حكاية هيلاري الإخوانية!
أحمد بن راشد بن سعيّد
عشيّة فوز دونَلْد ترمب وخسارة هيلاري كلينتِن، خرج الكائن الانقلابي المصري، وائل الإبراشي، على قناة «دريم» ليشمت بالمرشحة الديموقراطية التي «تحالفت مع جماعة الإخوان» بحسب تعبيره.
كائن انقلابي آخر، هو أحمد موسى، علّق في قناة «صدى البلد» مهنّئاً: «مبروك لكل واحد يناضل ضد جماعة الإخوان الإرهابية، وفي مقدّمتهم هذا الرجل... الذي أعطى درساً..لهيلاري كلينتن، حليفة الإخوان». عباس الطرابيلي، أحد هذه المخلوقات الغريبة، كتب في جريدة «المصري اليوم»
أنّ التظاهرات ضد فوز ترمب في الولايات المتحدة يحرّكها الإخوان الذي دمّر ترمب أحلامهم وأفشل مخططاتهم.
لميس جابر، نائبة بالتعيين في برلمان السيسي، احتفلت في جريدة «الوطن» بخسارة كلينتن مؤكّدة أنها أدّت يمين الطاعة أمام مرشد الإخوان!
إبراهيم عيسى، أحد رموز الدعاية السيسية، أشاد في قناة «القاهرة والناس» بالديموقراطية الأميركية التي جسّدت «الإرادة الشعبيّة» آتيةً برجل «صادم» إلى السلطة، وليس كما حصل في مصر عندما قادها مرسي الذي «كفر بالديموقراطية، وتخلّى عن الشرعية» مضيفاً أنّ هيلاري التي عقدت صفقة مع الإخوان وكانت تريد استمرارهم في الحكم «غارت»، وفاز «حبيب القلب» ترمب الذي يقف ضد «الإسلام السياسي».
القول بأن هيلاري إخوانية أتى من الرؤية المفرطة في الحماقة والتي مؤدّاها أن «الربيع العربي» ليس سوى طبخة أميركية لا إرادة شعبية، ولأنّ «الربيع العربي» شهد صعود التيّار الإسلامي، فإن أفول نجم هيلاري يعني موت هذا التيار الذي يتصدّره الإخوان المسلمون.
الهيجان الدعائي في مصر الذي واكب الانتخابات الأميركية أوهم المصريين أن «الإخوان» هم في قلب هذه الانتخابات، وأن فوز ترمب يعني سقوط «الرّهان» على الجماعة، كما قال إبراهيم عيسى الذي أضاف أن خيار دمج الإخوان في العملية السياسية والذي تبنّته هيلاري، بزعمه، سقط هو الآخر بفوز ترمب. حتى جريدة «الأهرام»، لسان حال الدولة العميقة في مصر، اختارت هذا التأطير: «ترمب...يصفع «أميركا العميقة» ويصنع التاريخ».. و «هيلاري تعترف بالهزيمة وتختفي عن الأنظار».
ومن ضفاف النيل إلى ضفاف الخليج تلتقي عقول هذه الكائنات المثيرة للسخرية.
كتّاب سعوديون كمحمد آل الشيخ وأحمد الفرّاج وعبد الرحمن الراشد وعبد الله بجاد احتفلوا بفوز ترمب الذي سيخلّصهم من «شبح» الإخوان إلى الأبد.
آل الشيخ أشاد في مقال له، بجريدة «الجزيرة» وموقع «العربية نت»، بفوز ترمب الذي جسّد «عظمة أميركا» وبعث «فجراً جديداً..على العالم وعلى منطقة الشرق الأوسط بالذات». ليش؟ لأن أوباما هو «المسؤول عن...الربيع العربي المشؤوم»، وهو من تولّى «دعم التأسلم السياسي المتمثّل في جماعة الإخوان».
الكاتب عزّى في حسابه على تويتر قناة «الجزيرة» في هزيمة «مرشّحتها» هيلاري التي «دخل الإخوان (بعدها) في نفق مظلم سيكون قبراً لهم..».
الفرّاج زعم في حسابه على تويتر أنّ «الحزن العميق يخيّم» على..قناة الجزيرة بعد خسارة هيلاري».
عبد الرحمن الراشد هاجم في جريدة «الشرق الأوسط» و «العربية نت» إدارة أوباما لأنها بزعمه «اختارت محاباة الجماعات الإسلامية في تونس ومصر...على حساب قوى المجتمع المدني» داعياً ترمب إلى عدم الوقوف مكتوف اليدين أمام «التنظيمات الإرهابية» (يعني تحريض ترمب على شنّ مزيد من الحروب على منطقتنا من أجل تدمير الإخوان!).
عبد الله بجاد ادّعى في مقالين له بجريدة «الاتحاد» الإماراتية و «العربية نت» أنّ أوباما هو من جلب الإخوان إلى السلطة في مصر «ودَعَم حكمهم..بكل ما استطاع»، وأنّ دول الخليج يمكن أن تتوافق مع ترمب في الحرب عليهم، زاعماً أن ترمب لم يقصد منع المسلمين من دخول أميركا، وإنما قصد منع الإخوان المسلمين، فهو ليس خطراً على المسلمين، بل على «الإرهابيين» منهم فقط، وبهذا، «فالمسلمون شركاؤه» في العقيدة!
هكذا بدت هيلاري كلينتن مرشّحة «الربيع العربي» وضحاياه، وبدا دونلد ترمب هو «المخلّص» الذي طال انتظاره.
هكذا بدت هيلاري كلينتن مرشّحة «الربيع العربي» وضحاياه، وبدا دونلد ترمب هو «المخلّص» الذي طال انتظاره.
كم في منطقتنا من يتامى وثكالى خسروا في لحظة من التاريخ «هيلاري الإخوانية»!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق