الأربعاء، 2 نوفمبر 2016

الآن أجيبكم بصدق: مصر رايحة على فين؟

الآن أجيبكم بصدق:مصررايحة علي فين؟


حسام الغمري
هل هو مجرد منقلب فاشل دموي؟ 
هل هو مجرد قذافي جديد يطلق تصريحات بلهاء تلتقطها البرامج التليفزيونية؛ إما ساخرة أو مُبررة، كما تقتات عليها مواقع التواصل الاجتماعي؟ 
أم هو لاعب ماهر يدرك بعمق ما يفعله، لاعب استطاع خداع كل من وقف في طريقة، وها هو الآن يهيئ مصر إلى مصيرها المحتوم؛ لنعرف جميعاً إجابة السؤال المحير: مصر رايحة على فين؟

قبل أن أجيب عن هذا السؤال من اللازم أن أشير إلى حادثة عالمية كبيرة سُميت بصدمة نيكسون Nixon shock عام 1971 حين ألغي المبدأ الذي تعهدت به الولايات المتحدة الأميركية في مؤتمر بريتون وودز عام 1944 باستبدال كل من يسلمها 35 دولاراً بأوقية من الذهب، وإخضاع الدولار لقانون العرض والطلب، وبذلك اكتملت خدعة الصهاينة لكل أمم الأرض بالاستحواذ على الذهب في مقابل أوراق نتداولها فيما بيننا، يتحكمون هم عبر سيطرتهم على البنوك وصندوق النقد الدولي في أسعارها، بينما احتفظوا لأنفسهم بالذهب.

وما أقوله ليس ادعاء منِّي ولا افتراء على أولاد العم؛ حيث انتشرت الاتهامات الموجهة للصهاينة في الكثير من أنحاء العالم، وارتبطت هذه الاتهامات -ويا للعجب- بوصف الحكومات الأوروبية والأميركية بالضعف أمام قوة الصهاينة، وأن الشعوب الأوروبية قد ضاقت بحكوماتها الضعيفة.

هذا الاتهام انتقل إلى بعض الصحف الروسية، مثل البرافدا التي أكدت أن الحكومات الفرنسية والألمانية والإيطالية تقوم بضخ الأموال لصالح أصحاب البنوك من الصهاينة مثل روتشيلد وكوهان لوب، وأنهم قد استهدفوا الشعب الروسي والشعب الأميركي، وقاموا بنهب أموالهم.

في روسيا تم نشر بعض المواد التي أكدت أن سبب الأزمة الاقتصادية هم تلاميذ الصهيوني ميلتون فريدمان Milton Friedman خبير الاقتصاد الكلي الذي منحه الرئيس المتصهين ريجان عام 1988 وسام الحرية لنجاح مبدئه في تقليص دور الحكومات في الاقتصاد.

كما فتحت الصحف الروسية المجال لعرض آراء القراء وتعليقاتهم على مواقعها الإلكترونية، وقد بدا واضحاً أن الكثير من الروس يرون أن الصهاينة وراء كل الأزمات الاقتصادية في العالم.

وفي المملكة المتحدة قالت جريدة الإندبندنت إن معظم البنوك مملوكة للصهاينة، وقد ظهر على موقع الجريدة التفاعلي آراء تؤكد مسؤولية الصهاينة عن الانهيار المالي عام 2008، وقال أحد القراء، واسمه إيرول فلين، إنه قد تم تحويل مبلغ 400 مليون دولار إلى بنوك "إسرائيل" من بنك ليمان برازرز قبل ساعات من انهياره، لكن إدارة موقع الجريدة قامت بحذف هذه الحقيقة التي انتشرت بعد ذلك في الكثير من مواقع الإنترنت.

انتشرت أيضاً معلومات على مواقع أخرى تؤكد قيام الصهاينة بسحب مليارات الدولارات من البنوك الأميركية، ولكن الحكومة الأميركية لم تمتلك الشجاعة للتحقيق في هذه المعلومات، واتجهت إلى ضخ الأموال في هذه البنوك لإنقاذها.

وتمت التضحية بحرية الإعلام في بلاد الحرية؛ حيث تم منع نشر هذه المعلومات حتى في بريطانيا التي تتفاخر بحرية الإعلام فيها؛ حيث تدخلت إدارة موقع الإندبندنت لحذف هذه الحقيقة.

ووصل سرطان الصهاينة إلى دول أميركا اللاتينية؛ حيث كانت مواقع الإنترنت أكثر صراحة وشجاعة، فقد اتهمت العائلات اليهودية التي تسيطر على البنوك بأنها ضخت بدول أوروبا وأميركا، وأنها مثل السرطان الذي يدمر الجسد ثم ينتهي بتدمير الخلية التي استضافته.

المدونون في الأرجنتين على سبيل المثال قدموا حقائق تاريخية خطيرة عن كيفية نمو الإمبراطوريات المالية اليهودية، كما اتهموا الصهاينة بالمسؤولية عن صنع الأزمة الاقتصادية في الثلاثينات، خاصة في ألمانيا.

أضاف هؤلاء المدونون أن كل أزمة اقتصادية عالمية يقف وراءها "الشعب المختار"، وأن الجيش الصهيوني الذي يعمل في "وول ستريت" هو الذي صنع تلك الأزمات.

وهناك الكثير من المدونين اليساريين في أميركا اللاتينية قدموا معلومات تؤكد أن الأزمة الاقتصادية العالمية صناعة صهيونية، وقال أحد المدونين الأرجنتينيين إنه ليس مستغرباً أن يقوم الصهاينة في أميركا بصنع هذه الأزمة، فقد عرفنا من تجاربنا في الأرجنتين أن البنوك التي يمتلكها ويديرها الصهاينة تقوم بنهب أموال الناس.

أما في المكسيك فقد ظهرت في المدونات رؤية تقول إن الصهاينة هم سادة العولمة، فهم الذين استفادوا من الأموال التي ضختها إدارة بوش بهدف إنقاذ الاقتصاد الأميركي.

كما أكد كاتب آخر أن بنك ليمان برازرز قد أرسل مئات المليارات إلى "إسرائيل" قبل ساعات من انهياره.

أما في فنزويلا، فقد نشر أحد المواقع حقائق وآراء عن الدور الصهيوني في صنع الأزمة العالمية، وتساءل هذا الموقع: لماذا يتم إيداع المليارات بشكل غامض في البنوك الإسرائيلية في وقت يتم فيه إعلان إفلاس البنوك في أميركا الشمالية؟

كان من الضروري استعراض هذا كله قبل أن نتحول إلى التصريح الذي فاجأنا به مسعود بارزاني، مدير إدارة الشرق الأوسط ومنطقة آسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي، الذي أكد فيه أن حكومة السيسي هي من عرضت على صندوق النقد الدولي تعويم الجنيه!!

فما الذي يدفع حكومة استقبلت مليارات الدولارات قدرها البعض بخمسين مليار دولار كمنح وهبات من دول الخليج التي دعمت انقلاب السيسي كدعم الأم الرؤوم لرضيعها للسعي بل اللهاث وراء تعويم الجنيه بدلاً من ضخ رز الخليج في الاقتصاد المصري أو وضعه كاحتياطي في البنك المركزي؟ إن هذه السياسة كانت كفيلة بخفض سعر الدولار إلى ما دون الجنيهات الخمسة، هل ذهب هذا "الرز" أيضاً إلى إسرائيل؟!! أين اختفى؟

ما الذي يريد السيسي تمريره بضحكاته التي تبدو من القلب رصدناها جميعاً أثناء مشاركته في المؤتمر الشبابي الذي انقلب سريعاً على نتائجه بمنع عرض حلقة المستشار هشام جنينة مع الإعلامي معتز الدمرداش على قناة المحور الفضائية!!

نعود إلى تصريح السفيرة الأميركية السابقة آن باترسون لأحد المواقع الإسرائيلية إبان حكم الرئيس مرسي وقبل الإطاحة به بشهور، والذي قالت فيه متفاخرة، إنها لعبت دوراً إعجازياً كي تقوم دولة اليهود من النيل إلى الفرات، وإن اليهود سيعودون إلى مصر في 2013، وإن المصريين سوف يتوسلون للصهاينة كي يعودوا كي ينقذوهم من الفقر والمجاعة بعد إعلان إفلاس مصر الوشيك، ثم وصفتنا في نهاية هذا التصريح بأننا أغبياء.

تستطيع عزيزي القارئ أن تستوثق من هذا التصريح عبر الإنترنت، وتتأكد بنفسك أن تاريخه يسبق قيام السيسي بانقلابه الشهير في 2013، ولك أن تتساءل اليوم عن المسافة التي تفصل بيننا وبين المجاعة، قد تحمل لك الطوابير الطويلة الباحثة عن أكياس السكر بعض الإجابة!

لقد ارتفع الدولار ارتفاعاً بسيطاً وقت حكم الرئيس مرسي الذي لم يكن مدعوماً من الخليج ومحاطاً بالمتآمرين في كل مكان؛ ليصل إلى سبعة جنيهات، وبحسبة بسيطة نجد أن المواطن الذي كان يحتفظ بمبلغ مليون وربعمائة ألف جنيه عام 2013 كانت تقدر ثروته حينها بـ200 ألف دولار، واليوم تقدر ثروة نفس المواطن بــ 82 ألف دولار، بحساب سعر صرف الدولار بـ17 جنيهاً، أي أن هذا المواطن فقد من ثروته مبلغ 118 ألف دولار دون أن يشعر، كما أن المواطن الذي لبَّى نداء السيسي الخبيث وسارع بتمويل تفريعة قناة السويس فقد فرصة الحفاظ على قيمة مدخراته بتحويلها إلى عقارات مثلاً أو إلى ذهب أو حتى إلى دولارات؛ لأن السيسي حصل منه على جنيه يساوي 1/7 دولار، ويسدد له أرباحاً بجنيه يساوي 1/17 من الدولار، فهل اتضحت الصورة؟

السيسي الذي يشغلنا بتصريحاته الهزلية يقود مصر إلى المجاعة التي بشَّرتنا بها آن باتريسون في مطلع 2013، وثروات المصريين تذوب وهم يغنون "تسلم الأيادي"، ولن يجد أهل مصر بداً من استقبال الصهاينة بالورود حين يقومون بتوفير السكر والزيت والأرز والبنزين لهم.

أما لماذا يفعل السيسي ذلك؟ فالإجابة يحملها إلينا الجنرال رؤوفين باركو، الذي تولى مناصب رفيعة في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، ومنها رئاسته لوحدة تجنيد العملاء؛ حيث صرح في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن السيسي وجد ليبقى!!

السيسي وجد ليفقر مصر بتدمير عملتها وتوريطها في قروض تأسر مستقبلها، وتمزيق وحدة شعبها وجعله شيعاً متناحرة، وجد ليضع حاجز الدم أمام أبناء الشعب الواحد، ويورط معه قضاة وضباطاً وإعلاميين بات مصيرهم مرهوناً ببقائه. السيسي أيضاً وُجد ليفقر الخليج برفع فاتورة مقاومته لأذناب إيران في اليمن وسوريا، وعلى أشقائنا في الخليج الذين دعموا السيسي بأموالهم أن يفكوا هم شفرة الجملة الأخيرة من تصريح الجنرال الإسرائيلي بأن السيسي سوف يرسل لهم ثلاجات مفخخة!!

تحركوا فالوقت ينفد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق