خطبة الوداع…..عودة الأمة وسقوط
الطغيان العالمي
سيف الهاجري
قال ﷺ في خطبة الوداع في يوم عرفة (يا أيها الناس فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم وأبشاركم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم)
وصايا النبي ﷺ في خطبة الوداع من أعظم ما شرع في الإسلام في بيان حقوق الإنسان في عصر الطغيان والظلم في الشرق والطغيان الكسروي وفي الغرب والظلم الروماني تعاني منه البشرية فبعث الله النبي ﷺ رحمة للعالمين، وكانت البشرية أحوج ما تحتاج إليه في ذلك العصر وفي كل عصر هو حقها الإنساني في العبادة والكرامة والحرية والمساواة والتي صادرها النظام العالمي الكسروي والروماني الذي حكم العالم ذلك العصر.
واليوم يعيد التاريخ نفسه مع الطغيان العالمي للنظام الدولي للقوى الاستعمارية الغربية والشرقية لتستعبد الأمم من جديد مع غياب الدور السياسي لأمة الإسلام بسقوط الخلافة الإسلامية وما تبعه من غياب للدور الأخلاقي في السياسة العالمية حتى وصل النفاق العالمي وطغيانه أن جعل حقوق الإنسان شعارا يغطي به طمعه وجشعه للسيطرة على ثروات الأمم وأوطانها واستعباد الشعوب باسم حقوق الإنسان وبرعاية الأمم المتحدة.
إن أمة الإسلام دورها أعظم مما يتصور، فهي من تحمل رسالة الرحمة والعدل للعالمين والحرية للشعوب من الطغيان العالمي منذ بعث النبي ﷺ إلى اليوم.
والعرب ومع ثورة #الربيع_العربي أرجعهم الله عز وجل إلى رسالتهم التي ظلوا في تيه عنها لقرن كامل في وديان القومية والوطنية والإشتراكية والشيوعية والليبرالية التي خدتها الحملة الصليبية وأحاطتها بأنظمة مستبدة وظيفية.
فثورة الربيع العربي قامت في أخطر منطقة في العالم، فالعالم العربي قلب العالم حضاريا وجغرافيا ومصدر طاقة وثروات العالم وعليه قام النظام الدولي ومن يتحكم بها يسيطر على العالم، فهي منطقة صراع وتداعي أممي على مر التاريخ.
ولهذا نرى التداعي الأممي من قوى الغرب والشرق على شعوب الأمة من الفليبين والروهينغا وأفغانستان شرقا إلى العالم العربي وتركيا غربا، ولم هذا التداعي يأتي مصادفة بل جاء كرد فعل على ما أحدثته ثورة #الربيع_العربي من زلزال في طغيان النظام الدولي الذي يحكم العالم والذي يحاول اليوم بحربه على الأمة بالحملات العسكرية والثورة المضادة لإنهاء ثورتها ونهوضها، وما هذه إلا محاولات من نظام دولي متهالك يائس مصيره السقوط، والأمة ستدفع ثمن التضحية والنهوض والنصر الذي لاح في الأفق القريب تحت أسوار مدن الإسلام من بغداد إلى دمشق إلى القاهرة.
إن أخطر ما في العالم العربي أنه هو موطن الإسلام كدين وحضارة ودولة، وثورة شعوب العالم العربي ستعيد الإسلام للصدارة في السياسة والحكم وهو ما حرصت القوى الاستعمارية على طمسه لقرن كامل لتتفاجأ اليوم بنهوض أمة الإسلام من ركام الطغيان العالمي والاستبداد الداخلي لتسقط عروش الطغاة الصغار وعرش الطغيان العالمي كما أسقطته قبل 14قرنا.
فخطبة الوداع للنبي ﷺ نبراس للأمة لتلتزم بالحقوق فيما بينها واتجاه الآخرين، فتحريم الدماء والأموال والأعراض والابشار(تحريم التعذيب) هي مبادئ الطريق لإسقاط الطغيان العالمي الذي قام على مصادرة هذه الحقوق من شعوب الأمة وباقي أمم الأرض المستضعفة فسفك دماءها ونهب ثرواتها وسجن أبناءها وعذبهم وبأيدي بني جلدتنا من منافقيها وطغاتها.
ومع ثورة الربيع العربي فقد آن للأمة أن تتحرر من الطغيان بكل صوره وأشكاله داخليا وخارجيا وليس أمامها إلا القرآن والسنة ففيهما النجاة والهدى والنور من العبودية والطغيان العالمي وهو ما أوصانا به رسول الله ﷺ وختم بها خطبة الوداع وأشهد الله علينا فقال ﷺ (وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابُ اللهِ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَالَ: بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ (اللهُمَّ اشْهَدْ، اللهُمَّ اشْهَدْ، اللهُمَّ اشْهَدْ).
يوم عرفة الخميس 9 ذوالحجة 1438هـ 31 / 8 / 2017م