“الصهاينة وحبل الناس”
د. عز الدين الكومي
أخبر الله تعالى عن اليهود بقوله:(ضُرِبَتۡ عَلَیۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَیۡنَ مَا ثُقِفُوۤا۟ إِلَّا بِحَبۡلࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبۡلࣲ مِّنَ ٱلنَّاسِ..)أل عمران-112.
وبالرغم من أن عصر اليهود الذهبي كان في ذمة المسلمين في الأندلس وغيرها من بلاد المسلمين،إلا أنهم وبعد هجرتهم من الأندلس هرباً من ظلم الأسبان ولجوئهم إلى الدولة العثمانية فإنهم لم يتخلوا عن عادتهم في الغدر والخيانة،فقاموا بالتآمر لإسقاط الخلافة الإسلامية بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا وغيرهما!
وبما أنهم لا بد من اعتمادهم على حبال الناس بعد أن انقطع عنهم حبل الله لتنكبهم صراطه المستقيم.. فإنهم يتشبثون اليوم بحبال أمريكا وأوروبا وغيرهم إضافة إلى حبال صهاينة العرب لتحقيق مصالحهم المتبادلة لتنفيذ مخططاتهم لتمزيق لتحقيق حلمهم بالقضاء على الوحدة الإسلامية .
وبعد أن صدر وعد بلفور بمنح فلسطين كوطن قومي لليهود ظل الحبل الإنجليزي ممتداً لليهود إلى يومنا هذا حتى وإن كان ضعيفاً!! .
ولكن عندما شعراليهود بضعف الحبل الأوروبي في وقت من الأوقات قاموا على الفوربالسعي لتأمين حبل آخرهو الحبل الأمريكي،الذي يعد من أقوى الحبال البشرية في الوقت الراهن حيث يقدم لليهود كل ما يطلبون من المال والسلاح والتأييد وتوفير الغطاء السياسي لهم في المجتمع الدولي .ولا يمكن أن نغفل الحبل السوفيتي الشيوعي الذي كان يظهرمودته للعرب والمسلمين، ولكن حرص على مد الكيان الصهيوني بموجات من يهود روسيا وأوروبا الشرقية.
ويجب علينا ونحن نتحدث عن حبال الناس الممتدة لليهودألا ننسى الحبال الممتدة لهم من زعماء كانوا يظهرون العداء للكيان الصهيوني ، وظلوا لعقود يتاجرون بالقضية الفلسطينية إلى أن عرَّتهم طوفان الأقصى .
وتكمن أهمية الحبال العربية للصهاينة،أنها هي التي تحمي حدود الكيان الصهيوني وبعضها يشارك في حصار الفلسطينيين لخنقهم وقتلهم.
وبفضل هذه الحبال الممدودة لليهود استطاعوا أن يتحكموا في القرار الأمريكي والبريطاني، ويتعاملون مع رؤساء هذه البلاد باعتبارها دُمىً يمكن تحريكها كيفما شاؤوا من خلال اللوبي الصهيوني.
بل إن المرشحين للرئاسة الأمريكية لايمكن لأحدهم الوصول لسدة الحكم ما لم يعلن عن دعمه المطلق للكيان الصهيوني اللقيط .
فها هو المرشح الديمقراطي لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي”ناصر بيضون” يقول:- “لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)
هي من تسيطر على الكونجرس الأمريكي ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أكثر نفوذا في الولايات المتحدة من الرئيس بايدن نفسه”!.
ومع كل ذلك تظل هذه الحبال أوهى من خيوط العنكبوت،ونحن على يقين من أنها ستقطع حتماً كما قطع عنهم حبل الله تعالى .
ولما كان وجود اليهود مرهون بتلك الحبال فسينهار كيانهم حتماً عندما تنقطع هذه الحبال!
وكان الكاتب الصهيوني”جدعون ليڤي” قد قال:”نلاحظ الآن الاستمرار في دعم إسرائيل وتزويدها وتمويلها وتسليحها واستخدام الفيتو لأجلها في مجلس الأمن بطريقة آلية عندما تُنتقد، فإسرائيل تعلمت بالتالى أنها تستطيع القيام بما يحلو لها، لأن الأمريكان سيستمرون في دعمها ، أنا لست واثقاً من بقاء هذا التأييد إلى الأبد ،
فهناك جيل جديد وخاصة في الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية ، وإسرائيل عليها أن تكون قلقة جداً من هذا الجيل القادم ، لأن الأصوات هنالك مختلفة تماماً بما في ذلك بين الجالية اليهودية ، أو حتى جزء من الجالية اليهودية،هنالك جيل جديد سوف يبدأ بطرح السؤال:أين تذهب أموال دافعي الضرائب؟ وهل إسرائيل دولة تستحق هذا القدر من المال والدعم من والولايات المتحدة الأمريكية؟ ومن دون أن تصغي إلى نصيحتنا؟ أظن أن هذه الأيام صارت أقرب من أي وقت مضى ، وبايدن سيكون آخر رئيس أمريكي من المدرسة القديمة التي تدعم إسرائيل آلياً” .
ولكن علينا أن نفهم أن قطع هذه الحبال الممتدة للصهاينة لن يحدث بمجرد الأمنيات وأحلام اليقظة ، ولكن لابد من رجال يتربون على مبادئ الإسلام ، وعلى كتاب الله وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم- كما هو مشاهد اليوم في غزة ، وأصبح ما وقع للصهاينة في معركة طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر 2023 خير شاهد على ذلك !! .
فبالرغم من قوة اليهود في فلسطين ، وبالرغم من الدعم المطلق من خلال الحبال الممتدة لهم من هنا وهناك .. إلا أن المقاومة الفلسطينية استطاعت بفضل الله يوم السابع من أكتوبر 2023 وما بعده أن تذيق الكيان الصهيوني الأمرَّين قتلاً وأسراً وغنائم ، حتى أن الغرب الصليبي وأمريكا ومعها كندا جن جنونهم وأقاموا الجسور الجوية لمد الصهاينة بمختلف أنواع العتاد العسكري، وهرعوا كلهم لزيارة الكيان وإعلان مساندته والوقوف بجانبه.
ومع ذلك لم يتمكنوا من تحقيق أي انتصارعلى المقاومة ، اللهم إلا هدم المستشفيات والجامعات والمدارس والمساجد وقتل الأطفال والنساء تحت سمع وبصر العالم ، وكل يوم توافينا الأخبار وباعتراف الكيان الصهيوني عن عدد القتلى والجرحى والمعاقين والمرضى النفسيين!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق