقوقي للأطفال في مصر.
تحرش وتعذيب
من جهته، أكد الناشط الحقوقي المصري هيثم غنيم وجود اعتداءات جنسية بحق الأطفال المعتقلين في سجون مصر، مشيرا إلى أنه تمت إحالة أحد الأطفال لمحاكمة عسكرية بتهمة اتلاف ممتلكات عامة عبارة عن أرضية حديقة.
وكشف غنيم عن حالات اعتقالات وتعذيب لأطفال بهدف ابتزاز ذويهم وإجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها، مؤكدا أن مصر لم تتعرض لمثل هذه الانتهاكات منذ الاحتلال الإنجليزي، حسب وصفه.
في السياق نفسه، اعتبرت عضو الائتلاف الأوروبي لحقوق الإنسان داليا لطفي أن ملف الأطفال في مصر "مهمل" من قبل المجتمع والدولة وحتى الأسرة.
وقالت إن الطفل المصري يتعرض منذ الانقلاب لانتهاكات متواصلة رغم ما نص عليه الدستور الذي وضعته السلطة الحالية في حق الطفل.
وأضافت أنه في الوقت الذي تتشدق فيه السلطة في المحافل الدولية باحترامها لحقوق الطفل وتطوير مناهج التعليم بما يخدم هذه الحقوق نجد هذا الانتشار الكبير لانتهاكاتها بحق الأطفال.
وشددت داليا لطفي عن وجود صعوبة كبيرة في توثيق هذه الجرائم والانتهاكات، خاصة أن الأهالي في كثير من الأحيان يخشون التواصل مع المنظمات الحقوقية خوفا على أطفالهم، موضحة أنه لن يمكن التعامل مع الآليات الدولية دون توثيق هذه الانتهاكات.
المزيد حول موضوع الحلقة
اختطاف الأطفال بمصر.. ظاهرة "يتجاهلها" الأمن
أطفال بسجون مصر.. براءة تضيع ومستقبل يهدم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق