معركة طوفان الأقصى والربيع الإسرائيلي القادم!
انطلقت ثورات الربيع العربي المباركة قبل عشر سنوات عجاف ونيف، وقد كانت انطلاقة مباركة تعبر عن مظلومية شعوب المنطقة العربية، وتعبيرا عن أسمى أهدافها باسترداد هويتها الثقافية وإرادتها السياسية المستقلة.
لكن الفرحة لم تكتمل، بل انقلب الفرج إلى ضيق، والفرح إلى نكد، والسعادة إلى بؤس، نسأل الله أن يفرجه بعد أن انتفت أسباب الأرض.
إن اللعنة التي أصابت الربيع فحولته إلى خريف كانت بسبب الرؤية الأمريكية لأحداث الفوضى الخلاقة، لاسيما وقد التقت إرادتها السياسية في التغيير مع إرادة الشعوب العربية المقهورة، فاستخدمت أدواتها في الدعم المالي والعسكري وشكلت أطرافها الموالية!
ومما زاد زاوية الخلل اتساعا حتى انقلبت المعادلة رأسا على عقب ودفنت الأطراف السوية، هو غياب مشروع عربي جامع يتجاوز أوثان القطرية والجهوية والعرقية.
أمريكا التي عبثت في ثورات الربيع العربي حتى انتهت أوضاعنا إلى الصورة المأساوية الحالية، هي التي ستدير الربيع الإسرائيلي بالشكل الذي لا يحدث فيها فوضى خلاقة، بل يحفظ قوامها ويعيد تشكيلها وتصليبها وصياغة دورها بشكل وصلاحيات وأبعاد مختلفة عن السابق وان التقت في بعض جوانبها.
إسرائيل الثانية قادمة وقد بدأ تشكيلها من خلال صياغات أمريكية يرسم ويضبط الايقاع الإسرائيلي عسكريا وسياسيا في خضم معركة طوفان الأقصى، وذلك للحد الذي باتت معه إسرائيل شبيحة أمريكية!
أمريكا وإسرائيل والغرب قد هرمت فعلا، ومع ذلك فهي لا تزال قوية وصاحبة الدور الأكبر في رسم أوضاع المنطقة ودولها، وذلك لأنها تعيد قراءة الواقع مع كل إشراقة شمس وتراجع خططها، وهو ما يجعلها أقدر على رسم الوقائع.
فهل يستفيد العقل العربي والإسلامي من حيوية العقل الغربي ومناهجه النقدية، ليعيد رسم خطته في المواجهة والتغيير والبناء، بناء على فهم جديد ونقد جاد وعميق؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق