الأربعاء، 24 يناير 2024

تراندكتاب وادباء تشخيص مرض … ( السيساوية )


تشخيص مرض … ( السيساوية )





بقلم الكاتب الأديب الرائع الدكتور جمال محمد

يناير 25, 2020

( نظرة عقائدية )

كثيرا ما جال بخاطري خاطر أعلم أنه دار بخلد العديد من أنصار الشرعية , منذ بدأ الانقلاب الي الآن , ما الذي حدا بالكثيرين الي الآن ألا يروا الحق حقا و الباطل باطلا ؟ … بل ويباركون الباطل و يقفون الي جانبه , و ألا يرونها حربا ضروسا علي الاسلام في أوجها و مراحلها الأخيرة , من أهلنا وأصدقائنا وجيراننا ؟
اعتبرته مرضا وجب تشخيصه , عسي أن يكون له علاج , وخلصت الي سببين لا ثالث لهما حاشانا الله واياكم أن تكون مصيبتنا في ديننا :

1 – عقيدة فاسدة :
========
لا تنكر منكرا ولا تري معروفا , ولا تعرف معني أهم أسس العقيدة من ولاء وبراء و حب في الله و بغض في الله , و التي أرسي قواعدها رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام خاصة عندما آخي بين المهاجرين و الأنصار , فترونهم يحبون من حاد الله ورسوله , ويبغضون أولياء الله , و أقصد هنا كل التيارات الاسلامية و كل من ينتمي الي الاسلام و لو ظاهرا كالملتحين مثلا و أنا منهم , و بالطبع علي رأسهم الاخوان المسلمين , بلا سبب مقنع , بل انحيازا لأقوال مرسلة و اشاعات مغرضة , و أكاذيب مفضوحة , باتت و للأسف تؤثر حتي علي تفكير و قناعات ذوي الثقافة العالية ان وجدت , فأين أولئك النفر من قول الله عز و جل : ” يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا , اعدلوا هو أقرب للتقوي , واتقوا الله, ان الله خبير بما تعملون”.
و لم يمتثلوا لقول الله عز و جل ” يأيها الذين آمنوا ان جاءكم ( فاسق بنبأ ) فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين “.

فأصبحت الأخبار المكذوبة تجد لها صدي في قلوبهم المريضة الخاوية من أساس العقيدة السوية , تنمو و تترعرع في نفوسهم المريضة المنزوعة العقيدة , تثمر و تغدق بغضا لكل ما هو اسلامي جوهرا أو مظهرا , خاصة كل من هو ضد الانقلاب , و أصبح السيسي و حاشيته عجلهم الذهبي الذي لا ينطق عن الهوي , لا يرون فشلا ذريعا في كل الأمور و لا المشاريع المكذوبة الفنكوشية , بل و يبررون هذا الفشل بأي مبرر غير مقبول بالطبع , مع أن الانقلابيين و علي رأسهم السيسي قد وقعوا عمليا بالفعل في كل ما اتهموا به الرئيس الشرعي فك الله أسره ظلما و زورا و افتراء و بهتانا .
بل و يتعدي ذلك الأمر ليفسر لنا بغضهم لعلماء و قامات شهد لها العالم الاسلامي أجمع أمثال دكتور يوسف القرضاوي و علماء أجلاء بالسعودية و أقطار الخليج و هيئات اسلامية كهيئة كبار علماء المسلمين , و امثال الشيخ حازم صلاح و الشيخ خالد عبد الله و عبد الرحمن البر و غيرهم من العلماء الربانيين الذين أصبحوا في عرف أولئك القوم …ارهابيين !!! .
و اذا كان هذا هو المرض , و هذا هو تشخيصه , فانك تري انعكاس ذلك في حبهم لأشخاص يحاربون الدين عيانا جهارا و قد بدت البغضاء من أفواههم , من أمثال قافلة اعلام الدجال كباسم يوسف و توفيق عكاشة و ابراهيم عيسي و أحمد موسي و غيرهم , حتي بعد ظهور و انكشاف كذبهم و تدليسهم , و حب أهل المجون و الفن , بل وصل الأمر الي حبهم لاسرائيل التي أصبحت قطر و تركيا أخطر علي مصر و الاسلام منها , و بغضهم لحماس ..شرف الأمة و الوحيدة التي تجابه خطر العدو الصهيوني ( يرجي قراءة مقال : من بدر الي القدس عبر غزة , علي الموقع ) .
أدي مرض و فساد العقيدة الي تغييب العقل عندهم , و الذي ميز الله به الانسان عن الحيوان , فما عاد لاعمال العقل عندهم مكان , و الا فما تفسير وجود أناس من غير ديننا و بلا عقيدة سوية يرون الحق حقا , من أمثال نيفين ملاك و رامي جان و غيرهم …انه فقط = اعمال العقل , فتمت اقامة الحجة و البرهان علي تلك الفئة .
نعم , تحولوا لأسوأ من الحيوان , فلم تهزهم رؤية دماء الأبرياء تسيل في الشوراع , و لا القتل تلو القتل و لا السحل و لا انتهاك الأعراض و لا الحكم علي طفل لم يتجاوز الأربع سنوات بالسجن لكونه ” ارهابيا “.
أولئك تنطبق عليهم المعادلة من المقال السابق , المسلم و العقيدة و الثورة ( اسلام – عقيدة + أو – عمل = ارجاء و احباط العمل ) .
لكني عاينت الكثير من علمائنا يعلمون علم اليقين أسس العقيدة السليمة , يعرفونها كمثل الحمار يحمل أسفارا , من أمثال حزب الزور و مشايخ السلطان و القضاة , و كأنهم لم يسمعوا قول الحسن البصري , “ الايمان ما وقر في القلب و صدقه العمل ” , أمثال هؤلاء عرفوا العقيدة لكنها لم تثبت في قلوبهم و لم تتعدي مجرد المعرفة , و لم تنعكس علي قناعاتهم و تصرفاتهم و موقفهم من الحق و الباطل , فكان لا بد من سبب آخر لاكتمال تشخيص المرض .
2 – نفاق في القلوب :
==========
وصدقت ربنا اذ قلت في كتابك العزيز “فانها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور” , “ أرأيت من اتخذ الهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا.”
” أولئك كالأنعام بل هم أضل سبيلا ”

………..

أشربت قلوب هؤلاء بالباطل وكسا الران القلوب , كأنهم لم يقرأوا قوله عز وجل “ ألم تر الي الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الي الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به , ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا . واذا قيل لهم تعالوا الي ما أنزل الله والي الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا.” ………….ألا ينعكس هذا علي أهل الانقلاب و من يؤيدهم !! , مثل حزب النور وغيره من مشايخ السلطان ؟
اشتروا بعهد الله ثمنا قليلا و ضلوا عن سبيله , و تجد آيات النفاق من خلال القرآن تتحدث عنهم تفصيلا
” و اتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين . و لو شئنا لرفعناه بها و لكنه أخلد الي الأرض و اتبع هواه , فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث , ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا , فاقصص القصص لعلهم يتفكرون “.
“ و يقولون آمنا بالله و بالرسول و أطعنا ثم يتولي فريق منهم من بعد ذلك , و ما أولئك بالمؤمنين .و اذا دعوا الي الله و رسوله ليحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون ” .
” لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم ……” الآية .
” يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصاري أولياء . بعضهم أولياء بعض , و من يتولهم منكم فانه منهم , ان الله لا يهدي القوم الظالمين “.
” أفرأيت من اتخذ الهه هواه و أضله الله علي علم و ختم علي سمعه و قلبه و جعل علي بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله , أفلا تذكرون “.
أولئك نافقوا و فسقوا عن الايمان , و ما لهم من توبة الا اظهار الحق …” ” ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار و لن تجد لهم نصيرا . الا الذين تابوا و أصلحوا و اعتصموا بالله و أخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين , و سوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما “.

عندما نري حال أولئك القوم نشعر ونستشعر هذه الآية الكريمة ” الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ” , وفضل الله علينا أن أرانا الحق حقا و أن جنبنا تلك الفتنة , ” ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا , أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم , لهم في الدنيا خزي , ولهم في الآخرة عذاب عظيم.”

أولئك أصبح بغض الاخوان والاسلام هو العدسة التي يرون من خلالها , وأصبح هذا البغض هو المحرك لأفكارهم وتوجهاتهم وقناعاتهم بل وانتماءاتهم للأسف , فما عاد يؤرقهم و لا يخيفهم موالاة وحب أهل الباطل علي اختلاف انتماءاتهم و توجهاتهم , و معاداة و بغض أهل المعروف و لو كانوا علي حق ….يوالون أعداء الله من اليهود و غيرهم و يحادون أهل التقوي و الايمان و من يجاهد في سبيل الله , و ما حرب غزة منا ببعيد .
 المنافقين و المنافقات بعضهم من بعض , يأمرون بالمنكر و ينهون عن المعروف و يقبضون أيديهم , نسوا الله فنسيهم , ان المنافقين هم الفاسقون “.
و ذلك يفسر اشتمال هذه الفئة المؤيدة للانقلاب علي النصاري , و مشايخ السوء , و الفنانين و الراقصات و قضاة الظلم و رجال الأمن و المخابرات و رجال الاعلام و رجال الأعمال و رجال الشرطة و البلطجية و كل من باتت آيات النفاق ظاهرة في تصرفاته و انتماءاته و توجهاته و قناعاته …

نسأل الله السلامة .
هذه الفئات ما عارضت الاخوان و لا الرئيس الشرعي و لا بغضت ( الاسلام و تعاليمه ) , و لا أيدت الانقلاب الا لتصورها أن هذا الأمر سوف يحد من أهوائهم و فسدهم و غيهم و خيانتهم و سرقاتهم لمقدرات الوطن .
و يفسر ذلك أيضا استجابة هذه الفئات لدعوة ” احنا شعب و انتو شعب ” , فأصبحوا ينادون بالاسلام الوسطي الذي يناسب أهواءهم , تؤم فيه المرأة و يصلي الرجل بجانب المرأة و يصبح حب الوطن و الجهاد أغاني و ما أكثرها عندهم , و نجد هذه الممثلة تستعد لتأليف كتاب عن الاسلام الوسطي , بل و نجد من يؤازرها من مشايخ السلطان ..فصدق فيهم قول الله عز و جل ” و اذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء , ألا انهم هم السفهاء و لكن لا يعلمون “.
عندما نضع كل ما سبق في الحسبان , لن نتعجب أن نري من أولئك ( العلماء !!) من يحلل الخمر , و من يقول أن الراقصة شهيدة , و أن قتل الاخوان و مؤيدي الشرعية قربي الي الله فهم ( منتنين !) , و من يفتي بدفع جنيه لأمه مصر كل يوم فيكون كمن جهز غزوا مع الرسول عليه الصلاة و السلام !!!
و اذا كان ذلك حال علماء قرأوا العقيدة في الكتب , فما بالكم من أشرب قلبه النفاق و لا يعلم شيئا عن العقيدة , كحال رجال الأعمال و البلطجية و قافلة اعلام الدجال و أهل المجون و الفن و رجال الأمن و الشرطة و للأسف الكثير من الجيش ….

خير أجناد الأرض !!!
الخلاصة :
======
يجب وضع هذين السببين كتشخيص حال مؤيدي الانقلاب في الحسبان عند التعامل أو مناقشة أحد منهم . فأما مرض العقيدة فحله أيسر بايضاح حقيقة الولاء و البراء و الحب في الله و البغض في الله , فنحن كمؤيدين للشرعية لا نؤيد الفصائل الاسلامية أو الاخوان أو الرئيس الشرعي لهوي شخصي , و انما لأن مناصرة أهل الحق و حبهم من أوثق عري الايمان . و أما السبب الثاني !!! فالقلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن قلبهما كيف يشاء , و نسأل لمن نهتم لأمره منهم الهداية .
و علاج هذين المرضين في الأساس يقوم علي أمرين , ما دامت كل الأحداث و الفضائح و الفشل تلو الفشل في ادارة شئون البلاد لم تحرك لهم ساكنا و لم تعمل لهم عقلا , و عميت عليهم الحقيقة الواضحة وضوح الشمس :
1 – اصلاح العقيدة .
2 – اعمال العقل .
و الطامة الكبري أن يجتمع فساد العقيدة مع النفاق في المرء , أولئك لا تجدي معهم مناقشات و لا وسائل اقناع , و ليس لها من دون الله كاشفة ..

أخيرا لا يسعنا الا أن نقول يامقلب القلوب ثبت قلوبنا علي دينك , وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.………….وان شاء الله وأقسم بالله فان النصر علي الأبواب فلا تنسوا أهم سلاح لدينا ألا وهو الدعاء وأكثروا من قول ” حسبنا الله ونعم الوكيل” ولتفسير هذا الدعاء مقام قد بيناه من قبل في مقالات سابقة , و من قول “ لا حول و لا قوة الا بالله“.
و توجب علينا انتهاج النهج الرباني كما بينه الله لنا من سياق قصة موسي و فرعون , كطريق يسلكه المستضعفين في الأرض من أهل الحق , كما بيناه كاملا في مقال ( موسي و فرعون و عباد العجل ..الجزء الثاني ) .
فائدة هامة :
=======
مما سبق تتضح فائدة هامة يجب أن تكون في الحسبان لدي أولي الأمر بعد اندحار الانفلاب و انكشاف الغمة قريبا ان شاء الله , فائدة لابد أن تكون لها الأولوية ألا و هي اصلاح العقيدة , التي أفسدها اعلام الدجال علي مدي أكثر من ستين عاما , مستعينين بالله , عن طريق اصلاح الاعلام و وضع الخطط الاعلامية لذلك ( يرجي قراءة مقال أصحاب الأخدود و اعلام الدجال …تظهر فيه أهمية الاعلام و دوره في الافساد أو الاصلاح ) , و اصلاح الأزهر ليكون رجاله سندا لأولي الأمر يهزون المنابر كما دأبناهم و يعود للأزهر الشريف دوره التاريخي .
فلا يمكن اصلاح الجبهة الداخلية و اصلاح الجيش الا من خلال اصلاح العقيدة لمواجهة العدو الصهيوني … العدو الحقيقي في سبيل تحرير الأقصي ..ذاك الحلم الذي نتوق اليه ( يرجي قراءة مقال من بدر الي القدس عبر غزة و الذي تظهر فيه أهمية العقيدة لمجابهة أعداء الاسلام ) كما أرسي قواعدها رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام .

أود أن أضيف أنه في الكثير من الأحيان ما تتقاطع المصالح الشخصية مع هذين السببين , لتخلق حالة من العداء لكل ما هو اسلامي , لتجرف معها أي قيم أو مثل أو أخلاق ليصبحوا وبحق من جند الشيطان “ أولئك هم حزب الشيطان
و الله غالب علي أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون “
“ بل نقذف بالحق علي الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق , و لكم الويل مما تصفون “.
و استبشروا خيرا علي مشارف رمضان ان شاء الله. “..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق