الأربعاء، 1 مايو 2019

حريق نوتر دام.. وبرجا التجارة العالمية

حريق نوتر دام.. وبرجا التجارة العالمية


أ. د. زينب عبد العزيز 
أستاذة الحضارة الفرنسية


ما أشبه الأحداث المصيرية التي تتكرر في التاريخ وقلما نربط بينها لنستشف ما سوف يترتب عليها.. فلقد مضت ثمانية عشر عاما على جريمة برجا التجارة العالمية، المصنعة محليا في 11 سبتمبر2001، بعد أن قام مجلس الكنائس العالمى في يناير 2001 بإسناد مهمة إقتلاع الإسلام الى الولايات المتحدة وقد أصبحت القوة الوحيدة المتحكمة في العالم، وألصقوا التهمة بالإسلام والمسلمين. وقد أعلن جورج بوش الإبن عقب انهيار البرجين "ان الرد سيكون رادعا.. ستكون حرب صليبية على الإسلام، قد تستغرق عشر سنوات".. ولا داعي لذكر عدد البلدان المسلمة التي تم دكها ونهب خيراتها.. ولا عدد ملايين المسلمين الذين تمت ابادتهم.. فكلها أحداث معاشة.. 


ولو تأملنا أحداث كاتدرائية نوتر دام التي وقعت عشية 16 ابريل الحالي، لرأينا ان أصابع الإدانة، بأنها تمت بفعل فاعل، قد ظهرت أسرع بكثير مما استغرق إثبات ان أحداث 11/9 مصنعة محليا وتمت بفعل فاعل.. ففي يوم 19 ابريل تم نشر خبر، بالمستندات، ان برجا الكاتدرائية قد تم إغلاقهما لمنع الجمهور من الزيارة قبل الموعد المعتاد بساعة، بزعم ان هناك اجتماع لمجلس الإدارة مع أعضاء من مركز المباني القومية سيتم انعقاده لمدة ساعة، وذلك في القاعة العليا الواقعة في البرج الشمالي. وللعلم، لا يمكن الوصول الى الهيكل الخشبي للكاتدرائية إلا عن طريق البرجين، وهي المنطقة التي اندلعت منها النيران.. والمصادفة اللافتة للنظر ان النيران التي اندلعت تقع في المنطقة الممنوعة على الجمهور..



والغريب ان يتم ذلك الاجتماع المزعوم، علما بأن أعضاؤه تابعين لوزارة الثقافة الفرنسية، دون ان تتم الاشارة اليه في جميع ما كتب من أخبار وتفاصيل حول الحريق.. ومن ضمن ما نشر من أخبار، وقد يكون لها مغزى، ان فيليب بيلافال، رئيس الأعضاء المجتمعون في برج الكاتدرائية، كان يشغل سابقا منصب مدير متحف "الفن والتاريخ اليهودي"، والمساعد الأساس السابق لبيير برجيه، الذي يعد شديد الصلة بالماسونية وعلى علاقة وطيدة بالمنظمة اليهودية في فرنسا.. وكان قد دعى بعض الطلبة الإسرائيليين لزيارة الكاتدرائية مجانا.. 



وبخلاف الأصابع التي تشير الى تحركات صهيونية خلف الحريق، هناك خط آخر لافت للنظر، وهو صلة أعضاء الماسونية بالحدث.. ففي مقال بعنوان "شبح من فرسان المعبد يعلو كاتدرائية نوتر دام" كتب الماسوني ليو زجامي في موقعه الخاص يوم 17 ابريل الحالي يقول: "بينما كانت الكاتدرائية تشتعل بالنيران وقعت ظاهرة غريبة في الجزء العلوى منها قبل ان تشاهدها أي عين من ملايين المشاهدين، شكل غريب يرتدي زى فرسان المعبد مثل ما كانوا يرتدون في القرن الثالث عشر.. والغريب ان يظل البابا فرنسيس صامتا حتى مساء اليوم التالي.. وان اول من تحدث هو اسقف فرنسا بينما اعلن رئيسه الجديد: "ما من شيء على هذه الأرض صُنع ليدوم الى البد".. بينما تبعه اسقف إيطاليا بإرسال "قبلة أخوية" لأسقف باريس.. وكذلك فعل كلا من اسقف فيينا ولندن.. وظل البابا صامتا حتى اليوم التالى.. 



ويُرجع ليو زجاني صمت البابا الى قانون 1905 الفرنسي الذي فصل الكنيسة عن الدولة، وكانت كاتدرائية نوتر دام وسبعون كنيسة أخرى قد تم بناؤها قبل ذلك التاريخ، وبالتالي فهذه الكنائس تخضع للكنيسة الكاثوليكية فهي الوحيدة التي من حقها استخدام ذلك المبنى لأغراض دينية بحتة. والإبراشية لا تتلقى اى دعم مادي من الحكومة الفرنسية. لذلك يقول ليو زجامي: "لعل ذلك هو ما أحرج البابا لأن الكاتدرائية تقع تحت مسئوليته المباشرة، ولم يعلق على الحدث إلا في مساء اليوم التالي بتعليق غريب يقول فيه: "الكرسي الرسولي تلقى بصدمة وحزن أخبار الحريق المروع الذي التهم رمزا مسيحيا".. 



ويستكمل ليو زيجاني مقاله مشيرا الى ان "فرسان المعبد هم الذين يمولون هذه الكاتدرائية، وهم الذين شيدوها، وهم الذين اعلنوا ملكيتهم لها أثناء قداس أقيم فيها يوم 18 مارس 2017 للإعلان عن مولد "النظام العالمي الجديد".. وذلك بحضور حوالى ثلاثة آلاف من الأعضاء.. 



ولعل الخطاب الصادر عن "المحفل الكبير الأوروبي للأخوية العالمية" يوم 22 ابريل والذى يقول فيه رئيسها ما يكشف الكثير عما يدور من أحداث يبدو أنهم أرادوا لها ألا تكون "سرية تماما": 
"ان حريق نوتر دام دى باري قد مس مركز إيمان أساسي بالنسبة للكاثوليك الأوروبيين، فإليهم أولا وباسم كل الماسونيين أعرب عن أخوتنا..
"وباريس أيضا هي التي تحمل هذا الجرح الفاغر فاه وسط المبنى الباريسي.
"وبالنسبة لنا، نحن الماسونيون، كما بالنسبة لأى إنسان وبحكم صلتنا بالبنائيين الأوروبيين للكاتدرائية، فقد صدمتنا رؤية هذا العمل والنيران تلتهمه.
"ان الماسونية هي أيضا الرمز المؤسس للبناء والهدم وإعادة البناء "للمعبد".
"وايا كان حزننا هذا المساء، لنرى في هذا الحدث فرصة للتلاحم في هذه الأخوة التي قامت، رمزا وعمليا، ببناء هذه الكاتدرائيات في مجمل أوروبا وإعادة بنائها رغم مختلف الهجمات.
"لذلك أدعو كل محفل القيام بجمع المال بصورة استثنائية للمساهمة في إعادة بناء المعبد.
توقيع: "چان لوك تينلاند رئيس المحفل الكبير الأوروبي للأخوة العالمية"..



وان كان قد تم نشر هذا الخطاب يوم 22 إبريل، فمنذ يومين تم نشر في العديد من الصحف الفرنسية خبر انه تم جمع مبلغ مليار يورو لإعادة بناء "المعبد" كما اطلق عليها رئيس الأخوية.. 



ولو قمنا بعملية ربط سريعة لما دار ويدور في كواليس الفاتيكان وخاصة بين رحلات البابا فرنسيس وجولاته في بلدان الشرق الأوسط وما يصدره من بيانات مع بعض القيادات الإسلامية تحت عنوان "الأخوة الإنسانية" ومشتقاتها القائمة على المساس بالإسلام لأدركنا الكثير.. خاصة لو أضفنا اليها إعلان البابا فرنسيس عن تخصيص شهر أكتوبر القادم 2019 "شهرا تبشيريا عالميا تساهم فيه كافة الكنائس وكافة المسيحيين رجالا ونساءً".. 



تشير أصابع الاتهام الى كلا من: الفاتيكان، الصهاينة، والمحفل الماسوني، وقادة النظام العالمي الجديد.. 
ترى ايّ منهم.. أو جميعهم مجتمعين في نفس السلة.. سلة اقتلاع الإسلام والمسلمين ؟


زينب عبد العزيز

25 ابريل 2019

موقع المحفل الكبير الأوروبي للأخوية الأوروبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق