هل مصر أم الدنيا؟
آيات عـرابي
الأسطورة تقول إن الطفل المصري هو أذكى طفل في العالم حتى سن كذا!
مقولة من بين عشرات المقولات الزاحفة التي نسمعها منذ طفولتنا.
حسنا
ما هو نوع الطعام الذي يتناوله الطفل المصري ليصبح أذكى طفل في العالم حتى سن كذا وكذا؟
هل السر في المحاصيل المسرطنة التي تشتهر بها مصر منذ عهد المخلوع؟
أم السر في القناة الأولى وإذاعة صوت العرب ومقالات الأهرام وخطب عبد الناصر مثلا؟
هل يحافظ الطفل المصري على مستوى ذكائه إذا وُلد في بيئة متخلفة تهتم بتلك الأشياء الثانوية كالتعليم والصحة كما يحدث في بلاد أوربا المتخلفة؟
هل للأمر علاقة بالجينات مثلا أم بالحدود؟
وإذا كان الأمر متعلقا بالجينات، فهل يصير الطفل المولود لأب مصري وأم أجنبية أو لأم مصرية وأب أجنبي نفس مستوى الذكاء؟
وإن كان السر في الحدود، فهل ينطبق الأمر على سكان تيران وصنافير (إن كان بهما سكان) حين انفصلتا عن مصر أم أن مستوى ذكاء الطفل الصنافيري يعود ويرتد لمستويات ذكاء الطفل العادي في باقي دول العالم حين تنفصل الجزيرتان؟
أسطورة أخرى تحدثك عن مصر أم الدنيا!
ولا أعلم في الحقيقة ما الذي منح مصر تلك المكانة.
أسطورة نرددها كمُسَّلمات لا نقاش فيها, الشمس تشرق من الشرق ومصر أم الدنيا.
من منحها ذلك اللقب؟
هي أسطورة أكثر ذيوعا من أختها الأولى ولا يخجل مقدمو البرامج من ترديدها بكل فخر.
ذات مرة شاهدت جانبا من حلقة من تلك النوعية من البرامج التي ترتسم فيها ابتسامة عريضة على وجه المذيعة وهي تحدث أحد السياح وتوجه له السؤال المرعب (هل ستزور مصر مرة أخرى؟).
ثم تردد باللغة الانجليزية أن Egypt is the Mother of the World!!
ما أعرفه وما يعرفه من يقرأون القرآن أن مكة هي أم القرى.
هذا ما قاله الله في القرآن
فكيف اصبحت مصر أم الدنيا؟
مصر لم تكن يوما أم الدنيا ولا ابنة خالتها.
أسطورة أخرى يرددونها وتحظى هي الأخرى بجانب وافر من الاهتمام وهي أن من يشرب من ماء النيل، فلابد له أن يعود من جديد.
إلى أين يعود؟ إلى قسم غسيل الكلى بمستشفى معهد ناصر؟
الأكثر إثارة للشفقة، هي تلك الأسطورة التي يرددها الجميع تقريبا عن أن المصريين هم أول الموحدين في التاريخ وأن اخناتون (الذي كان يعبد قرص الشمس) هو من ارشد البشر الضالين إلى التوحيد، فهدى البشرية!
يا سلام!
وأين آدم عليه السلام الذي خلقه الله وجعله أول نبي لبني آدم؟
تلي ذلك عناقيد من الأساطير، بعضها أكثر شراسة ورسوخا من غيرها.
مثل أسطورة خير أجناد الأرض.
وهي أسطورة يرددها حتى شيوخ الأزهر.
والحديث ببساطة باطل لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام.
(فيما بعد الانقلاب, اكتسب الحديث الباطل معنى أكثر ضيقا, فأصبح يشير إلى كل من يرتدي زيا عسكريا).
بالإضافة إلى عشرات الفقاقيع من تلك العينة يؤمن بها البسطاء ويرددونها كما لو كانت دينا.
هناك قوة استطاعت بطريقة ما ان تضع مصر في فجوة زمنية وحبستها بعيداً عن التاريخ وأهالت عليها التراب.
قوة استطاعت ان تبدل دين القوم، في مثابرة وأناة حتى اصبحت تلك المعتقدات الصنمية دينا وأصبح الاقتراب منها من المحرمات، يستحق مرتكبه اللعن.
كلمتا خائن وعميل، ربنا كانتا الكلمتان الأكثر شيوعا بعد الانقلاب في ثقافة المواطن المتعسكر الدولجي.
والكلمتان تشيران إلى كل من يتمرد على تلك الوثنيات ويحاول أن يستخدم عقله.
أنت خائن لأنك تقول أن (خير أجناد الأرض) حديث باطل.
أنت خائن لأنك تناقش.
أنت عميل لأنك تعمل عقلك.
لم يسبق أن تعرض أي شعب من مسلمي المنطقة لهذا القدر من الضلال والكذب.
المواطن المواظب على الاستماع للإعلام يتحول إلى ما يشبه الممسوسين شيطانيا.
وتترافق هذه الحالة من المس الإعلامي مع حالة من الرخاوة العقلية تجعل العقل ضعيفا أمام الخرافات متصالحا معها.
نحن بحاجة إلى علاج من هذه الأوهام، وإلى أن ننفض خيوط العنكبوت من فوق عقولنا.
وحتى نحرز تقدما في العلاج، علينا أولا أن نعترف بأننا نعيش في فقاعة زمنية خارج التاريخ.
مقولة من بين عشرات المقولات الزاحفة التي نسمعها منذ طفولتنا.
حسنا
ما هو نوع الطعام الذي يتناوله الطفل المصري ليصبح أذكى طفل في العالم حتى سن كذا وكذا؟
هل السر في المحاصيل المسرطنة التي تشتهر بها مصر منذ عهد المخلوع؟
أم السر في القناة الأولى وإذاعة صوت العرب ومقالات الأهرام وخطب عبد الناصر مثلا؟
هل يحافظ الطفل المصري على مستوى ذكائه إذا وُلد في بيئة متخلفة تهتم بتلك الأشياء الثانوية كالتعليم والصحة كما يحدث في بلاد أوربا المتخلفة؟
هل للأمر علاقة بالجينات مثلا أم بالحدود؟
وإذا كان الأمر متعلقا بالجينات، فهل يصير الطفل المولود لأب مصري وأم أجنبية أو لأم مصرية وأب أجنبي نفس مستوى الذكاء؟
وإن كان السر في الحدود، فهل ينطبق الأمر على سكان تيران وصنافير (إن كان بهما سكان) حين انفصلتا عن مصر أم أن مستوى ذكاء الطفل الصنافيري يعود ويرتد لمستويات ذكاء الطفل العادي في باقي دول العالم حين تنفصل الجزيرتان؟
أسطورة أخرى تحدثك عن مصر أم الدنيا!
ولا أعلم في الحقيقة ما الذي منح مصر تلك المكانة.
أسطورة نرددها كمُسَّلمات لا نقاش فيها, الشمس تشرق من الشرق ومصر أم الدنيا.
من منحها ذلك اللقب؟
هي أسطورة أكثر ذيوعا من أختها الأولى ولا يخجل مقدمو البرامج من ترديدها بكل فخر.
ذات مرة شاهدت جانبا من حلقة من تلك النوعية من البرامج التي ترتسم فيها ابتسامة عريضة على وجه المذيعة وهي تحدث أحد السياح وتوجه له السؤال المرعب (هل ستزور مصر مرة أخرى؟).
ثم تردد باللغة الانجليزية أن Egypt is the Mother of the World!!
ما أعرفه وما يعرفه من يقرأون القرآن أن مكة هي أم القرى.
هذا ما قاله الله في القرآن
فكيف اصبحت مصر أم الدنيا؟
مصر لم تكن يوما أم الدنيا ولا ابنة خالتها.
أسطورة أخرى يرددونها وتحظى هي الأخرى بجانب وافر من الاهتمام وهي أن من يشرب من ماء النيل، فلابد له أن يعود من جديد.
إلى أين يعود؟ إلى قسم غسيل الكلى بمستشفى معهد ناصر؟
الأكثر إثارة للشفقة، هي تلك الأسطورة التي يرددها الجميع تقريبا عن أن المصريين هم أول الموحدين في التاريخ وأن اخناتون (الذي كان يعبد قرص الشمس) هو من ارشد البشر الضالين إلى التوحيد، فهدى البشرية!
يا سلام!
وأين آدم عليه السلام الذي خلقه الله وجعله أول نبي لبني آدم؟
تلي ذلك عناقيد من الأساطير، بعضها أكثر شراسة ورسوخا من غيرها.
مثل أسطورة خير أجناد الأرض.
وهي أسطورة يرددها حتى شيوخ الأزهر.
والحديث ببساطة باطل لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام.
(فيما بعد الانقلاب, اكتسب الحديث الباطل معنى أكثر ضيقا, فأصبح يشير إلى كل من يرتدي زيا عسكريا).
بالإضافة إلى عشرات الفقاقيع من تلك العينة يؤمن بها البسطاء ويرددونها كما لو كانت دينا.
هناك قوة استطاعت بطريقة ما ان تضع مصر في فجوة زمنية وحبستها بعيداً عن التاريخ وأهالت عليها التراب.
قوة استطاعت ان تبدل دين القوم، في مثابرة وأناة حتى اصبحت تلك المعتقدات الصنمية دينا وأصبح الاقتراب منها من المحرمات، يستحق مرتكبه اللعن.
كلمتا خائن وعميل، ربنا كانتا الكلمتان الأكثر شيوعا بعد الانقلاب في ثقافة المواطن المتعسكر الدولجي.
والكلمتان تشيران إلى كل من يتمرد على تلك الوثنيات ويحاول أن يستخدم عقله.
أنت خائن لأنك تقول أن (خير أجناد الأرض) حديث باطل.
أنت خائن لأنك تناقش.
أنت عميل لأنك تعمل عقلك.
لم يسبق أن تعرض أي شعب من مسلمي المنطقة لهذا القدر من الضلال والكذب.
المواطن المواظب على الاستماع للإعلام يتحول إلى ما يشبه الممسوسين شيطانيا.
وتترافق هذه الحالة من المس الإعلامي مع حالة من الرخاوة العقلية تجعل العقل ضعيفا أمام الخرافات متصالحا معها.
نحن بحاجة إلى علاج من هذه الأوهام، وإلى أن ننفض خيوط العنكبوت من فوق عقولنا.
وحتى نحرز تقدما في العلاج، علينا أولا أن نعترف بأننا نعيش في فقاعة زمنية خارج التاريخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق