الخميس، 31 يناير 2019

فلسطين.. بينما المسئولون نيام

فلسطين.. بينما المسئولون نيام
أ. د. زينب عبد العزيز 
أستاذة الحضارة الفرنسية

بينما المسلمون والمسئولون نيام، غير مدركين لما يقوم به الصهاينة في حق المسجد الأقصى، فهناك العديد من المواقع الجادة التي تشير الى ما يفعلونه في صمت ودأب من تجهيزات متسارعة، في شبه سرّية تامة، لإعادة بناء معبد الهيكل، الذي كان السبب الأساس لاندلاع الحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، ولربما كان السبب أيضا في اندلاع الحرب العالمية الثالثة..
فاللافت للنظر بعامة اختفاء الصورة الواضحة الكاملة للمسجد الأقصى، المنشورة بعاليه، من مختلف وسائل الإعلام في العالم تقريبا ويتم نشر بدلا عنها صورة تتصدرها قبة الصخرة. فقد أقر الصهاينة مشروعا يتم على مرحلتين: محو شكل المسجد الأقصى من الذاكرة العامة، وقد تم إسناد هذه المهمة منذ عام 1948 إلى المخابرات السرية الصهيونية، التي طلبت معاونة اللوبي اليهودي المسيطر على أغلبية وسائل الإعلام في العالم. وفي أقل من خمسين عاما اختفت تقريبا الصورة الكاملة للمسجد الأقصى.. اختفت حتى من وسائل المرئيات والجرائد اليومية والمجلات بل ومن الكتب المدرسية وكتب التاريخ والقواميس والموسوعات. 

أما المرحلة الثانية فقد بدأت منذ عشر سنوات تقريبا، حينما راحت مختلف وسائل الإعلام في كل مكان تمطرنا بالبرامج والمقالات المتعلقة بالحفائر التي تتم حول الموقع الذي يضم المسجد الأقصى، دون إظهار صورة كاملة للمسجد. وكانت أغلبية الوسائل الإعلامية تتساءل عما يمكن لهذه الحفائر أن تكشف عنه من مفاجآت..

وتهدف هذه الحفائر الى قضيتين: افتعال أنقاض تاريخية مزيفة لإثبات ان هذا هو مكان معبد الهيكل القديم، ومنحه أهمية دينية في نظر المستعمر الصهيوني المحتل لأرض فلسطين، والذي بدأ يتشكك منذ بضع سنين في تاريخه أو في العثور على أية أدلة تاريخية له في هذه المنطقة. والهدف الحقيقي لهذه الحفائر هو خلخلة مجمل قوائم الأساسات التي يقوم عليها المسجد الأقصى، بتقنيات حديثة. وقد نجح فريق من المهندسين في استبدال كافة القوائم الحجرية التي يقوم عليها المسجد ووضع قوائم معدنية، يمكن التحكم فيها عن بعد وتحريكها عند اللزوم. ولم تضعف هذه العملية من بنية المسجد الأقصى فحسب وإنما أضرت أيضا بمجمل المباني والبيوت الموجودة بالحيّ العربي القريب من المسجد.

ومما يمكن متابعته ان كافة اليهود المتحكمين في مصير العالم قد اتفقوا على طريقة هدم المعبد بافتعال زلزال صناعي، يضرب المسجد الأقصى بدرجة 6,8 رختر. 
ثم ستتولى وسائل الإعلام عملية إقناع العالم بأن هذا الزلزال قد أضر حتى بمدينة تل أبيب والأردن! 

ويبدو ان السيناريو معد بدقة بحيث كافة تليفزيونات العالم ستعرض نفس الصور مثلما حدث مع أحداث الحدي عشر من سبتمبر 2001.. 
فجزء من مدينة القدس الشرقية سوف يُهدم، وبعض المنازل ستنهار، وستهرع بعض العائلات اليهودية والعربية في محاولة للنجاة، وستنطلق سيارات الإسعاف وتهرول بعض فرق الإنقاذ من جميع أنحاء العالم ويرسل بعض رؤساء الدول برقيات مساندة، وسينشغل الإعلام والمتخصصون في علم الزلازل وعلم الآثار، وعلوم الأديان.. 
وقد يطلق الفلسطينيين بعض صيحات الاستغاثة، لكن أحدا لن يلتفت إليها لأن كافة وسائل الإعلام ستكون قد تلقت الأوامر بإهمال أخبارها..



وعقب ذلك تبدأ أعمال بناء معبد الهيكل للتعجيل بمجيء المسيح. فالأعمال يجب أن تتم قبل 2022. ومن المعروف أن يهود العالم قد أقاموا صلاة جماعية يوم 23/12/2012 (و بالتاريخ اربعة ارقام 2) للتعجيل بمجيئ المسيح. وهو مسيح آخر غير الذي يؤمن به المسيحيون. واختيار سنة 2018/2019 لهدم القدس و2022 لهدم العالم عن طريق الحرب العالمية الثالثة مرتبط بالمجال الغيبي للقبالة التي ينتمي اليها معظم اليهود الذين يقودون العالم. ذلك لأن رقم 2 ومضاعفاته يعد أساس مشروع النظام العالمي الجديد. ففي عام 2022 يتكرر رقم 2 ثلاث مرات من الأرقام الأربعة المكونة له، والذي يشير الى العام الذي توفي فيه المسيح وفقا لعقائدهم. وهذا الرقم متفرد بالنسبة للمتدينين اليهود ولا يمكنهم إغفاله. فهو التاريخ الذي من المفترض أن يفجر نهاية العالم وفقا للمعتقد اليهودي ويسمح بمجيئ مسيحهم، الذي يلقبونه بالمسيح الحقيقي وليس مسيح النصارى، "المزيف" في نظرهم، رغم كل التنازلات التي قدمها لهم الفاتيكان..

ويقوم الصهاينة الغزاة بنوع من التطهير العرقي ضد مدينة القدس المقدسة وضد شعبها الفلسطيني وضد الأماكن المقدسة منذ عشر سنوات، وتم تزييف تاريخها وثقافتها وهدم آثارها التاريخية وبقر بطون مقابرها التاريخية الإسلامية، فهل من صيحة مجدية توقظ النائمين حول العالم الإسلامي للتصدي لتلك الأعمال التخريبية التي يقوم بها الصهاينة الإنجيليين؟

ومن المخزي واللافت للنظر أن يعلن ناتنياهو "ان هناك تعاون سرّي بين بلده وبعض البلدان العربية"، كما أنه "يعتقد ان علاقاته مع هذه البلدان ستستمر في النمو وتأتي بثمارها في فترة سلام تزداد اتساعا، وان سكان البلدان المجاورة سيتعاونون معنا لأنه بخلاف ذلك سيتعاونون مع عبيد أجانب (ويقصد الغرب المسيحي) فنحن لدينا علاقات سرية تماما مع العديد من البلدان الإسلامية والعربية. وإسرائيل لا تخجل من إعلان ذلك لكن تلك البلدان هي التي تخجل".. ويا للعار.

وحينما نعلم أن الإتحاد الأوروبي يموّل التطهير العرقي للفلسطينيين، وأنه يقوم بمساندة الاستعمار الصهيوني لفلسطين، وان هذه تعد جناية للأسس المؤسسة لذلك الإتحاد الأوروبي، وأن الصهاينة يقومون بغرس آلاف المقابر اليهودية المزيفة على أرض المسجد الأقصى وحوله، بزعم أنها أعمال إصلاحية وصيانة ضرورية وحفائر جديدة، وذلك بهدف السيطرة على أراضي فلسطينية وأوقاف إسلامية. والغريب أنهم يهدمون المقابر الإسلامية بالبلدوزر على ما فيها، ويزرعون ثلاثة آلاف مقبرة يهودية فارغة بلا جثث لإثبات وجودهم التاريخي المزيف.. 
وفيما يلي صورة لمعبد الهيكل الجديد الجاهز لغرسه مكان المسجد الأقصى، وحسبنا الله ونعم الوكيل.



زينب عبد العزيز
29 يناير 2019 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق