الثلاثاء، 8 يناير 2019

أزمة النخبة

أزمة النخبة

المفكر الإسلامي الدكتور محمد عباس
٢ فبراير ٢٠١٤ 
دعنا الآن من شيوخ أجلاء حذرتهم بكل ما أستطيع..
ودعنا من محاولة لجمع الكلمة لم تفلح..
وتعالوا إلى اجتماع دعيت إليه بعد شهور قليلة من ثورة 25 يناير..
سوف أذكر نصف الحضور فقط
كان على رأسهم العلامة الشيخ رفاعي سرور.. وكان هناك أيضا الدكتور سيف عبد الفتاح والدكتور جمال عبد الهادي والدكتور طارق الزمر والدكتور مجدي قرقر والدكتور محمد مورو
وكان هناك كمال الهلباوي.. ولما تكن ورقة التوت سقطت بعد
لكنني تعمدت حتى عدم مصافحته رغم خطابات إعجاب بلا حد كان يرسلها لي.
تكلم الجميع ما عدا الشيخ رفاعي سرور وأدلى كل واحد منهم بدلوه في تحديات المستقبل المشرق..
طلبت وأيدني الدكتور محمد مورو بتشكيل لجنة أزمة لمواجهة الكارثة الوشيكة..
قال الدكتور سيف عبد الفتاح أنه لابد أن نغير آلياتنا بعد نجاح الثورة وأن نحضر محاضرات يلقيها في ناد بالقرب من ميدان التحرير حتى ننمي أليات سياسية تواكب تغير الظرف.
تكلمت أخيرا..
وجهت حديثي للعلامة الجليل الشيخ رفاعي..
قلت له: أنت بالذات أنتظر منك كلاما آخر..
وبدا أنه تحت وطأة مرارات علقمية لم يشأ أن يفسد الفرح بطرح رؤيته كاملة فاكتفى بطرح أسئلة قليلة..
لكنني أفسدت الفرح:
قلت لهم أننا متوجهون بسرعة هائلة للكارثة ولفشل الثورة ولعودة عهد أسوأ بكثير من عهد مبارك..
وقلت لهم أنهم بعد التنكيل بالإسلاميين ستين عاما فوجئوا بهم أقوى مما كانوا.. لذلك.. حين يتمكنون مرة أخرى فإن الستين عاما القادمة لن تكون سنوات تنكيل بل سنوات استئصال.. ولن يرقبوا فينا إلا ولا ذمة.. وسوف يذبحوننا في الشوارع.
كان الوحيد الذي يؤيدني هو الدكتور محمد مورو لكنه تلفع بالتنائي تعبيرا عن اعتراضه واكتفى بالحديث الهامس لي بما فحواه أنه لا جدوى..
أما الدكتور مجدي قرقر فقد بدا منزعجا بشدة وهو يقول أن لا أحد تخيل السيناريو الأسود الذي قدمته..
...
ألقي طرحي جانبا باعتباره طرحا سوداويا بالغ التشاؤم وغير واقعي ..
واتفقوا على مواعيد حضور المحاضرات الدبلوماسية التثقيفية لتنمية المهارات وتطوير القدرات لمواجهة واقع جديد..
...
كنت أعرف أن الواقع لن يكون جديدا..
لذلك لم أذهب لتلك المحاضرات أبدا!!..
ورغم إعجابي وتقديري للدكتور سيف عبد الفتاح إلا أن في القلب منه غصة..
كيف لم ير بأول رأيه ولا حتى بأوسطه آخر الأمر..
وكيف كان من المخدوعين حين تخلى..
لكن ..
لننس سيئاته الآن ولنشد بموقفه الشجاع الصريح الواضح بل الفدائي الذي يخيل إلىّ أن جزءا من حرارته وحماسته حماسة يحتمها إخلاصه.. لكن جزءا آخر يبدو كما لو كان انتقاما لأنه قد خُدِع.. أما الجزء الثالث فهو التكفير عن ذنب.
...
أما المؤلم حقا فهو أنني لم ار الشيخ رفاعي سرور بعدها..
كان....
والحمد لله على كل حال..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق