الشاعر المصري علي الجارم
سنا الشرق اشرق وابعث النور ساطعا
يشق دياجير الظلام ويصدع
اعد شمسك الاولى الى الافق مثلما
اعاد ضياء الشمس للافق يوشع
نزفنا دموع المقلتين تفجعا
فهل مرة اجدى علينا التفجع
وعشنا بامال كاطياف نائم
يروعها من دهرنا ما يروع
شعاعك تاريخ ونورك حكمة
ولمحك امال وبهجك مهيع
اذا ضيع التاريخ ابناء امة
فانفسهم في شرعة الحق ضيعوا
ابى الدهر ان ينقاد الا لعزمة
يخر لها الدهر العتي وينخع
وسر العلا نفس كما شاءت العلا
طموح ورأي من شباب السيف اقطع
ومن يتجنب في الحياة زحامها
فليس لة في ساحة المجد مشرع
صحا الشرق وانجاب الكرى عن عيونة
وليس لمن رام الكواكب مضجع
لقد كان حلما ان نرى الشرق وحدة
ولكن من الاحلام ما يتوقع
اذا كان في احلام ماضية رائع
فنهضتة الكبرى اجل واروع
توحد حتى صار قلبا تحوطة
قلوب من العرب الكرام واضلع
وارسلها في الخافقين وثيقة
لها الحب يملي والوفاء يوقع
فليست حدود الارض تفصل بيننا
لنا الشرق حد والعروبة موقع
تذوب حشاشات العواصم حسرة
اذا دميت من كف بغداد اصبع
ولو صدعت في سفح لبنان صخرة
لدك ذرى الاهرام هذاالتصدع
ولوبردى انت لخطب مياهة
لسالت بوادي النيل للنيل ادمع
ولومس رضوى عاصف الريح مرة
لباتت لها اكبادنا تتقطع
اولئك ابناء العروبة مالهم
عن الفضل منأى او عن المجد منزع
لهم امل لا ينتهي عند مطلب
لقد ذل من يعطي القليل فيقنع
اذا لم يكن حلم الحليم بنافع
فان صدام الجهل بالجهل انفع
تحدثت بهم الدنيا في شبابها
وجائت الى ابنائهم تتطلع
أديب وشاعر وكاتب هو علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم ولد عام 1881 في مدينة (رشيد) في مصر.
بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة, بعدها سافر إلى إنكلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه, وقد شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي, فعين بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عين وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924, كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية, وقد شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.
زار بغداد مرتين: الأولى مشاركته في الحفل التأبيني الذي أقيم للشاعر المرحوم جميل صدقي الزهاوي عام 1936 أما الثانية فهي التي نظم فيها قصيدته المشهورة (بغداد يا بلد الرشيد) وقد برع في الشعر التقليدي فأخرح ديواناً بأربعة أجزاء ضم عدداً من القصائد السياسية والأدبية والاجتماعية, أما في التاريخ والأدب فألف مجموعة من الكتب منها (الذين قتلتهم أشعارهم) و(مرح الوليد) تضمن السيرة الكاملة للوليد بن يزيد الأموي, و(الشاعر الطموح) تضمن دراسة عن حياة وشخصية الشاعر الكبير أبي الطيب المتنبي كما وألف عدداً من الروايات التاريخية: (فارس بني حمدان) و (غادة رشيد) و(هاتف من الأندلس) بالإضافة إلى عدد من المؤلفات (شاعر وملك) و(قصة ولادة مع ابن زيدون) و(نهاية المتنبي) كما قام بترجمة (قصة العرب في إسبانيا) للكاتب (ستانلي لين بول) من اللغة الإنكليزية إلى اللغة العربية. وبالإضافة إلى تأليفه لمجموعة من الكتب الأدبية والاجتماعية فقد قام بتأليف عدد من الكتب المدرسية في النحو منها (النحو الواضح) الذي كان يدرس في المدارس المتوسطة والثانوية في العراق.
وفي عام 1949 عندما كان يصغي إلى أحد أبنائه وهو يلقي قصيدة في الحفل التأبيني لمحمود فهمي النقراشي فاجأه أن سكت قلبه ففاضت روحه إلى بارئها عام 1949 رحمه الله.
الحمد لله انه ما زال في الامة يذكر امثال هؤلاء العظماء في مثل هذا الزمن الرديء
ردحذف