غزة تعيد “جلاوي” للبرلمان مجدداً
غزة تعيد “جلاوي” للبرلمان مجدداً
د. عز الدين الكومي
“جورج جلاوي” النائب البريطاني السابق والعائد للبرلمان من جديد بعد تفوقه على مرشح مستقل ومرشح الحزب الحاكم.
“جلاوى” صاحب التصريحات القوية الذى قال:لو قال لي أحدهم قبل أشهر أن دولة مدعية للحداثة ستفلت بجريمة ذبح أكثر من 10 آلاف طفل في 10 أسابيع، ومع ذلك ستحظى بدعم كبير من حكومات الغرب وتغطية إعلامية شاملة، ما كنت لأصدق ذلك بأي حال من الأحوال في هذا العالم القاسي”.
ومن تصريحاته القوية التى فضحت الكيان الصهيونى؛ قال: الحكومة الإسرائيلية تسحب اتهاماتها ضد فلسطين حيث تراجعت إسرائيل عن اتهامات الاغتصاب الباطلة في 7 أكتوبر في الأصل تم قطع رؤوس 40 طفلاً، والآن قُتل طفل واحد فقط. سبب وفاة الطفل غير واضحة، الرأس لم يتم قطعه. ثلثا الإسرائيليين الذين قُتلوا في 7 أكتوبر كانوا عسكريين
وقتل الجيش الإسرائيلي بعض المدنيين المتبقين. يجب محاسبة من ينشر معلومات مضللة. والدعاية الكاذبة تسبب سفك الدماء ويجب أن تنتهي.
المؤثرون الذين ينشرون الأكاذيب يؤججون الصراع.
الحقيقة والعدالة ضرورية للسلام فى المنطقة.
بعد هذه التصريحات سيقوم الذباب الإلكتروني على الفور باتهام “جورج جلاوي” بأنه إخونجي- مسؤول شعبة لندن – كما كان “جون ماكين”مرشد الإخوان الخفى!!
جلاوى الذى انتقد حالة الفرقة التى تسود العالم العربى قائلا:من العجيب أنني كبريطاني أستطيع عبور الوطن العربي من شرقه لغربه دون حاجتي لتأشيرة بينما يحتاج العربي لتأشيرة؛ وقد لايحصل عليها لعبور تلك الحدود بين الدول العربية. ليتكم تعلمون أن حدودكم هي عليكم فقط ولاتسري علينا . وأوطانكم وأعلامكم كلها من صنعنا نحن!
وهاهو “جلاوى”يعود للبرلمان البريطانى بمقعد دائرة روتشديل، في الانتخابات البرلمانية الفرعية للبرلمان بعد فوزه بنحو 40 بالمئة من أصوات الناخبين.
وتعتبر هذه المرة الرابعة خلال 37 عاما،التى يعود فيها للبرلمان مجدداً. وحظى “جلاوى” بدعم الجالية المسلمة في المنطقة التي قاد فيها حملة انتخابية كبيرة كان شعاره فيها أنها بمثابة “استفتاء على غزة”، وتنظيم احتجاج ضد حزب العمال المعارض نظراً لموقفه المتخاذل من المطالبة بوقف إطلاق النار في القطاع.
وتفوق “جالاوي” على كل من المرشح المستقل “ديفيد تولي”، وبول إليسون” مرشح حزب المحافظين الحاكم .
وبعد إعلان فوزه، قال جالاوي مخاطباً زعيم حزب العمال البريطاني”كير ستارمر”:هذا من أجل غزة، ستدفعون ثمنا باهظا للدور الذي لعبتموه في تمكين الكارثة وتشجيعها والتعتيم عليها، تلك التي تحدث حاليا في قطاع غزة المحتلة.
وقارن “غالاوي” بين السنوات السابقة والوضع الحالي من حيث حجم دعم فلسطين، فقال: قبل سنوات كانت الأصوات الداعمة لفلسطين مجموعات صغيرة غير ذات وزن سياسي أو تأثير شعبي قوي، الآن نستطيع أن نحشد الآلاف وسط لندن للتعبير عن رفضنا لما ترتكبه إسرائيل ضد حقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف بأن هناك تحولاً واضحاً في الرأي العام البريطاني لن نلمسه في الشوارع فقط، ولكن أيضا في صناديق الاقتراع،حيث أصبح الموقف من القضية الفلسطينية عاملاً أساسياً يوجه صوت الناخب البريطاني، وهي النقطة التي أصبحت تزعج النخبة السياسية؛ خصوصا في حزبي العمال والمحافظين.
وأن مزاج الناخب البريطاني تغير بشكل كبير؛ خصوصا في صفوف الداعمين للقضية الفلسطينية، وأنهم حين سيذهبون للاقتراع سيعاقبون كل من تلكأ عن دعم غزة. وأكد “جلاوى”؛ لذلك ترشحت من أجل أن أدافع عن هؤلاء، وقد ظهرت النتيجة كما توقعت تماما.
وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير حين سحب حزب العمال البريطاني دعمه من المرشح التقليدي في الدائرة “أزهر علي”،بعد أن صرح أن “إسرائيل” سمحت عمدًا بقتل مواطنيها حتى تتمكن من شن العدوان على قطاع غزة.
على طريقة المغفلين من صهاينة العرب!
ولم يتوانى رئيس الوزراء البريطانى”ريشى سوناك”-عابد البقر- عن مهاجمة غالاوي؛ عقب الفوز الساحق الذي حققه من خلال خطاب بثه من مكتبه في”داوننغ ستريت”،زعم فيه استهداف ماوصفهم بـ”المتطرفين” للديمقراطية البريطانية.
وقال سوناك:إن فوز”غالاوي” في الانتخابات الفرعية التي جرت في روتشديل كان”مثيرًا للقلق”،لأنه يرفض الاعتراف بما جرى في 7 أكتوبر، ويمجد حزب الله.
وزعم سوناك أن هناك قوى داخلية متطرفة تحاول تمزيق بريطانيا وتقويض الديمقراطية،محذراً من سحب تأشيرات من يحرضون على العنف أو يعادون السامية!
وعن تداعيات الحرب على غزة وتأثيرها على المجتمعات في المملكة المتحدة، قال سوناك: إن الأطفال اليهود يخافون من ارتداء الزي المدرسي، وإن النساء المسلمات يتعرضن للإيذاء في الشارع بسبب أفعال جماعة إرهابية ليس لهن أي صلة بها! عابد البقر يقصد هنا حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وألقى باللوم على الشرطة التى تعاطفت مع المتظاهرين ضد الإبادة الجماعية فى غزة قائلاً:إن الشرطة لا ينبغي أن تدير الاحتجاجات فحسب، بل يجب أن تقوم بمراقبتها،وأن الحكومة ستضع إطارًا لضبط الاحتجاجات.
غالاوي، من جهته، لم يتأخر في الرد على عابد البقر، فقال في مقابلة مع القناة الخامسة البريطانية:إنه تعرض شخصياً لاعتداء في عام 2014م.
وأضاف “جلاوى”: أنا ضد التطرف والعنف مثل أي شخص آخر، وربما أكثر قليلاً نظراً لتجربتي الشخصية.
وفي ديسمبر الماضي 2023، وكان غالاوي قد وصف،فى ديسمبر الماضى، بريطانيا بـ”ذيل الكلب الأمريكي، والذيل لن يهزّ الكلب، وإذا كان الرئيس بايدن رأس الكلب إذا ما قال لنا هزوا سنهزّ.
وأعرب غالاوي، عن رفضه الشديد للمجازر والهجمات التي يتعرّض لها الفلسطينيون في قطاع غزة من قِبل الاحتلال الصهيونى.
وشبّه غالاوي، الدمار الذي يشهده قطاع غزة بمدن دريزدن وهامبورغ وبرلين الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي غرس منذ اتفاقية أوسلو مئات الآلاف من المستوطنين في المناطق التي كان من المفترض أن تكون دولة فلسطينية مستقلة، وقال إنّ الفلسطينيين يتطلّعون إلى حلّ سياسي، ولن يفرّطوا بحقوقهم غير القابلة للتجزئة.
هذا جلاوى يدافع عن غزة والقضية الفلسطينية- وهوليس من العرب ولا من المسلمين – فماذا عن صهاينة العرب واللاهثين خلف سراب السلام والتطبيع؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق