رواية «إسطاسية».. تملّق الطائفة ومبالغات التصوير
في أواسط السبعينيات من القرن الماضي، كتبت عن أول رواية قصيرة لخيري شلبي، وكان اسمها السنيورة ومعها بعض القصص القصيرة. ولعلي أول من كتب عنها.
ظهرت الدراسة في مجلة "الكاتب" وكان رئيس تحريرها آنئذ الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور. ويديرها الدكتور على شلش-رحمهما الله- لم تعجب الدراسة خيري شلبي، ووصفني بالرجعية لأنني عدّدت سلبيات الرواية ومن بينها اللغة التي حفلت بأخطاء النحو والصرف والخلط بين الفصحى والعامية، فضلا عن موضوع الرواية وبنائها الفني.
علاقتي بخيري قديمة منذ الستينيات، وكان يومها محررا في مجلة الإذاعة، وكنت كاتبا بالقطعة أنشر فيها بعض المقالات القصيرة. وعرفته عن قرب، فقد كان من أبناء منطقتنا الجغرافية، وله فيها معارف وأقارب.
كنت متعاطفًا معه على المستوى الشخصي بسبب ظروفه الاجتماعية، وتابعت مسيرته الثقافية مذ كان يكتب أعمالًا درامية للإذاعة، ويعدّ بعض البرامج التي تذاع على الهواء، حتى استطاع أن ينضم إلى المجموعة التي تتصدر المشهد الثقافي والدعائي في عهد وزير أسبق للثقافة، وتعرض له مسلسلات على شاشة التلفزيون وأفلام في دور السينما، وقرأت معظم أعماله الروائية والقصصية تقريبًا، ورأيت أنه لم يتخلص تمامًا من الخصائص السلبية التي رصدتها في بداياته، وانزلق إلى ما يمكن تسميته بالهجائيات السياسية لعصر السادات، ثم أخذه بالوصفات غير الفنية التي تساعد على الرّواج لمؤلفاته وكتبه مثل الجنس والشذوذ والتجديف والعبودية للاستبداد، وهو ما دفع المهيمنين على الثقافة والنشر ليغدقوا عليه اهتماما غير عادي بالجوائز والأوسمة والدعاية.
حكاء شفاهي
خيري على المستوى الشخصي حكّاء شفاهي بامتياز، يحكي قصصًا واقعية يحفظ تفاصيلها الدقيقة جيدًا، ويشوّقك للسماع، وكان رحمه الله يسيطر على الجلسة التي يتحدث فيها بحكم ما يمتلكه من قدرة على التشخيص والتأثير النفسي على مستمعيه.
وأتصور أن انضمامه إلى قافلة الكتاب الذين يتناولون الشأن الطائفي في صورة المظلومية، متجاهلين مظلومية الأكثرية الساحقة ومعاناتها في حياتها اليومية والإنسانية، جاء استجابة لرغبة القوى المسيطرة على الواقع الثقافي، ومحاولتها خدمة أهداف غير ثقافية وأدبية، لاسيما وأن عددًا كبيرًا من الكتاب انجذب إلى الموضوع الطائفي وتناوله من جانب واحد، ونظر إليه بعين واحدة بعيدًا عن الموضوعية والتوازن. وأظن أن المصريين على اختلاف انتماءاتهم يعانون معاناة مشتركة في الحياة اليومية، ولعل الطائفة أفضل حالًا حيث تتمتع بوضع اقتصادي أفضل من وضع الأكثرية الساحقة، وتقوم الكنيسة بتوفير الدعم لفقرائها، ثم إنها تسعى بحكم سطوتها وقوتها لحل ما يعترض أفراد الطائفة من مشكلات مادية أو معنوية.
العتبات والنهايات
تأتي صورة غلاف روايته إسطاسية، (دار الشروق، القاهرة، ط5، 2019م، 256 صفحة، قطع متوسط) مزيجًا من اللون البني والأصفر الداكن مع خلفية بعيدة من الأزرق الفاتح لتقدم صورة لبيت ريفي قديم عالي الجدران متآكل الملاط من أسفل، مرتفع الباب الخشبي الذي يمثل المدخل، أمامه حمار يبدو عليه الإنهاك وفلاح شبه بائس يرتفق عصا طويلة، ومن الجانب الأيسر هناك باب من الصاج لمحل مغلق مكتوب في أعلاه شركة... دون بقية العنوان، ويظهر أمامه النصف الخلفي لدراجة هوائية، وفي الصفحات الداخلية بعد الغلاف، أغنية شعبية مصرية قديمة فيها خليط من المشاعر الدينية، ومواقف بعض المصريين وظروف حياتهم ولعل تتوازى مع الحياة المشحونة بالمتاعب والمصاعب وانحراف الشخصيات التي تملأ الرواية بأطماعها وجشعها وعدوانها وفسادها :
واحد اتنين سرجي مرجي
انت حكيم ولا تمرجي
أنا حكيم الصحية
العيان أديله حقنة
والجعان أديله لقمة... (الرواية، ص 5).
وهي أغنية قديمة كنا نرددها في طفولتنا البريئة قبل سبعين عامًا أو يزيد ونحن نلعب في شوارع القرية وحاراتها دون أن نفهم معناها أو دلالتها.
الأولة في الغرام
وفي صفحة أخرى، اقتباس من أغنية بيرم التونسي التي تغنيها أم كلثوم وتحمل رثاء ملتاعًا للابن الوحيد الفقيد، وقيل إن بيرم كتبها بعد فقْدِ الملحن زكريا أحمد لابنه الوحيد:
حطيت على القلب إيدي وأنا بودّع وحيدي
وأقول يا عين اسعفيني يا عين وبالدمع جودي (الرواية، ص7).
ولعله أراد أن يكشف عن لوعة الأم إسطاسية التي قتل ولدها- الحدث المحور في الرواية- ولم يعرف قاتله لسنوات، حتى تم الاعتراف من جانب بعض الشخصيات الروائية بالجريمة!
وتأتي عناوين فصول الرواية مزيجًا من عناوين قصائد الشعر والتشويق الصحفي، وأداء يكاد يكون فيه شيء من المجاز الذي يخدم عملية التشويق: إحياء النار- توءمة الألم- وريث أبجدية الحجر-خطبة منبرية حمقاء- التفسير العتماني للعائلة- شر المخبّي- ثقب على منور داخلي- اكتشاف الخال... وهكذا.
أما الغلاف الخلفي، فهو مساحة بيضاء على قسمين، الأول وهو الأكبر فيه تعريف بالرواية وطريقة سردها وإشادة بالكاتب الذي يجيد غزل الحكايات المتتالية التي تشكل العالم السحري الأخّاذ، حسب التعريف.
الفانتازيا التاريخية(؟)
القسم الآخر من الغلاف الخلفي تقديم للكاتب (1938- 2011م) ومكان مولده بمحافظة كفر الشيخ، وعدد كتبه المتنوعة التي جاوزت السبعين، وتسمية بعضهم له برائد الفانتازيا التاريخية(؟)في الرواية العربية، والجوائز والأوسمة التي حصل عليها، وترشيحه من جهات كندية لبعض الجوائز. مع إشارة إلى ترجمة بعض أعماله إلى لغات أجنبية.
وأيا كان الأمر فالذي يعنينا الآن هو ما قاله في رواية إسطاسية التي تثير الموضوع الطائفي ومعالجته في إطار عام يشمل جانبا من حياة المصريين في القرية المصرية أو الريف المصري، عبر الذهاب إلى أصول السكان وجذورهم، وتفسير سلوكهم الاجتماعي والعقدي من خلال الانتماء إلى هذه الجذور، وهو ما نتعرف عليه في عناصر العرض الروائي.
المكان
تبدو المساحة الشاسعة التي تتحرك فيها الأحداث الرئيسية والشخصيات ممتدة من وسط الدلتا إلى شمالها وقد تصل إلى القاهرة أحيانا، تعبر الحدود إلى الخليج (الكويت والسعودية) وتبقى خصوصية المكان الأساسي (شمال الدلتا) بحكم نشأة الشخصيات الرئيسية أو استيطانها، حيث يصنع العادات والتقاليد وسلوكيات الأفراد والعائلات، وما ينتج عن ذلك من علاقات وأحداث نطالعها على امتداد صفحات الرواية.
منية الكردي وعزبة نصيف ومنشية العرب وعزبة الحجر ونجع النصارى ومحلة أبو مريكب، (الرواية، ص9)، هذا هو الفضاء الجغرافي المركزي للأحداث وحركة الشخصيات اليومية، ويمتد بعدئذ إلى طنطا ودسوق وكفر الشيخ والعاصمة في حالات استثنائية أو تفرضها الضرورات.
تدور أحداث الرواية في قرية من قري كفر الشيخ، قريبة لما يُعرف بالبراري، ومعظم سكانها ليسوا من الفلاحين المستقرين. كانت منطقة البراري تعيش على الصيد والقنص، وفجأة أعطت الحكومة هذه الأراضي الشاسعة للذين يقدرون على زراعتها ومن يستصلح قطعة أرض يتملكها. ووضَع القادرون أيديهم على هذه الأراضي الشاسعة وهم ليسوا فلاحين في الأصل فاختلط الحابل بالنابل وأفسدوا العلاقات. "لقد تخمّرت فيهم روح الصحراء الغدارة القاسية، روح الإغارات الدائمة للقنص والسلب والسبي وتقطيع الرقاب بغير حساب لخطف النياق والأغنام والقوافل، لقد صدعوا بنية المجتمع في شمال الدلتا وطبعوه بلون من العنف أشد فتكا ووحشية من المغول والتتار، إن التحاقهم بالمجتمع المدني الحضري أغراهم به فأساءوا استغلاله، صحيح أنهم تماهوا معه قليلا فاستصلحوا الكثير من الأراضي البور في البراري بمياه جوفية وطلمبات وماكينات، إلا أنهم في المقابل نشروا في البراري شريعة الغاب وسيادة القوة الغاشمة."
أبجدية الحجر
في عزبة الحجر المقامة فوق تل جبلي صخري، تعيش الشخصية التي حملت الرواية اسمها وهي إسطاسية أرملة المقدس جرجس غطاس، حيث توقظ القرى الأخرى في السفوح مع أذان الفجر بلهيب النيران المنبعثة من حرقة بكائها ودعواتها حزنًا على ابنها القتيل محفوظ جرجس غطاس الذي قتل غدرًا ولم يعرف قاتله. المكان صار مرادفًا للمحنة التي تعيشها الأم في لوعتها وحرقتها انتظارًا للعدل الإلهي، وعزبة الحجر يقطنها طائفة من الأقباط(النصارى)، وفيها كنيسة واحدة، وهي أقدم وأعرق من كل البلدان المحيطة بها التي كانت في الأصل محلات ومنتجعات اشتراها إخوتنا العرب القدامى، قبيلة بجوار قبيلة، أطلقوا عليها اسم قبائلهم التي شرف النصارى بودّهم منذ الفتح الإسلامي، الذين فتحوا لهم قلوبهم وبيوتهم حتى صاروا من أبناء الثقافة العربية الإسلامية دون أن يخسروا شيئا لأنهم في النهاية أبناء ملة واحدة هي ملة إبراهيم عليه السلام (الرواية، ص 38).
الضيوف
وهذا التصور ترديد لكلام بعض المتمردين الطائفيين الذين يزعمون أن المسلمين ضيوف على أهل البلاد الأصليين، أي النصارى. وبالطبع هناك حدود بين صاحب البيت والضيف، بينما المسألة غير ذلك إلى حد كبير.
فمصر التي فتحها المسلمون كانت أكثريتها الساحقة وثنية وقليل منهم نصارى، والفاتحون الإسلاميون الذين دخلوا مصر المحتلة بالرومان آنئذ، لم يزد عددهم عن أربعة آلاف مقاتل مسلم متنوعي الجنسيات: عربية وفارسية وإفريقية وغيرها، عاد كثير منهم إلى أرض الحرمين الشريفين، وعلى مدى السنوات التالية دخل كثير من أهل البلاد وثنيين ونصارى ونوبيين الإسلام، وتعربت مصر لغة وثقافة دون فرض أو إكراه، أو تخلصًا من عبء الجزية كما يدعي بعضهم، فالجزية لم تفرض إلا على القادرين، وهي أقل بكثير من قيمة الزكاة التي تفرض على أغنياء المسلمين بوصفها ركنا من أركان الإسلام الخمسة.
فالادعاء بأن النصارى أهل البلاد فيه ظلم كبير للأكثرية الساحقة، فضلًا عن كونه تملقًا غير مقبول للطائفة التي صارت تملك أكثر مما تملك الأكثرية في النفوذ والهيمنة والاقتصاد القومي! لدرجة أنها توصف بأسعد الأقليات في العالم، ولكن بعض ذوي الهوى يصرون على التحرش بالأكثرية المظلومة المقموعة!
الأبجدية المصرية
إن مصطلح "أبجدية" الحجر يقطنها طائفة من الأقباط، هو مصطلح طائفي بامتياز، فالأبجدية المصرية قائمة قبل وجود النصارى والمسلمين جميعًا. والانتماء العربي يجعل المصريين جميعا أقباطًا، ولا يقصر القبطية على طائفة واحدة تتبع دينًا واحدًا، وإذا كان العرف جرى على وصف الأقلية بالقبطية فهذا لا يعني سحب الانتماء من غيرهم.
لقد دخل المصريون المقيمون على أرض مصر الإسلام، ولم يأتوا إليها من الخارج، فضلًا عن أصول المصريين قبل النصرانية والإسلام المختلطة بالقبائل العربية والنوبية وعائلات الغزاة الأوربيين وغيرهم. فالأبجدية نوع من التزيد الذي لا يليق بمعالجة القضايا الاجتماعية في الأعمال الروائية،
عزبة الحجر يتحدث عنها العمدة النصراني مقررًا أن عمرها آلاف السنين وكانت مدرسة تعليمية، وكانت مناجم حجرية يقيم فيها العمال والمثالون والبناءون إقامة دائمة، والمثالون كانوا فنانين يفتشون في بطون الأحجار عن أفكار حية تشخص بالإزميل تماثيل للبشر والحيوانات والطيور والزواحف، وفي دور العزبة الآن بقايا تماثيل أو تماثيل غير مكتملة يعبث بها الأطفال أو يسند بها الأهالي الأزيار، ثم يقوم العمدة بتبسيط المسألة: أجدادكم هم أجدادنا، كانوا أجدع منا وأكثر حكمة واستنارة وعقلًا.. استصلحوا معظم هذه الأرض وعلموا بعضهم بعضًا فنون الفلاحة. عاشوا معًا سمنًا على عسل على طول الزمان، وكل واحد له نبي يصلي عليه.. لم يفسد العلاقة بيننا سوى الإنجليز الذين أوهمونا أن المسلمين يدبرون لإبادتنا، وأوهموا المسلمين بأننا نسعى بالتبشير ونشوشر على الدين الإسلامي ونستقوي بالأجنبي المحتل.. (الرواية، ص38- 40).
عصب الدولة
المسألة ليست بهذه البساطة. إن الطبيعة المتسامحة لدى المسلمين، منحت غير المسلمين على مدى التاريخ الإسلامي امتيازات لم تعط لأقلية في العالم، لقد وصلت الطائفة من خلال بعض رجالها إلى عصب الدولة، وكانوا عناصر فاعلة في القرار السيادي بلغة هذه الأيام، ولمع منهم رجال وضعهم المسلمون في مصاف كبار الحضارة، واستعان صلاح الدين الأيوبي بالأسعد بن مماتي، والمماليك والعثمانيون بكثير من أبناء النصارى واليهود وخاصة في مجال الصيرفة والحسابات والضرائب..
ولكن المشكلات تبدأ من التعصب والرغبة في إخضاع الأكثرية عنوة لإرادة الأقلية، وعرف الناس أن المعلم يعقوب خان بلاده في زمن الحملة الفرنسية على مصر والشام، وكوّن فيلقًا قبطيًا، وحارب إخوة الوطن وقتل منهم ما قتل، وذكر الجبرتي بعض جرائمه، ثم إن القوم في زمن الاحتلال الإنجليزي كانت لهم تحرشات ومناوشات وعلاقات بالمحتل الإنجليزي، وعقد مؤتمر الأقباط عام 1911م لفرض مطالب طائفية في ظل الغزاة، ولم يكن الوضع في عهد الأنبا شنودة جيدًا، فقد تسربت الوثيقة التي نشرها الشيخ الغزالي في كتابه "قذائف الحق" عن الإعداد للانفصال عن مصر والتخطيط للفرز الطائفي، ومعارضة الشريعة الإسلامية، وبث الروح الطائفية، والانتقال من عهد البابا كيرلس السادس الذي كان يجلس على دكة بواب العمارة التي يسكن فيها ويتعامل ببساطة مع أبناء الشعب، إلى صورة رئيس الدولة، الذي يضع رأسه برأس رئيس الجمهورية، وهو ما انتهي بالرئيس السادات إلى عزله من منصبه، وتشكيل لجنة خماسية لإدارة الكنيسة.
أبعاد متنوعة
وإذا كان العمل الفني ليس بحثًا علميًا في التاريخ، فينبغي أن يحترم التاريخ، ولا يتجاوز حقائقه، ولا يتلاعب به لحساب هذه الجهة أو تلك.
هناك أماكن أخرى ترتبط بحركة الشخصيات وطبيعة الأحداث، والبناء الروائي بصفة عامة، وتأخذ أبعادًا متنوعة في صياغة وجهة النظر الروائية إن صح التعبير..
فدار سيد أبو ستيت مثلًا تعطي صورة للمنزل الريفي الذي يجلس صاحبه أمامه ويتناقش مع العابرين في قضايا تخصه أو تخص غيره وتكون المصطبة الخارجية كأنها ديوان يجتمع فيه الأقارب والزوار، وتعقد عليها المشاورات والاتفاقات، وتنصب المشاجرات والمشاحنات، وتخطط فيه الفتن والمؤامرات، وتتقرر فيه الزيجات والأفراح (الرواية، ص83 وما بعدها).
وكذلك الأمر في الساحل الشمالي حيث يجد حمزة بطل الرواية فرصة للانفراد بخاله المحامي الكبير، وفي جو الهدوء والبعد عن مشاغل المكتب والقضايا والمحاكم يناقش معه الأمور المتعلقة بالعائلة والمستقبل المهني والاجتماعي وخاصة ما يرتبط بقضية زواجه وحبه لابنة خاله راند (الرواية، ص 168)
وتبقى بعض الأماكن في المدن القريبة والبعيدة، مجالًا لممارسة الانحراف أو شاهدة على نهايات مدبرة أو فجائيةـ فمدينة دسوق مثلًا مكان لولي الله الدسوقي أبو العينين، وأيضا مكان للغوازي والخمارات وممارسة الدعارة، وهناك يتم الانتقام والمؤامرات التي تؤدي إلى سرقة كل ما يملكه الضحية بمعرفة العاهرات وقتله بالسم الزعاف أو الموت البطيء بدم الحيض، فضلًا عن تشويه السمعة، كما جرى للمقدس جرجس (الرواية، ص 199- 222).
المكان في الرواية يؤدي دورًا أساسيًا في طرح المفاهيم وإشاعة التصورات التي تريدها الرواية فضلًا عن تحريك الأحداث والتأثير فيها، وتقديم صورة للريف في زمن مضى!
الوثيقة التي نشرها الشيخ الغزالي في كتابه "قذائف الحق"
تقرير رهيب
كنت في الإسكندرية، في مارس من سنة 1973، وعلمت ـ من غير قصد ـ بخطاب ألقاه البابا شنودة في الكنيسة المرقصية الكبرى، في اجتماع سرى، أعان الله على إظهار ما وقع فيه .
وإلى القراء ما حدث، كما نقل مسجلا إلى الجهات المعنية:
“ بسم الله الرحمن الرحيم ..
“ نقدم لسيادتكم هذا التقرير لأهم ما دار في الاجتماع بعد أداء الصلاة و التراتيل: ..
“ طلب البابا شنودة من عامة الحاضرين الانصراف، ولم يمكث معه سوى رجال الدين وبعض أثريائهم بالإسكندرية، وبدأ كلمته قائلاً: إن كل شئ على ما يرام، ويجري حسب الخطة الموضوعة، لكل جانب من جوانب العمل على حدة، في إطار الهدف الموحد، ثم تحدث في عدد من الموضوعات على النحو التالي: ..
“ أولا: عدد شعب الكنيسة: ..
“ صرح لهم أن مصادرهم في إدارة التعبئة والإحصاء أبلغتهم أن عدد المسيحيين في مصر ما يقارب الثمانية مليون (8 مليون نسمة)، وعلى شعب الكنيسة أن يعلم ذلك جيداً، كما يجب عليه أن ينشر ذلك ويؤكده بين المسلمين، إذ سيكون ذلك سندنا في المطالب التي سنتقدم بها إلى الحكومة التي سنذكرها لكم اليوم ..
“ والتخطيط العام الذي تم الاتفاق عليه بالإجماع، والتي صدرت بشأنه التعليمات الخاصة لتنفيذه، وضع على أساس بلوغ شعب الكنيسة إلى نصف الشعب المصري، بحيث يتساوى عدد شعب الكنيسة مع عدد المسلمين لأول مرة منذ 13 قرنا، أي منذ “ الإستعمار العربي والغزو الإسلامي لبلادنا “ على حد قوله، والمدة المحددة وفقاً للتخطيط الموضوع للوصول إلى هذه النتيجة المطلوبة تتراوح بين 12 ـ 15 سنة من الآن ..
“ ولذلك فإن الكنيسة تحرم تحريماً تاماً تحديد النسل أو تنظيمه، وتعد كل من يفعل ذلك خارجاً عن تعليمات الكنيسة، ومطروداً من رحمة الرب، وقاتلاً لشعب الكنيسة، ومضيعاً لمجده، وذلك باستثناء الحالات التي يقرر فيها الطب و الكنيسة خطر الحمل أو الولادة على حياة المرأة، و قد اتخذت الكنيسة عدة قرارات لتحقيق الخطة القاضية بزيادة عددهم: ..
“ 1 ـ تحريم تحديد النسل أو تنظيمه بين شعب الكنيسة ..
“ 2 ـ تشجيع تحديد النسل وتنظيمه بين المسلمين (خاصة وأن أكثر من 65 % [!] من الأطباء والقائمين على الخدمات الصحية هم من شعب الكنيسة) ..
“ 3 ـ تشجيع الإكثار من شعبنا، ووضع حوافز ومساعدات مادية ومعنوية للأسر الفقيرة من شعبنا ..
“ 4 ـ التنبيه على العاملين بالخدمات الصحية على المستويين الحكومي و غير الحكومي كي يضاعفوا الخدمات الصحية لشعبنا، وبذل العناية والجهد الوافرين، وذلك من شأنه تقليل الوفيات بين شعبنا (على أن نفعل عكس ذلك مع المسلمين) ..
“ 5 ـ تشجيع الزواج المبكر وتخفيض تكاليفه، وذلك بتخفيف رسوم فتح الكنائس ورسوم الإكليل بكنائس الأحياء الشعبية ..
“ 6 ـ تحرم الكنيسة تحريماً تاماً على أصحاب العمارات والمساكن المسيحيين تأجير أي مسكن أو شقة أو محل تجاري للمسلمين، وتعتبر من يفعل ذلك من الآن فصاعداً مطروداً من رحمة الرب ورعاية الكنيسة، كما يجب العمل بشتى الوسائل على إخراج السكان المسلمين من العمارات والبيوت المملوكة لشعب الكنيسة، وإذا نفذنا هذه السياسة بقدر ما يسعنا الجهد فسنشجع و نسهل الزواج بين شبابنا المسيحي، كما سنصعبه و نضيق فرصه بين شباب المسلمين، مما سيكون أثر فعال في الوصول إلى الهدف، و ليس بخافٍ أن الغرض من هذه القرارات هو انخفاض معدل الزيادة بين المسلمين و ارتفاع هذا المعدل بين شعبنا المسيحى ..
“ ثانياً: اقتصاد شعب الكنيسة: ..
“ قال شنودة: إن المال يأتينا بقدر ما نطلب وأكثر مما نطلب، وذلك من مصادر ثلاثة: أمريكا، الحبشة، الفاتيكان، ولكن ينبغي أن يكون الاعتماد الأول في تخطيطنا الاقتصادي على مالنا الخاص الذي نجمعه من الداخل، وعلى التعاون على فعل الخير بين أفراد شعب الكنيسة، كذلك يجب الاهتمام أكثر بشراء الأرض، و تنفيذ نظام القروض و المساعدات لمن يقومون بذلك لمعاونتهم على البناء، وقد ثبت من واقع الإحصاءات الرسمية أن أكثر من 60 % من تجارة مصر الداخلية هي بأيدي المسيحيين، وعلينا أن نعمل على زيادة هذه النسبة ..
“ وتخطيطنا الاقتصادي للمستقبل يستهدف إفقار المسلمين ونزع الثروة من أيديهم ما أمكن، بالقدر الذي يعمل به هذا التخطيط على إثراء شعبنا، كما يلزمنا مداومة تذكير شعبنا والتنبيه عليه تنبيها مشدداً من حين لآخر بأن يقاطع المسلمين اقتصادياً، وأن يمتنع عن التعامل المادي معهم امتناعاً مطلقاً، إلا في الحالات التي يتعذر فيها ذلك، ويعني مقاطعة: المحاميين ـ المحاسبين ـ المدرسين ـ الأطباء ـ الصيادلة ـ العيادات ـ المستشفيات الخاصة ـ المحلات التجارية الكبيرة و الصغيرة ـ الجمعيات الاستهلاكية أيضا (!)، وذلك مادام ممكنا لهم التعامل مع إخوانهم من شعب الكنيسة، كما يجب أن ينبهوا دوماً إلى مقاطعة صنّاع المسلمين وحرفييهم والاستعاضة عنهم بالصناع و الحرفيين النصارى، و لو كلفهم ذلك الانتقال و الجهد و المشقة ..
“ ثم قال البابا شنودة: إن هذا الأمر بالغ الأهمية لتخطيطنا العام في المدى القريب و البعيد ..
“ ثالثاً: تعليم شعب الكنيسة: ..
“ قال البابا شنودة: إنه يجب فيما يتعلق بالتعليم العام للشعب المسيحي الاستمرار في السياسة التعليمية المتبعة حالياً مع مضاعفة الجهد في ذلك، خاصة و أن بعض المساجد شرعت تقوم بمهام تعليمية كالتي نقوم بها في كنائسنا، الأمر الذي سيجعل مضاعفة الجهد المبذول حالياً أمراً حتمياً حتى تستمر النسبة التي يمكن الظفر بها من مقاعد الجامعة وخاصة الكليات العملية . ثم قال: إني إذ أهنئ شعب الكنيسة خاصة المدرسين منهم على هذا الجهد وهذه النتائج، إذ وصلت نسبتنا في بعض الوظائف الهامة والخطيرة كالطب والصيدلة والهندسة وغيرها أكثر من 60% (!) إني إذ أهنئهم أدعو لهم يسوع المسيح الرب المخلص أن يمنحهم بركاته و توفيقه، حتى يواصلوا الجهد لزيادة هذه النسبة في المستقبل القريب ..
“ رابعاً: التبشير: ..
“ قال البابا شنودة:كذلك فإنه يجب مضاعفة الجهود التبشيرية الحالية، إذ أن الخطة التبشيرية التي وضعت بنيت على أساس هدف اتُّفق عليه للمرحلة القادمة، وهو زحزحة أكبر عدد من المسلمين عن دينهم والتمسك به، على ألا يكون من الضروري اعتناقهم المسيحية، فإن الهدف هو زعزعة الدين في نفوسهم، وتشكيك الجموع الغفيرة منهم في كتابهم وصدق محمد، ومن ثم يجب عمل كل الطرق واستغلال كل الإمكانيات الكنسية للتشكيك في القرآن و إثبات بطلانه و تكذيب محمد ..
“ وإذا أفلحنا في تنفيذ هذا المخطط التبشيري في المرحلة المقبلة، فإننا نكون قد نجحنا في إزاحة هذه الفئات من طريقنا، و إن لم تكن هذه الفئات مستقبلاً معنا فلن تكون علينا ..
“ غير أنه ينبغي ان يراعي في تنفيذ هذا المخطط التبشيري أن يتم بطريقة هادئة لبقة وذكية ؛ حتى لا يكون سبباً في إثارة حفيظة المسلمين أو يقظتهم ..
“ وإن الخطأ الذي وقع منا في المحاولات التبشيرية الأخيرة ـ التي نجح مبشرونا فيها في هداية عدد من المسلمين إلى الإيمان و الخلاص على يد الرب يسوع المخلص (!) ـ هو تسرب أنباء هذا النجاح إلى المسلمين، لأن ذلك من شأنه تنبيه المسلمين و إيقاظتهم من غفلتهم، و هذا أمر ثابت في تاريخهم الطويل معنا، و ليس هو بالأمر الهين، ومن شأن هذه اليقظة أن تفسد علينا مخططاتنا المدروسة، وتؤخر ثمارها وتضيع جهودنا، ولذا فقد أصدرت التعليمات الخاصة بهذا الأمر، وسننشرها في كل الكنائس لكي يتصرف جميع شعبنا مع المسلمين بطريقة ودية تمتص غضبهم وتقنعهم بكذب هذه الأنباء، كما سبق التنبيه على رعاة الكنائس والآباء والقساوسة بمشاركة المسلمين احتفالاتهم الدينية، وتهنئهم بأعيادهم، وإظهار المودة والمحبة لهم ..
“ وعلى شعب الكنيسة في المصالح و الوزارات والمؤسسات إظهار هذه الروح لمن يخالطونهم من المسلمين . ثم قال بالحرف الواحد: ..
“ إننا يجب أن ننتهز ما هم فيه من نكسة ومحنة لأن ذلك في صالحنا، ولن نستطيع إحراز أية مكاسب أو أي تقدم نحو هدفنا إذا انتهت المشكلة مع إسرائيل سواء بالسلم أو بالحرب “ ..
“ ثم هاجم من أسماهم بضعاف القلوب الذين يقدمون مصالحهم الخاصة على مجد شعب الرب و الكنيسة، وعلى تحقيق الهدف الذي يعمل له الشعب منذ عهد بعيد، وقال إنه لم يلتفت إلى هلعهم، و أصر أنه سيتقدم للحكومة رسمياً بالمطالب الواردة بعد، حيث إنه إذا لم يكسب شعب الكنيسة في هذه المرحلة مكاسب على المستوى الرسمي فربما لا يستطيع إحراز أي تقدم بعد ذلك ..
“ ثم قال بالحرف الواحد: وليعلم الجميع خاصة ضعاف القلوب أن القوى الكبرى في العالم تقف وراءنا ولسنا نعمل وحدنا، ولا بد من أن نحقق الهدف، لكن العامل الأول والخطير في الوصول إلى ما نريد هو وحدة شعب الكنيسة و تماسكه و ترابطه .. و لكن إذا تبددت هذه الوحدة و ذلك التماسك فلن تكون هناك قوة على وجه الأرض مهما عظم شأنها تستطيع مساعدتنا ..
“ ثم قال: ولن أنسى موقف هؤلاء الذين يريدون تفتيت وحدة شعب الكنيسة، وعليهم أن يبادروا فوراً بالتوبة وطلب الغفران والصفح، وألا يعودوا لمخالفتنا ومناقشة تشريعاتنا وأوامرنا، والرب يغفر لهم (وهو يشير بذلك إلى خلاف وقع بين بعض المسئولين منهم، إذ كان البعض يرى التريث وتأجيل تقديم المطالب المزعومة إلى الحكومة) ..
“ ثم عدد البابا شنودة المطالب التي صرح بها بأنه سوف يقدمها رسمياً إلى الحكومة: ..
“ 1 ـ أن يصبح مركز البابا الرسمي في البروتوكول السياسي بعد رئيس الجمهورية وقبل رئيس الوزراء ..
“ 2 ـ أن تخصص لهم 8 وزارات (أى يكون وزراؤها نصارى) ..
“ 3 ـ أن تخصص لهم ربع القيادات العليا في الجيش والبوليس ..
“ 4ـ أن تخصص لهم ربع المراكز القيادية المدنية، كرؤساء مجالس المؤسسات والشركات والمحافظين ووكلاء الوزارات والمديرين العامين ورؤساء مجالس المدن ..
“ 5 ـ أن يستشار البابا عند شغل هذه النسبة في الوزارات و المراكز العسكرية و المدنية، و يكون له حق ترشيح بعض العناصر و التعديل فيها ..
“ 6 ـ أن يسمح لهم بإنشاء جامعة خاصة بهم، وقد وضعت الكنيسة بالفعل تخطيط هذه الجامعة، و هي تضم المعاهد اللاهوتية الكليات العملية و النظرية، وتمول من مالهم الخاص ..
“ 7 ـ يسمح لهم بإقامة إذاعة من مالهم الخاص ..
“ ثم ختم حديثه بأن بشّر الحاضرين، وطلب إليهم نقل هذه البشرى لشعب الكنيسة، بأن أملهم الأكبر في عودة البلاد والأراضي إلى أصحابها من “ الغزاة المسلمين “ قد بات وشيكاً، وليس في ذلك أدنى غرابة ـ في زعمه ـ وضرب لهم مثلاً بأسبانيا النصرانية التي ظلت بأيدي “ المستعمرين المسلمين “ قرابة ثمانية قرون (800 سنة)، ثم استردها أصحابها النصارى، ثم قال وفي التاريخ المعاصر عادت أكثر من بلد إلى أهلها بعد أن طردوا منها منذ قرون طويلة جداً (واضح أن شنودة يقصد إسرائيل) وفي ختام الاجتماع أنهى حديثه ببعض الأدعية الدينية للمسيح الرب الذي يحميهم و يبارك خطواتهم “ .
بين يدى هذا التقرير المثير لا بد من كلمة، إن الوحدة الوطنية الرائعة بين مسلمى مصر وأقباطها يجب أن تبقى وأن تصان، وهى مفخرة تاريخية، ودليل جيد على ما تسديه السماحة من بر وقسط .
ونحن ندرك أن الصليبية تغص بهذا المظهر الطيب وتريد القضاء عليه، وليس بمستغرب أن تفلح فى إفساد بعض النفوس وفى رفعها إلى تعكير الصفو ..
وعلينا ـ والحالة هذه ـ أن نرأب كل صدع، ونطفئ كل فتنة، لكن ليس على حساب الإسلام والمسلمين، وليس كذلك على حساب الجمهور الطيب من المواطنين الأقباط .
وقد كنت أريد أن أتجاهل ما يصنع الأخ العزيز “ شنودة “ الرئيس الدينى لإخواننا الأقباط، غير أنى وجدت عدداً من توجيهاته قد أخذ طريقه إلى الحياة العملية .
الحقائق تتكلم
ـ فقد قاطع الأقباط مكاتب تنظيم الأسرة تقريباً .
ـ ونفذوا بحزم خطة تكثير عددهم فى الوقت الذى تنفذ فيه بقوة وحماسة سياسة تقليل المسلمين .. وأعتقد أن الأقباط الآن يناهزون ثلاثة ملايين أى أنهم زادوا فى الفترة الأخيرة بنسبة ما بين 40 %، 50 % !!
ـ ثم إن الأديرة تحولت إلى مراكز تخطيط وتدريب ـ خصوصاً أديرة وادى النطرون التى يذهب إليها بابا الأقباط ولفيف من أعوانه المقربين، والتى يستقدم إليها الشباب القبطى من أقاصى البلاد لقضاء فترات معينة وتلقى توجيهات مريبة ..
ـ وفى سبيل إضفاء الطابع النصرانى على التراب المصرى، استغل الأخ العزيز “ شنودة “ ورطة البلاد فى نزاعها مع اليهود والاستعمار العالمى لبناء كنائس كثيرة لا يحتاج العابدون إليها ـ لوجود ما يغنى عنها ـ فماذا حدث ؟
لقد صدر خلال أغسطس وسبتمبر وأكتوبر سنة 1973 خمسون مرسوماً جمهورياً بإنشاء 50 كنيسة، يعلم الله أن أغلبها بنى للمباهاة وإظهار السطوة وإثبات الهيمنة فى مصر .
وقد تكون الدولة محرجة عندما أذنت بهذا العدد الذى لم يسبق له مثيل فى تاريخ مصر ..
لكننا نعرف المسئولين أن الأخ العزيز “ شنودة “ ! لن يرضى لأنه فى خطابه كشف عن نيته، وهى نية تسىء إلى الأقباط والمسلمين جميعاً ..
وقد نفى رئيس لجنة “ تقصى الحقائق “ أن يكون هذا الخطاب صادراً عن رئيس الأقباط .
ولما كان رئيس اللجنة ذا ميول “ شيوعية “ وتهجمه على الشرع الإسلامى معروف، فإن هذا النفى لا وزن له، ثم إنه ليس المتحدث الرسمى باسم الكنيسة المصرية ..
ومبلغ علمى أن الخطاب مسجل بصوت البابا نفسه ومحفوظ ويوجد الآن من يحاول تنفيذه كله .
نحن نريد الحفاظ على وحدة مصر الوطنية
ونحن نناشد الأقباط العقلاء أن يتريثوا وأن يأخذوا على أيدى سفهائهم وأن يبقوا بلادنا عامرة بالتسامح والوئام كما كان ديدنها من قرون طوال ..
وإذا كانت قاعدة “ لنا ما لكم وعلينا ما عليكم “ لا تقنع، فكثروا بعض ما لكم، وقللوا بعض ما عليكم شيئاً ما، شيئاً معقولاً، شيئاً يسهل التجاوز عنه والتماس المعاذير له !!
أما أن يحلم البعض بإزالتنا من بلدنا، ويضع لذلك خطة طويلة المدى، فذلك ما لا يطاق، وما نرجو عقلاء الأقباط أن يكفونا مؤونته، ونحن على أتم استعداد لأن ننسى .. وننسى ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق