الثلاثاء، 1 مايو 2018

هل عداء إيران لأمريكا وإسرائيل فوتوشوب ؟

هل عداء إيران لأمريكا وإسرائيل فوتوشوب ؟

قديما قال الفيلسوف الأسباني جورج سانتيانا أن

(هؤلاء الذين لا يتذكرون الماضي محكوم عليه بإعادته ) لذلك وجب على كل صاحب عقل أن يتصفح التاريخ جيداً حتى لا يكرر نفس الأخطاء التي سقط فيها من سبقوه .

ففي الفترة بين عامي 1980 و 1988 نشبت الحرب بين العراق وإيران وكانت كتلة كبيرة من المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية تظهر أنها تعادي الثورة الإيرانية وقد أظهرت هذه الدول الإنحياز الكامل لموقف العراق تحت رئاسة الرئيس صدام حسين ضد نظام الخميني قائد الثورة الإيرانية بوصف أنها ثورة إسلامية !


ومرت أعوام الحرب حتى يوم الثاني والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1986 حيث عثر فريق من المحققين في وزارة العدل الأمريكية في مكتب المقدم نورث على مذكرة كان قد حررها وأقترح فيها (( تحويل أموال بيع السلاح الى ايران الى ما يسمى بقوات الكونترا)) .
كانت الفضيحة مدوية وصادمة للرأي العام الأمريكي والدولي بشكل عام .


فأمريكا وتحت رئاسة الرئيس الأمريكي الأسبق ريجان كانت تصب اللعنات ليلاً ونهاراً على نظام الخميني والثورة الإيرانية بصورة عامة وتعلن الإنحياز الكامل للعراق ونظام الرئيس العراقي صدام حسين ،ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك تماماً فقد كانت أمريكا تعقد صفقات بيع السلاح للنظام الإيراني أثناء حربه ضد العراق .


ونتيجة تلك الفضيحة أعلن الرئيس ريجان استقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي بويندكستر وعزل المقدم نورث من منصبه .


أما عن الوسيط في هذه الفضيحة وهو الطرف الذي كان يقوم بإستلام الأسلحة الأمريكية على أرضه – التي يحتلها - ثم يقوم بنقلها إلى إيران فقد كانت إسرائيل هي من يقوم بهذا الدور .


نعم أيها القارئ أثبتت التحقيقات التي اجريت أن إسرائيل قد نقلت إلى إيران الأسلحة الأمريكية وكانت عبارة عن 508 قذيفة مضادة للدبابات وكذلك قطع الغيار الخاصة بالطائرات الحربية فانتوم 4 وغيرها .


كانت الحكومة الإسرائيلية في تلك الفترة تحت رئاسة مناحم بيجن والذي تولت حكومته تمرير الصفقة لصالح ما يسمى بنظام الثورة الإسلامية في إيران !!!


أما عن الطرف المفاوض من الجانب الإيراني فقد كان أحمد كشاني وهو الإبن الأصغر لأية الله أبو الناصر كشاني وهو أحد كبار معاوني الخميني في إيران آنذاك .


تمت هذه الصفقة في وقت كان فيه القانون الأمريكي يمنع تجارة السلاح مع إيران وكان الساسة في إيران يعلنون العداء الصريح والحاد ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ولكن ما كان يتم في الواقع وبعيداً عن وسائل الإعلام كان عكس ذلك تماماً فهو تنسيق تام وزيارات متبادلة وصفقات كبيرة وتوزيع أرباح بين أطراف يبدو للشعوب المغيبة أنهم أعداء .


لفضيحة إيران جيت أو إيران كونترا تفاصيل كثيرة حول أطرافها وأهدافها وأين ذهبت أرباح صفقات السلاح بين إيران وإسرائيل وأمريكا ولكن هذا المقال لن يسعني لسرد كل هذه التفاصيل .
إن ما أردته أن يصل إليك عزيزي القارئ من خلال هذه المعلومات حتى لا تنخدع مرة أخرى في الصورة المرسومة أمامك ،ولا يعيد التاريخ نفسه ،ولا تصدق ما تسمعه أو تشاهده في وسائل الإعلام من أن إيران يدها على الزناد في مواجهة إسرائيل أو انها يمكن أن تثأر للقتلى الإيرانيين على يد الغارات الإسرائيلية في سوريا ولا تصدق من يدعي كرهه لأمريكا ويصفها بأنها الشيطان الأكبر لا تصدق ذلك لأن الأيام ستثبت لنا مرة أخرى أننا أمام فوتوشوب.


فالهدف الأهم لدى كل هذه الأطراف أن نظل أنا وأنت وغيرنا لا نرى إلا ما يفرضوا علينا ان نراه وإلا سينطبق علينا مقولة الفيلسوف الأسباني جورج سانتيانا ان 

(هؤلاء الذين لا يتذكرون الماضي محكوم عليه بإعادته ) .
#وليد_شرابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق