إسرائيل في الحوض
نتنياهو يزور 4 دول إفريقية يبدأ نهر النيل مساره من أراضيها ويتوصل لاتفاق مع كينيا حول المياه..
المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح اعتبر أن نتنياهو يتجول في أعماق الأمن القومي لمصر..
ووائل قنديل رأى أن الزيارة تجري برعاية السيسي..
مصريون حذروا من أن زيارة نتنياهو تهديداً لأمنهم المائي
يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي لتثبيت أقدامه في القارة السمراء، خلال زيارته التي يؤديها لدول شرق القارة الإفريقية، حيث يزور كينيا وأوغندا وإثيوبيا وراوندا - منابع نهر النيل - ويطلق عليها اسم "دول حوض النيل"، وأثارت هذه الزيارات مخاوف المواطنين المصريين على أمنهم المائي، في حين ظل الموقف الرسمي المصري غائباً حتى الآن.
إسرائيل والمياه
ونشب خلاف بين مصر وإثيوبيا على خلفية بناء سد النهضة، إذ تتخوف القاهرة من تأثير السد الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، على حصتها السنوية من مياه النهر، والتي تقدر بـ 55.5 مليار متر مكعب، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن سد النهضة، سيمثل نفعاً لها، خاصة في مجال توليد الطاقة، وأنه لن يمثل ضرراً على السودان ومصر.
وبدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حريصاً على حصول بلاده على مكانة مراقب في الاتحاد الإفريقي، معتبراً أن ذلك يمثل "أهمية كبيرة جداً".
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، في نيروبي، الثلاثاء 5 يوليو/تموز 2016: "سمعنا تصريحات مهمة جداً من الرئيس الكيني الذي قال في أوضح التعبيرات إنه هو ورفاقه (الزعماء الأفارقة) الذين التقيتُهم أمس في أوغندا، سيعملون على إعادة إسرائيل إلى مكانة مراقب في منظمة الوحدة الإفريقية (التي تعرف حالياً بالاتحاد الإفريقي)".
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء، أنه على الرغم من أن زيارة نتنياهو لإفريقيا تأخذ طابعاً دبلوماسياً، إلا أن الطابع الاقتصادي لم يكن بعيداً، وقالت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وقع مع الرئيس الكيني اتفاقات شملت مجالات المياه، دون الكشف عن تفاصيل الاتفاق.
نتنياهو يسعى في زيارته لإفريقيا تمتين العلاقات مع أوغندا، البلد الذي يطلق عليه "برازيل إفريقيا"، نظراً لغناها بالثروات الطبيعية، التي تشمل مساحات شاسعة من الغابات والأراضي الزراعية الخصبة، فضلاً عن مخزون ضخم من المياه العذبة، لا سيما وأن بحيرة فيكتوريا التي تعد مصدراً رئيسياً لمياه النيل الأبيض تقع على حدودها مع تانزانيا وكينيا.
حشد إفريقي
وأشار نتنياهو في تصريحاته بكينيا، إلى أن إسرائيل ترى أهمية كبيرة في عودتها كمارق في إفريقيا، وقال إن القارة "تنطوي على 54 دولة. إن الإمكانية لتغيير توجهها ومعاملتها حيال إسرائيل تشكل تغيراً إستراتيجياً بما يتعلق بمكانة إسرائيل الدولية".
وتابع رئيس الوزراء: "هذا التغيير يبدأ في تلك الجهود كما وصفها الرئيس الكيني الرامية إلى أن إسرائيل ستحظى بمكانة مراقب في منظمة الوحدة الإفريقية. أعتقد أن هذا يحمل في طياته معنًى كبيراً. ويحظى ذلك الآن بصدى في إفريقيا، ولكن أعتقد أنه سيكون لذلك صدى أكبر لاحقاً في سياق العلاقات الدولية الإسرائيلية في إطار محاولتنا للحصول على زيادة كبيرة في عدد الدول التي تدعم دولة إسرائيل".
وينوي نتنياهو إجراء زيارات لدول غرب إفريقيا بعد الانتهاء من زيارة دول شرق القارة، وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول إن ذلك "سيصب في إعادة بناء أغلبية لإسرائيل في المحافل الدولية"، مستدركاً "الأمر قد يستغرق عقداً من الزمن، لكن سننجح في تغيير أنماط التصويت في العالم لصالحنا".
وبقيت إسرائيل عضواً مراقباً في منظمة الوحدة الإفريقية حتى العام 2002، عندما تم استبدال المنظمة بالاتحاد الإفريقي.
وخلال زيارته لكمبالا، التقى نتنياهو كلاً من رؤساء أوغندا يوري موسفيني ، وكينيا أوهورو كينيات، ورواندا بول كاغامي ، وجنوب السودان سلفاكير ميارديت، وزامبيا إدغار لونغو، إضافة إلى رئيس الوزراء الإثيوبي هيل ماريام دسالني، ووزير خارجية تانزانيا أوغسطين ماهيغا، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
مصريون قلقون
لقاءات نتنياهو لدول إفريقية لديها قدرة التحكم في النيل أثار مخاوف مواطنين مصريين عبّروا عن قلقهم في مواقع التواصل الاجتماعي، في حين بقي الموقف الرسمي غائباً، واكتفت وسائل الإعلام المصرية القريبة من السلطة بنشر صور نتنياهو وأخباراً مقتضبة عن زيارته لدول القارة السمراء.
مكافحة الإرهاب مدخلاً للقارة السمراء
ووعد نتنياهو بالمزيد من التعاون مع إفريقيا في مجال مكافحة الارهاب، محاولاً تثبيت وجود اسرائيل في قارة لطالما نأت بنفسها عنها.
وقال: "بعملنا معاً سيكون بإمكاننا التحرك بشكل أسرع للقضاء على هذه الآفة التي اسمها الإرهاب". مضيفاً: "ليس لدى إفريقيا أي صديق أفضل من إسرائيل خارج إفريقيا، عندما تكون هناك حاجة لأمور عملية متعلقة بالأمن والتنمية"، على حد تعبيره.
وقال: "بعملنا معاً سيكون بإمكاننا التحرك بشكل أسرع للقضاء على هذه الآفة التي اسمها الإرهاب". مضيفاً: "ليس لدى إفريقيا أي صديق أفضل من إسرائيل خارج إفريقيا، عندما تكون هناك حاجة لأمور عملية متعلقة بالأمن والتنمية"، على حد تعبيره.
وكانت دول إفريقية عدة ابتعدت عن إسرائيل في الستينات وتقربت من الدول العربية خصوصاً خلال حربي العام 1967 و1973، بسبب العلاقة الخاصة التي كانت تربط إسرائيل بنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق