تصويبات فكرية منهجية
إن سوية جدلية العلاقة بين الأمة وفلسطين تقضي بتحقق انضباط دور الأمة عبر قيامها بواجب تحرير فلسطين وأقصى المسلمين، كما تقضي بانضباط فلسطين بتحقيق النفع والرفد وتعزيز تماسك الأمة.
وإن المعاين اليوم لجدلية العلاقة القائمة بين الأمة وفلسطين يرى اعتلالا واضحا في كلتيهما !
فلا الأمة تقوم بواجب الوقت نحو فلسطين وأقصى المسلمين كما يجب عليها ، ولا فلسطين تنضبط بمسار قويم يرفد الأمة ويوحد صفوفها ويعزز مسيرتها الصائبة !
ورغم مشاهد الخير والغيرة العالية عند شعوب الأمة العربية والإسلامية، إلا أن معركة طوفان الأقصى كشفت عن خور وضعف مريع عند شعوب الأمة وحركاتها رغم حضور عواطفها ، كما كشفت عن اعتلال في المسار الفلسطيني السياسي من خلال تحالفات خاطئة أقامها مع أعداء الأمة، وهي تحالفات سياسية أوجدت فجوة حقيقية في الأمة وأضعفت تماسكها ووحدتها كما أحدثت اضطرابا عرقل وعقد دورها !
إن المراجعة الحقيقية المطلوبة من العلماء الربانيين الواعين والمهمومين بقضايا الأمة والمشتغلين بالشأن العام هي :
1/ قراءة واقع الأمة والوقوف على جوانب الضعف السياسي والاجتماعي والاقتصادي التي تسبب قصور دورها وغياب فاعليتها في التغيير، وذلك بغية اصلاح حالها وتفعيل دورها .
2/ قراءة الواقع والتجربة الفلسطينية، والوقوف على جوانب الخلل الفكري والمنهجي الذي أدى للانحراف السياسي وإقامة تحالفات تضر بعموم الأمة، حتى وإن جلبت بعض المنافع الجزئية .
أسأل الله أن يفتح على علمائنا في أسبوع القدس العالمي 1445 هجرية، فتكون لهم بصمات في تصحيح المسار وتقويم العلاقة العليلة بين الأصل والفرع (الأمة وفلسطين) ، وبين السياسي والشرعي غير المنسجمين حاليا في بلورة مسار التغيير.
مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 29/1/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق