الأحد، 10 يوليو 2016

مالي وللنجم يرعاني وأرعاه

مالي وللنجم يرعاني وأرعاه
الشاعر محمود غنيم



مالـي وللنجـم يرعانـي وأرعـاه
أمسى كلانا يعافُ الغمـضَ  جفنـاه
لي فيـك يـا ليـل آهـاتٌ أرددهـا
أُواه لـو أجـدت المـحـزون أُواه
لا تحسبني محبـاً أشتكـي  وصبًـا
أهون بما في سبيـل الحـب ألقـاه
إنـي تذكـرت والذكـرى  مؤرقـةٌ
مجـدًا تليـدًا بأيديـنـا أضعـنـاه
ويْح العروبة كان الكـون مسرحهـا
فأصبحـت تتـوارى فـي  زوايـاه
أنَّى اتجهت إلى الإسـلام فـي بلـدٍ
تجده كالطيـر مقصوصًـا  جناحـاه
كـم صرّفتنـا يـدٌ كنـا  نُصرّفهـا
وبـات يحكمنـا شـعـب ملكـنـاه
هل تطلبون مـن المختـار معجـزةً
يكفيه شعبٌ مـن الأجـداث  أحيـاه
من وحَّد العرب حتى صار  واترهـم
إذا رأى ولـدَ المـوتـور  آخــاه
وكيف ساس رعـاة الشـاة مملكـةً
ما ساسها قيصرٌ من قبـل أو شـاهُ
ورحَّب الناس بالإسـلام حيـن رأوا
أن الإخـاء وأن الـعـدل مـغـزاه
يا من رأى عمـرَ تكسـوه بردتـه
والزيـتُ أدمٌ لـه والكـوخُ مـأواه
يهتز كسرى علـى كرسيـه  فرقًـا
من بأسه وملـوكُ الـروم  تخشـاه
هـي الشريعـة عيـن الله تكلؤهـا
فكلمـا حاولـوا تشويههـا شاهـوا
سـل المعالـي عنـا إننـا  عـربٌ
شعارنـا المجـد يهوانـا  ونهـواه
هي العروبة لفـظٌ إن نطقـت  بـه
فالشرق والضـاد والإسـلام معنـاه
استرشد الغربُ بالماضـي فأرشـده
ونحـن كـان لنـا مـاضٍ نسينـاه
إنّا مشينـا وراء الغـرب  نقبتـس
مـن ضيئـه فأصابتنـا شظـايـاه
بالله سل خلف بحرالروم عن  عرب
بالأمس كانوا هنا ما بالهـم  تاهـوا
فإن تراءت لك الحمراء عـن كثـبٍ
فسائل الصرح أين المجـد  والجـاه
وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها
عمّـن بنـاه لعـل الصخـر ينعـاه
وطف ببغداد وابحث فـي  مقابرهـا
علّ امرأً من بنـي العبـاس تلقـاه
أين الرشيد وقد طـاف الغمـام بـه
فحيـن جــاوزَ بـغـداد تـحـداه
هذي معالم خرس كل واحدة  منهـن
قامـت خطيـبًـا فـاغـرًا  فــاه
الله يشهد ما قلَّبت سيرتهـم  يومًـا
وأخطـأ دمـع العـيـن  مـجـراه
ماضٍ نعيشُ علـى أنقاضـه أممًـا
ونستمد القوى مـن وحـيِ ذكـراه
إنِّي لأعتبرُ الإسلام جامعة  للشـرق
لا مـحـض ديــنٌ سـنَّــهُ الله
أرواحنـا تتلاقـى فـيـه خافـقـة
كالنحـل إذ يتلاقـى فـي خـلايـاه
دستوره الوحي والمختـار  عاهلـه
والمسلمـون وإن شتّـوا  رعايـاه
لاهّم قد أصبحـت أهواؤنـا  شيعًـا
فامنن علينا بـراعٍ أنـت  ترضـاه
راعٍ يعيـد إلـى الإسـلام سيرتُـه
يرعـى بنيـه وعيـن الله ترعـاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق