الدرة
(( إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ، إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ ))
الامام الشافعي
الجمعة، 26 يناير 2024
غزة بعين نازحة .. ما لا يصلك عبر قنوات الأخبار
غزة بعين نازحة .. ما لا يصلك عبر قنوات الأخبار
فريق وصل
|
تحدثنا “خلود”[1] النازحة في غزة، عن واقع القطاع تحت وطأة الحرب والحصار، تحدثنا بلغتها العفوية، عن ما عايشته وعاينته بنفسها، وفي ذلك شهادة مهمة تعرفنا عن الجانب الذي لا تنقله جميع القنوات أو يخفى عن كثير من القنوات.
سنترك خلود تحدثنا بانسياب أفكارها، لنرى الواقع المرير الذي يعيشه أهل غزة، لعل في ذلك رسالة لكل من يهمه الأمر، أو يمكنه التأثير فيه.
مشاهدات من أرض الواقع
“خرجت اليوم بين مخيمات النازحين، وقد استأت جدا من مناظر النساء، ولعل أكثر ما أصابني بالإحباط خروج النساء بلباس الصلاة الذي لا يوفر حد الستر الكامل للمرأة، لأن النساء يفتقدن كل شيء هنا..!
ثم مشاهد قلة النظافة ظاهرة بيّنة على الناس. فمشاهدة الأقدام المتسخة أمر أصبح اعتياديا في غزة، وحال البعض لا يمكن وصفه، إنه مؤلم جدا”.
“إننا نقضي يومنا في انشغال، من عمل إلى عمل، فكل تفصيل يستغرق وقتا في يومنا، لم يعد هنا أمر سهل، فكل شي يتطلب منا جهدا ووقتا طويلا، حتى في تفاصيل العناية الشخصية لم يعد الأمر سهلا.
فالمرأة تلبس كل اليوم الحجاب، وكم يمر من الوقت حتى يمكنني أن أنتبه لتمشيط الشعر أو غسله.
لقد عرفت قيمة الصلاة في هذه المحنة، فالحمد لله أننا نتوضأ لكل صلاة، والمياه متوفرة للوضوء. وأقول: لولا الوضوء لا أدري كيف كان سيكون حالنا!.
فليس لدينا حرية الاستحمام، وليس ترفا نجده كل الوقت، بل لم يعد خيارا ممكنا في أغلب الوقت، من جهة لحرصنا على توفير الماء للأساسيات ومن جهة أخرى لشدة البرد والازدحام”.
“من يشاهد غزة كيف تحولت لركام أنقاض، وكيف انعكس الحقد الصهيوني عليها بفساد في الأرض عظيم، يدرك أن إعادة إعمارها مهمة مستعصية، وقتا وتكلفة، وما دام هناك قصف، فلا نحلم بذلك قريبا”.
“أستطيع أن أصف غزة بقول:”كل شيء فقد أهليته”. وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
“وتحت هذا الضغط النفسي والكارثي تعيش الأسر التي قد ينفد صبرها لأتفه الأسباب، والتجلد أضحى أمنية وحلا منشودا كي نتمكن من الصمود والتعايش مع الوضع المرير”.
“لقد أصبح الطعام عندنا يعتمد بشكل أساسي على البقوليات، كالعدس، وهي تصلنا معلبة، وكذلك المعكرونة، هذا أكثر ما يمكننا تناوله طوال أيام الأسبوع وحين نبحث لا نجد غيرها”.
“والمؤسف أن كل ما نريد أن نشتريه، نجده بأسعار خيالية، فضلا أن عليك الوقوف في طابور طويل حتى يأتي دورك لتحصل عليه”.
الحكومة والعقبات!
“ومما يزيد الطين بلة الحكومة في غزة، وسأقولها بكل صراحة، سياساتها تضايق النازحين بشدة والتي منها سوء المعاملة التي تصل لحد الضرب والتعنيف، لأسباب تافهة، وتفشي ظاهرة ما نسميه “فيتامين واو” أي الواسطة. فإن لم يكن لك واسطة فأنت المحروم، والواسطة مفهوم واسع من التفضيل بين الناس الذي قد يكون لمجرد مظهرك الخارجي”.
“من الصعب أن أصف مشاعري في كلمات ..
اليوم كنا في طابور طويل أمام المخبز، ونحن نرى المحسوبية والواسطة في تمرير الناس، وتفضيل البعض على الآخر. من رجال شرطة، ظاهرهم السمت الإسلامي. لكن ترافقه قسوة شديدة في المعاملة وسوء أدب، لقد بت أخشى بطشهم لأدنى سوء فهم. وكم كان مزعجا أن يتم تقديم المتأخر عنك لوساطته! وأنت في الطابور منذ وقت طويل تنتظر دورك”.
غلاء وازدحام وشدة
“ثم الأسعار عالية جدا بشكل خيالي، تصل إلى سبع أضعاف السعر الأصلي.
فمثلا 5 شيكل (1.33 دولار)، كنت أشتري بها العديد من الأشياء الجميلة والطيبة للأطفال. أما الآن، فلا تأتي بشيء يستحق”.
“بل حتى الأكياس التي نتسوق بها أصبحنا نشتريها بثمن مرتفع لم نعهده.
والكثير من الباعة يعطوننا البضاعة بدون كيس.
وإذا احتجت له فعليك أن تدفع ثمنه”.
“أما أسعار الإيجارات فلا يمكن أن توصف، إنها خيالية، والناس باتت تنشد الخيم أكثر من الإيجارات”.
“كل هذه التفاصيل وسط ازدحام سكاني فظيع وكثافة سكانية لم نعتد عليها ولا يمكن وصفها”.
“اليوم يوجد في رفح خيم في كل مكان، وحتى الحمامات يحتاج الناس لدخولها إلى الوقوف في الدور والطابور!”.
“وهناك نوع معاناة آخر لابد أن أذكره، إنها معاناة شحن الجوالات والبطاريات التي نستخدمها للمصابيح في الإنارة الليلية لانعدام الكهرباء.
والتي يتم شحنها من خلال الطاقة الشمسية. فنحن نبحث عمن يملك مصدر طاقة شمسية كي يوفر لنا الشحن، ومن الناس من يحب المساعدة والخير، فيشحن لنا بدون مقابل، ولكن هناك أيضا من يطلب مقابلا للأسف، وهذه تكاليف مرهقة لنا”.
“مؤخرا فتحت المخابز من جديد، بعد توفر كمية قليلة من الوقود، لكن لا يزال خبز البيت سيد المائدة الغزاوية، فالنساء يخبزن خبز الصاج على الحطب أو على قدر الفحم أو في فرن الطين الذي أصبح متداولا.
وكل هذه الطرق تستغرق وقتا وجهدا كبيرا لم نكن نعهده.
فضلا عن أنها مكلفة أيضا، فسعر الفحم والحطب أصبح مكلفا، وأسعارهما عالية، ما يضطر الناس إلى استخدام الملابس والأكياس وأنابيب الماء والبلاستك وكل ما تقع عليه أيديهم لإحراقه.
ونشاهدهم وهم يجولون الطرقات لجمع ما تيسر لهم لاستخدامه كوقود في النار.
وللأسف لذلك تداعيات على الجهاز التنفسي، فهي سموم تحترق”.
“واليوم نفتقد بشدة وسائل النقل فأكثر السيارات توقفت عن العمل، بسبب أن البنزين مكلف جدا جدا، وبقيت في الخدمة سيارات تعمل على زيت القلي، فضلا عن العربات التي تجرها الحمير والأخيرة أضحت أفضل الوسائل المتوفرة”.
“نفتقد بشدة النظافة العامة للشوارع والأماكن، فهي معدومة، وكذلك حال الناس”.
“وبالنسبة لخدمة الإنترنت القلة القليلة جدا من الناس لديهم شبكاتهم للاتصال الخاصة، وهي تنقطع كل مرة، والغالبية يستخدمون بطاقات، بشيكل، يمكن استخدامها عند الحاجة، ويسمى عندنا بـ “نت الشوارع”، لأنها الوحيدة التي لم يصبها داء الغلاء.
والحمد لله فهي تبقى تعمل حتى عند انقطاع الاتصال”.
ضيق المعيشة والبحث عن مخرج
“لقد لجأ الناس لكل الأفكار الممكنة لتخفيف الأزمة المعيشية، والاسترزاق، فنجد من يخبز الخبز ويبيعه، ومن يخبز المعجنات ويبيعها أيضا، وكذلك الحلويات مما يتيسر، والعصير وحتى الملابس القديمة التي يعاد بيعها على رداءتها”.
“الحديث عن وجبة تحتوي اللحوم هذا حلم وخيال، لأنها وجبات ملوكية جدا في غزة اليوم. فكيلوغرام من اللحمة يصل سعره لـ 100 شيكل (26.57 دولار). وقد كان سعره في الأيام العادية 40 شيكل (10.63 دولار) طازجا. وإن كان مجمدا فهو أرخص.
وكان الناس يشترون اللحم كل يوم جمعة، لكن اليوم أصبح أكل اللحوم ترفا لا يقدر عليه الكثير من أهل غزة بسبب الغلاء ثم الاكتضاض، فالعوائل مزدحمة. وأسرة واحدة لا يمكنها توفير كل شيء”.
“ومع ذلك يقدم أهل غزة بالمقابل نماذج عن ثباتهم وحسن ظنهم بالله تعالى، فنرى إعلانات زواج، وأفراحا ومظاهر الاحتفال والزينة المعتادة، فالحياة مستمرة رغم الحرب..!”.
امتحان للإيمان وتمحيص
“عن نفسي فإني وجدت أفضل شيء لي أن أجلس في البيت وأشاهد الصورة المشرقة التي يروج لها الإعلام عن غزة وصمودها، وأمجد غزة وأهلها.
لكي أهرب من مشاهد مخيمات النزوح وواقع أهلها المؤلم، وأنا في الحقيقة لا أنكر أبدا وجود الناس الخيرة الشجاعة الصامدة، لكن مع ذلك الناس في كرب عظيم والتفاعل معه متباين بحسب درجات الإيمان واليقين. نسأل الله تعالى الثبات.
ففي غزة من ينظر للمشاهد بعين المرابط الذي يبتغي الأجر من الله تعالى ومنهم من لا يدري ما يقول أو يشعر..
كما قال أحدهم: “أعود متعب العينين من رؤية الدنيا التّي لا تتغير..!”.
“للأسف، الحروب تمحص الناس، والواقع الغزي مرير جدا وامتحان شديد جدا، وحسبنا الله ونعم الوكيل. لقد رأينا من يسب الله تعالى والدين وينهار والعياذ بالله، ومن يموت ساجدا لله أو رافعا سبابته، فهذ امتحان عظيم للإيمان، وكلّ وما قدم لخاتمته ولأيام العسرة والكرب”.
“لقد نظرنا في سيرة من صمد فرأينا سيرته حسنة مباركة، وأما من انتكس أو فجر، فوجدناه مقصرا وعلى طريقته ماضيا، في السلم والحرب في الاستقرار والكرب، ولا شك أن هناك من اتعظ واتقى”.
“ومع أننا نقضي يومنا في مشاهد مشاهد الحرب والقتل والتجويع وأشكال المآسي الفتاكة، إلا أن هناك نفوسا لم تتغير ولم تتب لله تعالى، إنه شيء يجعلني أتفكر كثيرا ..
“فللأسف مع كل هذا المصاب لا نزال نرى بعض النساء يخرجن بكامل تبرجهن، وهذا مما يعجب له المرء!
فلو تجاوزنا الفرض والواجب في الإسلام، حق لنا أن نتساءل، من أين لمثل هذه النساء الوقت والمزاج للتزين ووضع المساحيق قبل الخروج ورائحة الموت تملأ المكان! نسأل الله لنا ولهن الهداية”.
“ثم الاستغلال لا يزال والجشع والواسطات التي يرافقها ظلم عظيم، وكم من المظاهر التي كانت منتقدة قبل الحرب استمرت بعدها بل بشكل أفظع. ما يزيد من معاناة الناس.
وهنا نستحضر حقيقة أن الله يزغ بالسلطان ما لا يزغ بالقرآن، ففي غزة شرح لهذه المعاني بأوضح ما يكون”.
“لقد كرهت كل ما يسلب من الإنسان كرامته أو أسباب العيش حياة كريمة، لقد وصلنا مرحلة صعبة جدا، حملنا آثارها في أنفسنا وتفاصيل حياتنا، لن ننساها طويلا جدا”.
مطرقة وسندان
“واليوم كل من يظهر مظاهر الالتزام، أو بعضها، يتم تصنيفه! وكأن الإسلام لا يؤخذ من القرآن والسنة بل أضحى حكرا على أسماء الجماعات وتصنيفاتها..! وهذه غربة فتاكة أخرى”!
“بل نحن نعيش أسوأ حقبة من حيث تبديل المسميات والتدليس، ولا يوجد أي جماعة على وجه الأرض تمثل الدين الحقّ بشكل كامل ومطلق! فكلّ له مساوئ وعيوب وأخطاء كما له إنجازات وحسنات، والله يتقبّل من الصالحين ويكثرهم”.
وأكثر ما يؤلمني أن أرى أحدهم في مكان بعيد من العالم الإسلامي يتقحم خوض نقاشات وقتال على “هبل”، ومعلومات وهمية، عنده من صاحب حساب على موقع افتراضي!
بدل أن يسمع بنفسه من أفواه الشعب في غزة، الشعب المسكين الذي يعرف ما يجري حوله!”.
“والله منذ ابتعدنا عن جوهر الدين والإقبال على القرآن كما يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، صارت أجوافنا فارغة، وقلوبنا قاسية تجاه ربنا تعالى وتجاه بعضنا البعض بل وتجاه كل شيء من حولنا، لقد تعودنا على الاستهانة بكل شيء، الاستهانة بالحقوق والاستهانة بواجب الصدق والاستهانة بأهمية التقوى والقول بعلم وعدل”.
“وهذا ليس ذنب الشعب لوحده… بل كل من يريد تصدير نسخة عن الدين في قوالب توافق هواه بينما الناس تذبح!
فمن كان لديه خيرا فليقله أو ليصمت. فالحال صعب جدا”.
المساعدات لا تصل المكان الأولى
“ومما يجب التنبيه عليه أن الكثير من المساعدات المؤسساتية والدولية مكدسة في المستودعات ولم تصل بعد المتضررين من النازحين.
وبعضها قد فسدت لانتهاء الصلاحية أو لسوء ظروف التخزين.
وهذا أمر رصد حتى في المستشفيات، التي حرم من المساعدات الموجه إليها حتى الموظفون الذي يصلون الليل والنهار في كبد، لسد ثغر التطبيب والنجدة، هناك سوء إدارة عظيم واستهانة بأحوال الناس، فضلا عن تجاوزات في نهب المساعدات وبيعها من جديد بأسعار باهظة من المتسلقين والجشعين. كل هذا قد أدى في بعض الأحيان إلى مشاهد مؤذية جدا وحالات قتل”.
ولا أدري حقا لماذا تكدس المساعدات، والناس تموت جوعا، متى سيتم توزيعها ولماذا كل هذا الانتظار”.
“والحمد لله المساعدات الإنسانية تدخل بشكل منتظم ولا يستلمها إلا أصحاب النفوذ والعاملون عليها أما المُهجَّرون من بيوتهم الذين خرجوا بالقليل من الملابس والمال وبلا مأوى يشترون بعض الأطعمة والماء الذي دخل في المساعدات بأضعاف ثمنها في الأسواق، هذه الحقيقة التي يجب أن يسمعها الجميع.
“لقد سمعنا أن المساعدات فيها ملابس وأغطية وفرشات ولم نرها إلا في الأسواق، سمعنا أن المساعدات فيها الكثير من المعلبات والأطعمة المختلفة ولم نرها إلا في الأسواق.
سمعنا أن المساعدات فيها تمور مختلفة بجودات مختلفة ولم نرها إلا في الأسواق.
سمعنا أن بعض المشردين في الخيم استلموا من الأنروا إسما وليس فعلا فرشات للنوم وأغطية للتدفئه ثم تباع في الأسواق ولم تسلم لأصحابها.
سمعنا أن المساعدات فيها خيم مجانية لإيواء المحتاجين وتم تسليمها على حسب الواسطة والمحسوبية ومنها تباع في الأسواق على حسب جودة الخيمة من 300 إلى 800 دولار ولن يشتريها إلا المقتدر ولا يبيعها إلا المكتفي أما المحتاج فليفترش الأرض ويلتحف السماء”.
” ولو أراد الفقير عمل خيمة لنفسه من الخشب والنايلون يستر بها عائلته من الريح والمطر وأعين الناس يجد غلاء فاحشا في الأسعار وصل لحد الفجور فكنا ننشئ الخيمة الممتازة من الخشب والنايلون بـ 110 دولار، اليوم الخيمة الرديئة من أسوأ وأضعف أنواع الخشب والنيلون تكلف 300 دولار”.
“أما الغاز فيتم تسجيل إسمك بعد عناء أيام وعراك مع من هم مثلك محتاجون ثم تنتظر فتجد اسمك بعد آلاف الأسماء ومن ضمنهم أسماء كثيرة مسلسلة بالعائلات كاملة أمامك ثم يأتي دورك فتذهب بعد عراك ثانٍ تدفع ثمن نصف جرة 6 ك تأخذ ورقة وتنتظر مرة أخرى لأيام ثم تذهب لتستلم الغاز الذي دفعت ثمنه من مالك وجهدك وكرامتك وأنت تقاتل من أجل أهل بيتك فتجد الأبواب فُتحت على مصراعيها ولا تستلم، فهذه لم تفتح لي ولك وإنما لسيارتين أو ثلاثة تدخل أمامك بكل عنجهية تملأ جرات الغاز كاملة 12 ك دون معاناة ولا دفع مال ولا جهد ثم يخرجون وتغلق الأبواب ويقال لك اكتفينا من تعبئة الغاز لهذا اليوم ولا تعليق”.
” ولا أنكر وجود الشرفاء الذين يعملون لله تعالى ويجتهدون لمساعدة الناس تحت راية ما أو جهة ما أو عمل فردي ولكنهم لا ولن يستطيعوا تغطية حاجة كل محتاج لأن الأمر أكبر وأعظم مما يتخيل كل واحد منا، الأمر هو عبارة عن كارثة حقيقية ولا يقدر عليها القليل من الناس بل هو يحتاج لتكاتف وتعاون عل مدار الساعة من الجميع حتى يغطوا كل المناطق ويصلوا لكل محتاج ولو بالقليل، وهذا لن يتم بسبب بيع المساعدات بأنواعها وأشكالها ومحاربة الناس في قوتهم ولن يتم رغم حاجة الناس لها.”
“فمن المسؤول عن بيع المساعدات في المزاد العلني؟ ومن المسؤول عن ارتفاع أسعار الخشب والنايلون؟ ومن المسؤول عن ارتفاع أسعار اللحوم والخضروات والمعلبات؟ من المسؤول عن ارتفع سعر الملابس؟ ومن المسؤل عن اختفاء السلع وظهورها؟ من المسؤول عن زيادة الأسعار بأضعاف ثمنها؟.”
“حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من تسبب في معاناة الناس وحاربهم في أمنهم وأمانه وراحتهم وقوتهم ودفئهم وحسبنا الله في كل من شاهد ما يحصل وباستطاعته التدخل ووقف متفرجا وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل من تاجر بنا وعلينا”.
وفي الختام ..
“الوضع ازداد سوءًا، فهاهم حاصروا المواصي، في المنطقة ذات الكثافة العالية من النازحين، على أساس أنها منطقة آمنة، وللأسف لقد نزح الجميع ولا ندر ي ما ينتظرنا”.
“لقد اجتمع على أهل غزة، الخوف والجوع والبرد والخذلان والغلاء وقلة المساعدات والفواجع!”
“غزة باختصار رجعت عقودا إلى الخلف، ولن تنسى جراحاتها وخسائرها عمرا طويلا .. مع مصير مجهول، وخوف في الأفق من تقدم الدبابات الصهيونية .. ليس لنا إلا السماء، ويا رب!”
لا تحزنوا على الشهداء فقد ارتقوا وارتاحوا، ولكن اسألوا الله الثبات والفرج لمن بقي حيا يتنفس ويتعايش مع كل هذا الكمّ من التعقيدات والتناقضات والفتن والابتلاءات ..
“نحن بحاجة ماسة للدعاء أن يربط الله على قلوبنا ولا يحرمنا أجر الصبر وييسر لنا رفع الكرب ويسخر لنا القوي الأمين، فلا تنسونا من صالح دعائكم”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق