السبت، 9 مارس 2024

هنا القدس يا سادة يا كرام مسرى سيد الخلق محمد وموطن المسيح

هنا القدس يا سادة يا كرام مسرى سيد الخلق محمد وموطن  المسيح





سمير يوسف

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”


(سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ. قِيلَ: وما الرُّويْبِضةُ؟ قال: الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ)

جاء عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّ الأمانة هي أول ما يُفقد في هذه الأُمّة،[٧] ويكون تضييع الأمانة بإسناد الأُمور إلى غير أهلها، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ، قالَ: كيفَ إضاعَتُها يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: إذا أُسْنِدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ)،[٨] وتُقبض من الرجل بشكلٍ تدريجيّ، ثُمّ تُقبض كلها منه.

جميع الرؤساء الأمريكيين نسخة واحدة جميعهم يتبارى في التملق لإسرائيل
يُصر الرئيس الأمريكي جو بايدن على أن يكون شريك الدم الاستراتيجي في مجازر غزة بصمته، ودعمه اللا نهائي، والا محدود لإسرائيل في حربها على غزة، وإمداد الجيش الإسرائيلي بكل أشكال المساعدات، والإعانات في عدوانه النازي على الأطفال والنساء والشيوخ..

أمريكا غبيّة كلّ الغَباء و لا أغبى منها

هذه الدّولة المارِقة التي شنّت حروباً عديدة ضدّ شُعوبٍ و قامت بإبادتِها الجماعيّة في جميع أنحاء العالَم لم تستفِذْ من هذه الحروب الظّالِمة و لمْ تأخُذ منها أيَّ درس، لمْ تُدرِك جيّدا أنّ المُقاوَمة ضدّ احتلال أرضها أو ضدّ السياسة الأمريكيّة الوحشيّة الهمجيّة لم تنْهزِم قطّ أمام العدوّ لأنّها تُؤْمِن إيماناً راسِخاً بِمَشروعية قضيتِها و لها قوّة خارِقة للصُّمود و مُواجَهة العدوّ مهما طال الزمان و توالَت السِّنون، و قد تكبّدت أمريكا خلالَ حروبِها ضدّ الشعوب خسائر فادِحة في الأرواح و العتاد.
و ها هي اليوْم تُواجِه مُقاوَمَةً شرِسة في الأراضي الفلسطينيّة، ظانه أنّ مُسانَدتها للكيان الإسرائيلي ستُؤَدّي إلى انتصار الكيان الصهيوني، و بذلك سَتُعيد أمريكا رَسمَ خريطة جديدة لفلسطين تكون فيها إسرائيل المُسيْطِرة الوحيدة على كلّ شؤونها.
المُقاوَمَة الفلسطينيّة لن تنهزِمَ على أرضِها و لنْ ترفَع الراية البيضاء أبداً رغمَ الإبادة الجماعيّة للشعب في غزة و ستَخرُج المُقاوَمَة الباسِلَة مُنتَصِرةً بِحول الله و هي التي سَتُغيِّر خريطة فلسطين و تغيير كلّ السياسات الخسيسة التي تُحاكُ ضدّ القضية الفلسطينيّة و ستُحرّر الأرض و تُقيم دوْلةَ فلسطين و عاصِمتُها القُدس الشريف.
تدمير ما تبقى من هيبة أمريكا، واظهرتها كدولة نازية التوجهات، تدعم قتل الأطفال والرضع والنساء، وتنحاز لكل ما يدمر الشرعية الدولية ويفقدها من قيمها ومواثيقها، وبما يزعزع الأمن والاستقرار في العالم وجره الى حرب عالمية ثالثة، علاوة على تقويض نفوذ أمريكا، واستقرارها الداخلي، ووحدتها الوطنية الترابية والبشرية.
إن زعامة انتوني بلينكن طباخ سياسة الشرق الأوسط وزير الخارجية الأمريكي الحالي استغل ضعف الرئيس جو بايدن وتقدمه في العمر، وحاجته الماسة لأصوات اليهود الأمريكيين ونفوذهم لتوظيف الإدارة الامريكية في خدمة السياسات اليمينية المتطرفة للحكومة الإسرائيلية الحالية، ودعم حروبها الدموية في قطاع غزة والضفة الغربية، وبما قد يؤدي الى تقويض السياسة الخارجية الامريكية في منطقة الشرق الأوسط، والعالم الإسلامي، ووضع حلفاء أمريكا التقليديين في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج، علاوة عن مصر المشاركة فى حصار غزة منذ 17 عام والأردن والعراق في مأزق شديد الخطورة، وبما يهدد مصالح أمريكا ونفوذها في هذه المنطقة التي تعتبر الأغنى في العالم.
اعدام أكثر من 31 الف من المدنيين العزل ثلثهم من الأطفال الرضع وثلثهم الثاني من النساء، وإصابة 60 الفا حتى الآن، وتشريد أكثر من مليون ونصف المليون، باتت شريكة مباشرة في هذه المجازر التي ترتقي الى جرائم حرب وضد الإنسانية.
إدارة بايدن لم تكتف بمعارضة أي وقف لإطلاق النار، وتبني السياسات الاجرامية الإسرائيلية، في تشجيع مباشر لعمليات القتل والعقوبات الجماعية، وتوفير الفيتو لها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بل ذهبت الى ما هو أبعد من ذلك بإرسال آلاف الاطنان من الذخائر والمعدات العسكرية، ورصد دعم مالي بأكثر من 14 مليار دولار لتمويل حرب الإبادة الإسرائيلية.
هل نحن محاسبون على ما يحدث في غزة وفي كل أرض مسلمة، نعم محاسبون، والله تعالى يحاسب كل فرد وحده وعلى حسب قدرته واستطاعته، لأن الإسلام والذلة لا يجتمعان، والمسلم مطالب بدفع الظلم والعدوان عنه وعن إخوانه المسلمين بحسب ما يمكنه ولابد أن يبحث كيف يحقق ذلك لأن المبادر يفتح الله عليه.
الموقف الرسمي العربي إزاء المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق أهل غزة، لأن النظام العربي تفسخ وانتهى منذ 30 عاما، وبالتالي لا يمكن الحديث عن موقف عربي موحد.
إن أحد الأسباب التي جعلت إسرائيل تستبيح الدماء الفلسطينية في غزة مرتبط بقناعتها إلى حد بعيد بعدم وجود رد فعل عربي مناسب للفعل الإسرائيلي.
ايها الملوك والرؤساء والحكام والمسؤولين المسلمين والعرب لا تكونوا اصحوا من غفلتكم عن قدسكم واقصاكم ومقدساتكم ؟؟الم تعلمون انه لم يبقى من العمر الا القليل ؟؟ انه لعار عار ونذالة على الأقل ايها الساده هددوهم بقطع العلاقات !!! هددوهم بوقف التطبيع حتى يوقفوا الحرب والضرب على غزه والضفة والقدس !!

والله لو تدركون انهم هم بحاجه اليكم لما تمادوا على دينكم وقدسكم واقصاكم وبلادكم !!
إن سبب تخاذل الأنظمة العربية في نصرة الفلسطينيين إلى كون معظم هذه الأنظمة “وظيفية” خاضعة وتابعة للقوة المهيمنة في العالم.
ألا يمكننا أن نكسر الحصار ولو بالقوة؟

لماذا إذا وجدت جيوش المسلمين واشتريت أسلحتها من أموال المسلمين؟! هل هي للاستعراض والتباهي أم لحماية أمر آخر؟!

أعان الله أهلنا في فلسطين على كربهم وبلائهم، ونصرهم على أعدائهم من المحتلين وأعوانهم من المنافقين في كل مكان، اللهم أعز الإسلام وأهله وأذل الشرك وأهله.
حقائق أعتقد أنها صارت مسلمات:
الأولى انا الحكومة التي تقوم بإغلاق معبر رفح و تمنع الدواء و الغذاء المقدم من الشرفاء في العالم لأهلنا في غزة (فضلاً عن منع تقديم السلاح للمقاومين) هي حكومة عميلة بامتياز و وصلت بها العمالة و الوقاحة لدرجة أن لا تغلق السفارة الإسرائيلية في أرضها (الحكومة المصرية).
الثانية هي أن الحكومة التي لا تسمع صوتها و لا تغلق سفارة إسرائيل في أرضها بعد كل المجازر المرتكبة بحق أهلنا و إخوة شعبها هي أيضاً عميلة.
أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يصافح أولمرت و ليفني و يقبلهما ليل نهار ينضوي تحت نفس البند (العمالة و التآمر على شعبه) وهو الذى مازال ينتظر إدارة قطاع غزة مع حسين الشيخ وغيرهم من المتآمرين.
وبما أنا المؤسسات الدولية (وهذه حقيقة ) محكومة للأقوى و لا يمكن الرجاء منها أن تفعل شيءً لأنها أصلاً متواطئة في الجريمة وهي التي اعترفت بكيان غاصب لفلسطين وأعطت الحق للصهاينة بأن يقتلوا الفلسطينيين ويشردوهم و يقيموا دولة على أجسادهم وجراحهم وآلامهم ومعاناتهم فكيف نرجو منها أنا ترفع الظلم و تلجم الغاصب والمعتدي والقاتل.

هنا غزة  المبادة يا سادة 

هنا غزة ، المدينة التي تحولت إلى فتات مدينة ويغشاها اللون الرمادي بالكامل ، الصورة الأكثر تداولا وانتشارا هي مجموعة من الأيدي اليابسة والوجوه التي يلفها الحزن والعطش والجوع تتعاون بقلب يفيض وهي تحاول رفع كتلة اسمنتية لا تقل عن ثلاثة أطنان يقبع تحتها بعض الأطفال أو ربما النساء الذين كتبوا أسماءهم على أيديهم ثم غادروا الحياة ، على الأقل حتى يكون هنالك اسم ما على القبر مثل عائشة ، امل ، عبد الرحمن ، أحمد ، نحتاج معجزة لرفع هذه الأطنان ولا امل بنجاة أحد ، الجرافات عطشى للديزل ولبعض الشهامة العربية التي أصبحت شيئا مفقودا ، المعبر المرصود بتعويذة قسما عظما لم يعد احد يدري ما العبارة السند بادية التي يمكنها أن تفتحه بعد أن بَطَلَ مفعول عبارة : افتح يا سمسم ! ربما اليوم يتوجب استخدام بدائل أخرى من مثل : افتح يا رز ! أو افتح يا تهجير! ، صرخات جباليا وشمال غزة بأكمله لم تعد تجد بشرا لكي تسمع ولا إنسانية لكي ترفع .
لكن الأمل نسمات من رحمة الله ، على بعد بضع شوارع لم يعد يصلها أحد تدور معركة النار أبطالها هؤلاء الذين حولتهم الجريمة النى تحدث هناك إلى كائنات مقاتلة لا ترضى إلا بالموت بديلا عن الانتصار ، عشر ساعات متواصلة من صب الجحيم ولم تتمكن دبابات الأمريكان وقنابلهم المحرمة دوليا الملتبسة من اقتحام المسافة الفاصلة بين الكرامة والمذلة ، هنا غزة حيث المقاتلون حتى النهاية ، هنا غزة حيث ستكون نهاية جيش الاحتلال واليانكي الشاذ وملوك الطوائف الذين دفعوا ثمن الجريمة ليسهروا ليلهم الطويل وينسوا الأندلس الجديدة المبعوثة من ثأر التاريخ .
أن أوراق سلطة أوسلو والتي يفترض أن تمثل (الشعب الفلسطيني ) كما خططت الإدارات الأمريكية عبر سلسلة طويلة من سنوات الامتهان والذل ، قد سقطت نهائيا ولم يعد من المستطاع إعادة استخدامها لنفس الأسباب التي ستودي بحكومة المجرمين الحالية في الكيان ، لا بد من إيجاد حل مباشر مع الممثل الحقيقي للشعب الفلسطيني الذي لن يمكن تحييده أو إبادته مثل كل مرة كما سوف يخلصون في النهاية .
كما سقطت أوراق أوسلو بالكامل فإن أوراق الدبلوماسية العربية لاقت نفس المصير وتحولت الى نفس المنزلة والمكانة ، هنالك دبلوماسيات جديدة تظهر في الساحة بنفس المنطق الذي تفرضه الإدارة الأمريكية وهذه الدبلوماسية عبر عنها بالأمس كمثال شعب اليمن البطل العظيم عندما قال رأيه الدبلوماسي بكل صراحة حول الجريمة في فلسطين . أن زيارة بايدن وماكرون وسوناك وغيرهم وسائر الأذيال الى دولة الكيان للدعم والمؤازرة والحصول على تفويض مطلق  القتل والدموية ثبت أنها حسابات خاطئة بالمطلق كما أثبتت الشعوب الغربية والعربية وسوف تتسبب هذه الضغوط الشعبية بإحداث سلسلة غير متوقعة من التغيرات الدافعة والمفاجئة ، لقد حدث تهور كبير وسيدفع الجميع الثمن باهظا .
إدارة بايدن يجب أن توقف افكارها لتهجير الشعب الفلسطيني عن طرق بناء ميناء لإدخال المساعدات فما حدث في الجولان لن يحدث فى غزة
هدير الجماهير العربية الصاخب
من يستمع الى هدير الجماهير العربية في مدرجات المغرب أو الجزائر او اليمن أو مصر لا يمكنه الا أن يفهم سبب محاولات بعض الأنظمة العربية المرعوبة في إزالة المقاومة الفلسطينية ، هذه الشعوب لا تمزح و ليست ظواهر صوتية ولا هلوسات عاطفية ، فلسطين تقبع في وجدان الشعوب العربية وأراهنكم بأن الحكم العربي لو أطلق نفير الجهاد الى فلسطين لما تبقى من شباب في بلاد العرب ، لقد أحدثت عملية طوفان الأقصى اليقظة التي يخشاها النظام الرسمي العربي ولذلك تتم هندسة هذه اليقظة بالامتصاص والتشتيت والتحوير ولعبة الشد والارتخاء حتى يفقد الحدث سخونته .
كيف تعجز ارتال الدبابات الحديثة واحدث الطائرات وجيوش فائقة التسليح وتحالف من الأحزاب وخبرات أمريكية بريطانية فرنسية ألمانية ميدانية عن اقتحام والسيطرة على شريط جغرافي بعرض ستة كيلومترات على مدى أكثر من ثلاثة أسابيع ؟ لو كانت لديهم ذرة من نجاح أو امل لانتهى الاجتياح الذي سيدخل المرحلة الثالثة والرابعة والخامسة وسيبقى مراوحا في مكانه .
هل يدرك أحدكم عظم الحدث وجسارة التحدي؟ هل تخيل أحدكم في أعتى أحلامه أن حفنة من المقاتلين وملثما يقدم بيانات عسكرية عبر الهاتف يواجه أكبر قوة في العالم ويعلن تحديه للمنظومة الامريكية – الصهيونية ؟ هل تدركون أنكم تشهدون معجزة غير مألوفة ؟


صمت خليجي عربي إسلامي كأنهم ماتوا

“زُعماء” لم يتحرّكوا لوقف مجزرة الأطفال والمُستشفيات في غزة لا يستحقّون تمثيل الأُمّتين العربيّة والإسلاميّة.. لماذا نُحذّر قادة المُقاومة من تِكرار خطيئة عرفات في لبنان ومن وُسَطاءٍ عرب بعباءاتٍ صُهيونيّة وسرقة الانتِصار الوشيك؟
فعندما نُشاهد عبر شاشات التّلفزة الطّائرات والصّواريخ الإسرائيليّة تقصف المُستشفيات، وتقتل المرضى في أسرّتهم، والأطبّاء الذين يُعالجونهم بالحدّ الأدنى من الأدوية، والأجهزة، ووسط ظلامٍ دامس لانقِطاع الكهرباء، ويجرون العمليّات الجراحيّة للأطفال، وذويهم المُصابين دُون مُخدّر، ويقف 2 مِليار ونصف عربي ومُسلم، وأكثر من 55 جيشًا تزدحم صُدور وأكتاف قادتهم، وجِنرالاتهم، بالنّياشين والأوسمة، موقف المُتفرّج، فهذا قمّة العار والخُذلان، وانعِدام الحدّ الأدنى من الإنسانيّة والوطنيّة.
فلو كتبت كتاباً بدمع العين .. ووجيف القلب .. وخفق الضلوع .. لما وفيت بيت المقدس حقه .. كيف لا وفلسطين أرض النبوات والبركات .. أرض الرباط والجهاد .. زهرة المدائن .. أرض الإسراء والمعراج ..
إلى أمانة المسلمين ( المسجد القصى ) .. من تصحو المآذن لصوته .. وتتزلزل الأرض لندائه .. أفديك يا أقصاه بالدنيا وما ملكت يمين .. أفديك يا أنقى أسير لدى الطغاة الظالمين .. أفديك يا عبق التاريخ يا أرض الجدود الفاتحين .. أفديك يا أقصاه بمن خانوا ومن جبنوا على مر السنين
يا اقصاه .. يااااا جرح .. يا من عدّك العادون في عداد المقدسات !!! واليوم عن نداءاتك قد صمت الآذان .. ما هنْتَ ولن تهون .. فأنت نور عيوننا ونبض قلوبنا .. كل ذرة من ثراك .. كل شبر من رباك .. شهد مرور نبي عليه أو نزول ملك من الملائكة .. فأنت الأمانة العظيمة التي أودعت عندنا من عهد الطيبين الصالحين .. فمن فرّط فيك ، فهو خائن لله ورسوله .. تعرى من الحياء ولباس التقوى .. ولا بد من أن نعريه ونفضحه أمام أجيال الأمة ..
أما في هذه الدنيا أسود .. كما تحوي من البشر القرود ؟؟!!
قال تعالى { ولا تكن للخائنين خصيما }[النساء/105] .

ومن أصدق من الله قيلا .. ومن أصدق من الله حديثاً ..
الخيانة قبيحة في كل شيء ، وبعضها شر من بعض ، وليس من خانك في فلس كمن خانك في أهلك ومالك وارتكب العظائم . الكبائر ( ص 141 ، 150 ) .
وقبل أن يخون الأقزام القدس وفلسطين ، فقد خانوا الله ونقضوا عهدهم معه ومع رسوله صلى الله عليه وسلم .. خانوا أمانة الفطرة .. ولم يؤمنوا بربهم .. خانوا أمانة الشهادة لهذا الدين في أنفسهم ، فلم تكن أنفسهم ترجمة حية للإسلام في شعورهم وسلوكهم ، بل كانوا مستنقعاً آسناً وأنفساً أثيمة لئيمة .. خانوا أمانة المحافظة على حرمات الجماعة وأموالها ومقدساتها وثغراتها .. خانوا أنفسهم بتلويثها وتدنيسها بالمؤامرات والكذب والخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين .. فكادوا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، والله لا يهدي كيد الخائنين ..
فكانت عقوبتهم أكبر من كل عقوبة .. وهي كره الله لهم وبغضه إياهم .. قال تعالى { إن الله لا يحب كل خوان كفور }[الحج/38] . وقال { إن الله لا يحب الخائنين }[الأنفال/59] .
وهؤلاء الخونة الذين غدروا بأمتهم وخانوها وخانوا القدس .. ما أعظم خستهم ، وسيفضحون في الدينا ، ويوم القيامة على رؤوس الأشهاد يكشف سترهم ، وتتم فضيحتهم ، وتشيع على قبح فعلتهم وخيانتهم .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لكل غادر لواء يوم القيامة ، يرفع له بقدر غدره ، ألا ولا غادر أعظم غدراً من أمير عامة . البخاري مع الفتح ( 6 / 3188 ) .
لقد خان هؤلاء الأمة فمن يجادل عنهم .. خانوا وباعوا ملاعب الأمجاد .. خانوا وباعوا نفحة البراق .. خانوا باعوا تاريخ الأمة .. خانوا وباعوا الصخرة والقبة والمنابر والأقصى .. باعوا ابن زنكي وصلاح الدين وباعونا .. فمن يجادل عنهم بعد الدموع والآلام .. ومن يجال عنهم بعد اغتصاب الحرائر وذبح الشيوخ .. من يجادل عنهم بعد قتل الأطفال .. من يجادل عنهم بعد ضياع القدس والحرمات .. من يجادل وهذا تاريخ خيانتهم ونتائج عقولهم الآسنة المارقة .. وهذي صفحات من تاريخهم .. فمن ثمارهم تعرفهم ، فشجر الحنظل لا يثمر التفاح ..
معاشر الفاسدين المفسدين .. الظالمين المظلمين .. لو أن الله مسخ ملايينكم ذباباً لاستطاع أن يُخرج اليهود من فلسطين بطنينه .. لو أن الله مسخكم نملاً سرى في تل أبيب لاقتلعها ونغص عيش قردتها وخنازيرها .. فلِم النكوص والخيانة ؟!!

آآه يا فلسطين .. ملفك مملوء بمسلسل خيانات

ملف فلسطين ..آآه يا فلسطين .. ملفك مملوء بمسلسل خيانات لا حصر لها ولا عد .. فضائح سافرة وأوطان شاغرة .. معارك خاسرة وهزائم غادرة .. وحوش كاسرة ووجوه باسرة .. صدور زافرة وبطون زاحرة .. نفوس ثائرة وهموم زاخرة .. همم فاترة و صحائف داعرة .. حناجر ناعرة وعقول خائرة .. أرواح حائرة وجروح غائرة .. مصائب غامرة وزواجر فاجرة .. حكومات مهذارة وأوطان مأزورة .. فضائل مهجورة وبلاد مشطورة .. آمال مكسورة وكلاب مسعورة .. رقاب منحورة وجراح مفغورة .. أحلام مقبورة وشعوب مقهورة .. آآآه ما أقسى الجدار .
من باع فلسطين سوى أعدائك ياوطني .. سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام .. وموائد الدول الكبرى .. منذ قرون دفنوا فلسطين ووأدوها حكام رجوناهم دروعا فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهاماً صائبات **** فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صَفَتْ منا قلوب **** لقد صدقوا ولكن عن ودادي
وقالوا قد سعينا كل سعي **** لقد صدقوا ولكن في فسادي
إنه ليس أقبح ممن يخون فلسطين باستمتاع ، و يفخرون بذلك أيضاً !! أيتها الرايات المنكسة المكدسة ، ماذا فعلتِ لفسطين ؟! لن يرحمكم التاريخ .. قد حولتم بلادكم من الصخرة العتيدة التي تحطمت عليها جحافل الغزاة ، إلى حصان طروادة التي ينفذ منها الغزاة إلى بلادنا الإسلامية ..
أيتها الأصنام المكدسة لا المقدسة بل المدنسة .. الهزائم هي بناتكن الشرعيات اللائي يغتصبهن كل مغتصب ، لا تصلحون لإنجاب سواها .. حِكمتكم غباوة .. بلاغتكم طراوة .. تحضركم عبودية .. تدينكم مضبوط على برامج النظام العالمي الجديد .. غاياتكم واضحة .. وخياناتكم فاضحة .. وآهاتنا طويلة .. طويلة طويلة .. طول تاريخ الخيانة .. آهاتنا عميقة .. عميقة عميقة .. عميقة عمق تاريخ الخيانة ..
خيانات لا تتوقف .. تجلب هزائم لم تتوقف .. والبلايا تتلوها الرزايا .. والرزايا تعقبها المنايا .. وطوفان المَذَلّة المنهمر لم يترك لنا أي فسحة من الوقت .. كلما سحقتنا داهية .. دهمتنا مصيبة أشد !!

هل لأن عزائمنا خارت .. وقوانا بارت .. وكرامتنا هانت .. ونُخبنا خانت ؟؟!! ونحن لا نكف عن التقدم إلى الوراء !! إلى هذا الحد نجحوا في حصارنا .. في تقييدنا .. في تقطيع أيدينا .. في طمس بصائرنا وتيئيسنا ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق