التأهيل قبل التسخير
قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام تم تأهيل الأنصار بحروب متعددة حتى بلغوا مرتبة عالية في الحرب وفنونها وكأنه إعداد لهم وتأهيل للدفاع عن الدين ونبي الله ورسوله للعالمين عليه الصلاة والسلام إذا بعث وهم لا يعلمون.
ثم لما بُعث صُب من العذاب على من دخل في الإسلام من أصحابه في مكة لثلاثة عشر عام ما لا يطيقه إلا من استولى الإيمان بالله واليوم الآخر والجنة والنار على قلبه ولحمه وعظمه.
واستشهد عمار وسمية بنت خياط والحارث بن أبى هالة التميمي والذي قتله المشركين بالركن اليماني بالكعبة المشرفة ولم يدفع عنهم أحد ولم ينكص على عاقبيه أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حتى إذا أذن لهم بالهجرة ودخول المدينة كان المهاجرون والأنصار سبيكة واحدة في أقرب تطابق للصفات من الصبر والجلد وتحمل اعباء صون الرسالة وحملها وتبليغها في الآفاق..
وأكتب هذا لمن يحلم من شبابنا أو يتألم من الجاري ويشعر بالعجز مع أن ميادين كثيرة وواسعة للمشاركة فيما يناسب طاقتهم ووسعهم دون فشل لأن التأهيل والإعداد بلغ مبلغًا عظيمًا وتجارب شتى حتى يتحمل المهاجرين الدعوة من الصبر وعدم رد الاعتداء.
وكذا الأنصار جرت بينهم ومع غيرهم حروب متعددة حتى استوى عودهم وتأهلوا حتى على مكر وخبث بنى قينقاع وبنى قريظة وهم كانوا أشد القبائل مكر وخديعة ودسائس بين القبائل فصار للأنصار من الخبرة. بكل ما تحتاجه الدعوة من فنون للقتال والسياسة وإبطال الكيد والمكر والوقيعة.
فنصيحتي أن تعلم أن اغلبيتنا لا يستطيع مشاركة هؤلاء القوم ليلتين فقط ولكن أمامكم ميادين شتى وفنون وحقول علمية واسعة تلائم قدراتكم. وتطيقون مشقتها تستطيعوا أن تبرعوا فيها وتنفعوا أنفسكم وامتكم وترفعوا للواء دينكم فحى على الفلاح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق