صفوت بركات يكتب: الحرب الأمريكية الكونية
حرب ميدانها لا تدخله جماعات ولا طوائف ولا الشعوب ولكن حصرا وقصرا الحكومات والتنفيذيين منهم ومن التنفيذيين رجل واحد وزير المالية وهو قبل التشريعين.
يعنى حرب بلا طلقة واحدة،
يعـنى حـرب ليس فيها ولا لها سوابق في التاريخ،
يعنى حرب بلا خطط مسبقة يمكن إفشالها،
حرب موت المال ونزع الملكيات،
وزير الخارجية الأميركية يقول: الأميركيون صاروا يخشون التدخلات العسكرية المطولة في الخارج، الفوضى لا تخدم مصلحة الولايات المتحدة، ولا يمكن لأي دولة حل مشاكل العالم منفردة، لن نشجع الديمقراطية من خلال التدخلات العسكرية المكلفة أو الإطاحة بالأنظمة الاستبدادية، بل سنتعامل مع الصين كقوة تتعزز.
لهذا كتبت
التيسير الكمي وإغراق العالم بالديون وتصدير التضخم ومنح الشركات الأمريكية ٨ ترليون دولار و٣ ترليون يورو في أوربا في عام للاستحواذ على الأصول في دول العالم تحت ذريعة مواجهة كورونا حرب عالمية أشرس من الحربين العالميتين السابقتين وضحاياها أعظم من ضحايا الحروب لقرن.
استبشرا الخير القادم، والله أعلى وأعلم، بعد أزمة ديون عالمية يشهر العالم موجة إفلاس كبيرة، تنتج ثورات عارمة، على أكبر جغرافيا عالمية، انتفضت ثائرة في توقيت واحد، والشعارات موحدة، ومطالب متفق عليها، وهو خير وشر، والشر أولا، هو أي انتفاضه فردية لأي دولة منفردة، والخير هو الانتفاض الواسع والأكبر جغرافيا لعدد من الدول,
لكل عصر جيوشه
ملوك العصر؛ أرباب الأموال، وجيوشهم أموالهم، وخطرهم لا يدركه الناس، إلا بعد فرار الأموال،
لأن الناس تحسن استقبالهم وتعتقد فيهم، خلاف حقائقهم، لأنه من جنس النعم وظاهره خلاف باطنه، وهى التي نظمت المجتمع ورتبته ترتيبا، بقدر عبادتهم له، وولائهم لأربابه،
بخلاف دخول الجيوش الحقيقية للملوك الطبيعيين،
ولهذا قال الله سبحانه وتعالى عن بلقيس: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً}
مع أن الداعي لها كان سليمان، عليه السلام؛ ملك ونبي، لا يظن منه غير العدل.. ونحن اليوم أمام دخول جيوش أرباب المال ملوك العصر،
والذين استعبدوا العالم والدول والحكومات، وحتى مكة والمدينة، فلم ينجوا منهم أحد،
ومكمن الخطورة الحالية وضراوة تلك الحرب؛ أنه لا يفطن لآثارها المدمرة الكثير،
وتسلم لها الدول تحت ذرائع الضرورات والتهديدات، بدمج النظم المالية الوطنية بالنظام العالمي،
لامتصاص ثمرات النمو في كل قطاع محلى لديها بسلاسة وتلقائيا ونزع الملكيات
لصالح الشركات المتعددة الجنسيات ثم يستيقظ العالم على رق لم يعرفه التاريخ من قبل.
الاقتصادي الأميركي مايكل هدسون: المواجهة التي بدأت في أوكرانيا قد تستمر لثلاثين عاما، وروسيا أكثر قدرة من أوروبا على الصمود، واليسار الأوروبي يدعم الناتو، والغرب لم يعد ديموقراطية بل هو يتحول إلى أرستقراطية وراثية: فقرات من مقابلة مع عالم الاقتصاد الأميركي مايكل هدسون صاحب كتاب (Super Imperialism)، حول الحرب في أوكرانيا تحت عنوان "المحافظون الجدد يضحون بالأوكرانيين وبكل فقراء العالم"... المقابلة وصلتني مترجمة إلى العربية من صديق لم يذكر اسمه كمترجم لها، ولم أجدها منشورة باللغة العربية، وبمراجعة سريعة للنص بالإنكليزية أعتقد أنها ترجمة لا بأس بها وقد أجريت عليها تعديلات لغوية طفيفة... الفقرات :
*حرب أوكرانيا، من الجانب الروسي، لا أعتقد أن العوامل الاقتصادية كانت لها الأولوية. لقد تعرضوا للتهديد جراء توسع الناتو، وخططهم الحقيقية كانت بهدف مهاجمة المناطق الناطقة بالروسية في أوكرانيا. لذا، أعتقد أن حسابات روسيا كانت ببساطة عسكرية، لكن حسابات الغرب كانت مختلفة تماماً.
*جانيت يلين، التي كانت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ووزيرة الخزانة [الآن] تقول: "حسناً، إنَّ ما سنفعله هو استخدام صندوق النقد الدولي للحفاظ على هيمنة أمريكا أحادية القطب"، علينا أن نحافظ على السيطرة الأمريكية على العالم وسنفعل ذلك من خلال صندوق النقد الدولي.
*سيتم استخدام أزمة الطاقة والغذاء التي تسببت فيها حرب الناتو ضد روسيا كأداة دفع ليس فقط إلى الخصخصة، إلى حد كبير تحت سيطرة المستثمرين والبنوك والممولين الأمريكيين، ولكنها أيضاً ستحكم ربط هذه البلدان في مدار الولايات المتحدة أكثر وأكثر، وسيشمل ذلك كلاً من دول الجنوب وأوروبا على وجه الخصوص.
*من الواضح أن أحد الضحايا سيكون أوروبا وعملتها اليورو. تنخفض قيمة اليورو يوماً بعد يوم، حيث يدرك الناس أنهم فقدوا أسواق تصديرهم في روسيا ومعظم دول آسيا...
*وهكذا، يتم التضحية بالاقتصاد الياباني والضغط عليه. وأعتقد أنه لا يمكنك القول: "يا إلهي، إنها حالة عارضة". هذا جزء من الخطة، لأن الولايات المتحدة الآن يمكنها أن تقول، "بالطبع لا نريد أن ينخفض الين كثيراً. سنمنحكم، بالطبع، حقوق السحب الخاصة وسنقدم لكم المساعدة الأمريكية. لكننا نريدكم أن تعيدوا كتابة دستوركم حتى يكون لديكم أسلحة ذرية على أرضكم حتى نتمكن من محاربة الصين حتى آخر ياباني. تماماً كما نفعل في أوكرانيا، دعونا نفعل ذلك من أجلكم".
*إنه لأمر مدهش أن المعارضة الوحيدة في أوروبا لهذا تأتي من اليمين، أناس مثل مارين لوبان وليس من الجناح الأيسر. لذا، الجناح اليساري في أوروبا، لا ينبغي أن أقول اليسار، ما هو الجناح اليميني الآن، أي الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية وحزب العمال، هذه هي الأحزاب التي تدعم الناتو تماماً.
*لا يمكن لروسيا أن تخسر الحرب، لأنها إذا خسرت، فإن الناتو سيضع أسلحة نووية في أوكرانيا، بجوار حدودها تماماً، كما تريد أن تفعل في لاتفيا وإستونيا. والولايات المتحدة، على ما يبدو، تتخذ موقفًا: "لا يمكننا أن نخسر، لأننا إذا خسرنا، لن يتم إعادة انتخاب بايدن".
*بالطبع يمكن أن تتحمل روسيا قطعها لتلك الامدادات، لأنها مكتفية ذاتيًا إلى حد كبير. إنها الطريقة التي نجت بها في التسعينيات من العلاج بالصدمة. لن يواجه أي بلد نجى من العلاج بالصدمة أي شيء بتلك الخطورة مرة أخرى. ومنذ 20 أو 30 عاماً، تم بيان أن روسيا يمكنها أن تستمر. ويمكنها البقاء على قيد الحياة أفضل بكثير مما يمكن لأوروبا أن تحيا.
*أعتقد أن الشعب الروسي، الذي يحصل على تقارير عن الحرب والعنف والإرهاب مختلفة تمامًا عن تلك التي تسود الصحافة الأمريكية، يبدو أن الروس يدعمون بوتين بنسبة 80٪، الأمر ليس كما كان الأمر في التسعينيات عندما كانوا محبطين تماما.
*لن تنتهي المواجهة العسكرية هذا العام أو العام المقبل. سيستغرق الأمر 30 عاماً على الأقل. وستنتهي على الأرجح بانقسام بين أوروبا والغرب من ناحية وأوراسيا من ناحية أخرى، مع المزيد والمزيد من دول إفريقيا وأمريكا الجنوبية تربط نفسها بالاقتصاد الأوروآسيوي وتقلص اقتصادات أوروبا وأمريكا.
*الرئيس الصيني قال قبل أيام، إنه يرى أن الاقتصاد الأمريكي ينكمش، وبالتأكيد الاقتصاد الأوروبي سينكمش لمدة عقد، ما دام يواصل مسار الليبرالية الجديدة. وقال الرئيس الصيني شي أيضاً بما أن الاقتصاد المخطط مركزيا - والذي يسمونه الاشتراكية أو الماركسية ذات الخصائص الصينية - أكثر كفاءة من الديمقراطية، فأن الديمقراطية تتحول في الواقع إلى حكم الأوليغاركية بسرعة كبيرة، وتتحول الأوليغاركية إلى أرستقراطية وراثية. الغرب لم يعد ديمقراطية، الغرب يتحول إلى أرستقراطية وراثية.
*حاولت نشر رابط النص بالإنكليزية فرفض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق