الحوثيون وملالي إيران في ميزان الأمة
يلتبس الموقف عند البعض حول إيران وملاليها وفروعها سواء في اليمن أو سوريا أو العراق أو لبنان، كلما بدر منها تصريح أو موقف أو تصرف عنوانه القدس والمقاومة وفلسطين!
ولعل ما حصل اليوم في بحر اليمن حين أعلن الحوثي عن إيقافه لباخرة مملوكة نسبيا لإسرائيل، سبب للبعض تيه جديد وضياع في الحكم والتوصيف!
إن مرجع الخلل هو غياب مركزية الأمة ومرجعية الدين في التصور عند هؤلاء!
إن المسلم المتزن والممتلئ عقلا وقلبا بالتصور والمعاني والحقائق الشرعية، لا يختل ميزانه في التقييم والتوصيف والحكم على الدول والأحزاب والحركات بمجرد أن تسهم صدقا أو كذبا في المسألة الفلسطينية أقوالا أو أفعالا!
إن توصيف المسلمين الموحدين الذين عرفوا وتمثلوا دلالات التوحيد، يخضع لميزان الشرع والدين أولا، ثم لتحقيق مصالح الأمة عامة ودفع الضر الواقع عليها ونصرة قضاياها ثانيا.
فلسطين ليست القضية المركزية للأمة، بل عموم الأمة والدين هي القضية المركزية، وتبقى فلسطين والأقصى من أهم وأشرف قضايا العرب والمسلمين.
إن مفهوم مركزية فلسطين موروث جاهلي عن القوميين، وهو السبب في تحديد أشكال الولاء والبراء والرضا والغضب والمد والجزر عند الجاهلين الذين غاب عن وعيهم مركزية الدين وموازينه وأحكامه!
إن مفهوم مركزية فلسطين هو الذي سوغ وأجاز وقعد للتحالفات أو الاتفاقيات الفلسطينية الضالة تحت عنوان مصالح فلسطين، سواء أتحققت مع العدو الصهيوني على أيدي التيار الفلسطيني الوطني، أو العدو الإيراني على أيدي التيار الفلسطيني الاسلامي، وكل بحسب تصوره!
لا تزال كثير من القيادات الفلسطينية في كل التيارات تحاكم المشاريع والمواقف والسياسات والدول من خلال علاقتها تجاه الآلهة فلسطين! بمعزل عن انعكاسات تلك المشاريع على عموم الأمة وخصوص الدين!
إن المسلم الذي يعتقد حقا بأن النصر من عند الله، هو من يؤمن حقا بأن الله لا يهب نصره إلا لمن يستحقه ومن حقق شروطه، ولم يسقط في انحرافات توجب ضياع النصر بحسب سنن الله أو بقي قائما عليها دون تصحيح، حتى لو سقط في مسيرته كثير من الشهداء الأبرار.
وسواء أكذبت إيران وملاليها وكلبها في لبنان وضباعها في العراق وحشاشوها في صنعاء وديوثها في الشام -كما يعتقد أسوياء الفهم- أم صدقوا جميعهم في صدق نواياهم وأقوالهم وأفعالهم تجاه الأقصى وفلسطين وشعبها -كما يعتقد القاصرون المخدوعون- ، فإن المسلم سوي الفكرة والعقل والقلب والانتماء، لا يختلف حكمه وتصوره تجاه إيران وملاليها وفروعها مادامت قائمة على عدوان يمس عموم شعوب الأمة كما هو في العراق واليمن والشام.
إن معارك التحرير التي يوقن أصحابها بالله سبحانه وتعالى وقدرته ونصره، لا تنسجم سويتها واستقامتها عند من يمد يده لعدو الأمة والدين، وهو قائم حتى اللحظة على قتل الموحدين واحتلال بلادهم وتشريد شعوبهم!
إنه لسقوط أخلاقي واهتراء قيمي عندنا -نحن الفلسطينيون- إن طالبنا شعوب الأمة العربية والإسلامية أن تقف معنا في مواجهة احتلال غاصب لأرضنا فيما نمد جسورنا وأيدينا لمحتل بلادهم وقاتل أطفالهم، مدعين أن قضيتنا هي القضية المركزية للأمة!
لا يستقيم هذا الفهم عند انسان مجاهد صادق واع بدينه سوي في عقيدته وولائه، ومؤمن حقا بأن النصر من عند الله.
ومن العيب الكبير تسويغ ذهابنا للإيرانيين واحتفائنا بالحوثيين بمجرد أن قاموا بتصرف نحو فلسطين، متجاوزين عن شرع وخلق ودين يمس دماء الموحدين من أمتنا في اليمن والعراق والشام، وهو ما وقع فيه الشيخ الخليلي غفر الله له، وذلك حين أشاد بالحوثيين وتجاوز عن دماء وعذابات اليمنيين!
إن آلامنا في فلسطين شديدة، ولكنها ليست بأقل من نحر السكين رقاب أطفالنا وبقر بطون نسائنا في العراق واليمن والشام، وتجويع وتشريد من بقي حيا منهم، على أيدي ايران والحوثيين والحشد الشعبي وسفاح الشام وديوث إيران في لبنان!
ومن القصور والسطحية بمكان، أن يبقى البعض مشيرا إلى إشكالية الشيعة والتشيع، ليجعل الحديث والحجة باهتة! فهذا لعمري تسطيح مخل!
إن جوهر الصراع مع إيران وملاليها وفروعها وذيولها في دولنا هو الاعتداء القائم والمتواصل بغض النظر عن مذهبها، وهي عين المشكلة ونفس توصيف جوهر الصراع مع الإسرائيليين بغض النظر عن دينهم ومذاهبهم، وكثير منهم مرتزقة ودروز!
لن تنتصر فلسطين بهؤلاء وإن صدقوا، بل وجودهم في معاركنا خزي وخسران، ماداموا محتلين لعواصمنا ويقتلون شعوبنا حتى لو أعلنوا عن تغيير دينهم الشيعي والدخول في الاسلام!
أخيرا قد أساء الظن والأدب مع الله كل من ظن بأن الله سيحرر بيته في القدس بمعونة من أحرق بيوته في كل محيط فلسطين! وكل من ظن بأن الله سبحانه وهو القهار سيلجئ عباده الموحدين للحلف مع قتلة عباده المؤمنين لأجل تحرير أرض المعراج عنوان ملة إبراهيم ونقاء الدين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق