طوفان الأقصى والصمود الأسطوري
د. عز الدين الكومي
فى الوقت الذى يناشد فيه أهل غزة الجوعى إخوانهم العرب والمسلمين لتوفير الطعام والدواء لرفع المعاناة عنهم فى ظل مجاعة قاتلة يفرضها جيش الاحتلال للتمادى فى إبادة أهل غزة تحت سمع وبصر العالم -نجد على الجانب الآخر أن الجيش الذى لايقهر يناشد الغرب المزيد من القذائف والذخائر، ويحذر من خسران المعركة أمام المقاومة الفلسطينية، وهو مالايقبله الغرب ولا أمريكا.
فقد حذّر مسؤول صهيونى رفيع في حديث مع موقع “ABC” يحذر من “نقص في قذائف المدفعية عيار 155 ملم، وقذائف الدبابات عيار 120 ملم”، مشدّداً على “حاجة إلى بعض معدات التوجيه الحساسة”.
معتبراً أن أي تأخير بتسليم المساعدات الأميركيّة يثير القلق في ضوء تردّد أوروبا في بيعنا أسلحة”، لأننا قد نخسر الحرب إذا لم تتوفر الذخيرة والشرعية وكلاهما بدأ ينفد”.
لأن الولايات المتحدة بدأت في تأخير بعض المساعدات العسكرية لإسرائيل، ولسنا متأكدين من السبب، لكنّنا ندرك تماماً مدى إحباط الولايات المتحدة من الحرب”.
هذا المسؤول الصهيونى يطلب المساعدات العسكرية ؛ لأن بعض الدول العربية توفر احتياجات الكيان الصهيونى من الطعام والدواء؛ لذا هو يهتم فقط بطلب المساعدات العسكرية من قذائف وذخائر وأدوات تدمير ، وكأن ما صبه الاحتلال على غزة من حمم وقذائف ومتفجرات خلال ستة أشهر غير كاف لذا يطلب المزيد.
وهذا أمر طبيعى لولا الدعم الأمريكى والأوربى وصهاينة العرب للكيان الصهيونى لما استطاع الصمود فى المعركة لأيام معدودات!!
وبالرغم من عدم تكافؤ القوى؛ لكن المقاومة نكلت بجيش الاحتلال؛ فهناك آلاف القتلى وآلاف الجرحى، وآلاف المعاقين وآلاف المرضى النفسيين؛ فضلاً عن رفض عشرات ومئات للخدمة بسبب الرعب من المقاومة .
ومع ذلك لم تطلب المقاومة دعماً عسكرياً من أحد، وحتى لو طلبت فمن ذا الذى يستطيع أن يمدها بالسلاح فى ظل الحصار الخانق منذ عشرين عاماً أويزيد؛ إذا كان العالم أجمع أصبح عاجزاً أن يفتح معبراً لإيصال المساعدات للمدنيين ،فهل يمدهم بالسلاح؟ بسب تصلب الموقف الأمريكى الذى لايعنيه إلا الإفراج عن الأسرى؛ لكن لايعنيه أكثر من ثلاثين ألف شهيد، وأكثر من سبعين ألف جريح واثنين مليون من البشر جوعى يعانون الجوع والقهر والظلم.
فالمقاومة انتصرت منذ يوم السابع من أكتوبر وفرضت معادلة جديدة على الأرض، كما أنها أظهرت الكيان الصهيونى بأنه عاجز عن حسم المعركة وأظهرته على حقيقته الدموية، وليس كما كان يسوق لنفسه بأنه واحة الديمقراطية فى صحراء الدكتاتورية العرية، وأنه الجيش الأخلاقى الذى يتعامل أخلاقيا فكل هذه الأكاذيب سقطت أمام استبسال المقاومة.
فجيش الاحتلال مأزوم ومهزوم وغارق فى مستنقع غزة؛ لكن “النتن ياهو” لايهمه ذلك ، فهو لايعنيه سوى الاستمرار فى السلطة لأنه يعلم أن السجن فى انتظاره!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق