الأحد، 15 يوليو 2018

اعتقال العقل..!!



اعتقال العقل..!!

د.عبدالعزيز كامل
نعم يعتقلون العقل ..فهو لم يعد يستطيع استيعاب او ملاحقة سرعة سقوط آل سعود .. المفترض انهم أمناء على أمن واستقرار بلاد الحرمين...فمع مسارعتهم في استرضاء واستجداء كل أصناف الأعداء الصُرحاء المتربصين بأهل الدين.. يتسابقون في استعداء الشرفاء من العلماء والمفكرين والمصلحين ...وآخر ذلك اعتقال الشيخ الصبور الوقور ..ذي الفهم الكبير...الدكتور سفر الحوالي، مع نفر ابنائه.. لا لشئ إلا لأنه نصح من لا يحبون الناصحين..وحاول وعظ من لا يتعظون...


أتخيل الآن الشيخ الجليل وقد أخذوه من فراش مرضه غير العادي إلى فراش حبسه الانفرادي.. وقد خلعوا عنه ثياب الوقار الاعتيادية ..ليلبسوه ثياب (جوانتنامو) الزرقاوية ..وهو معصوب العينين..مُكبَّل اليدين مُسلْسل الرِّجلين..كشأن أي نزيل من عشرات أو مئات الشرفاء الذين ينزلهم الساقطون هناك في غيابات السجون وأقبية الزنازين مهانين.. مهما كان قَدْرهم أو كان عذرهم ...
أتذكر هذا وأقول...ماذا يمكن أن يقوله المتريثون من الكبار المتعقلين؛ للمتعجلين والمتحمسين .. مطالبين إياهم بالحكمة امام هذا السفه.. وحاثين شبابهم على التعقل وعدم التعجل..تجنبًا لِما لا تُحمد عُقباه ولا تُؤمن بوائقه...كما نَصَحَ الشيخ مِرارًا مستجيبًا بحسن الظن لخداع المَكَرَة واستدراج الفَجَرَة..؟!

كلما جَدَّ أمر من أمور ( ولاة الأمر يكان ) في الجزيرة الأسيرة الكسيرة.. أعود لتذكُر الرؤيا التي مر عليها نحو عشر سنين..أيام كنت في سجن الحيارى الانفرادي بالرياض...والتي رأيت فيها الملك الأسبق (فهد بن عبد العزيز) بعد وفاته.. وكأنه يلقي بيانًا متلفزًا على شعبه شاكيًا شِبْه باكٍ .. يقول فيه وهو يشير الى جَناح مُعينٍ من العائلة الحاكمة ، متهمًا إياها بالتسبب في ضياع مُلْكهم ..( اللي سواه هادول.. هو السبب في تفكك إمبراطوريتنا)..!! 
وهي رؤيا كانت واضحة التأويل مسفرة الرؤية.. حكت واقعًا كان متوقعًا.. تناول الشيخ جزءًا منه في الكتاب الذي سَجَنَ صاحبه..( المسلمون والحضارة الغربية)..

مملكتهم ليست امبراطورية قطعًا..ولكن حاكمها الجديد صار يتصرف وكأنه امبرطور عتيد يسوق قطعانًا من العبيد ، يظن أن من حقه أن يفعل بهم وفيهم مايشاء وقتما يريد.. ومع أن هذا قدح منه في الدين والعقل والشرف.. فقد جمع به بين الظلم والجهل والترف.. الذي نخشى أن تكون عواقبه العامة شاملة للخاصة والعامة .. 
كما قال الله تعالى :(وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدمِيرًا)
(الإسراء /16) وفي قراءة  (أمَّرنا مترفيها ) بتشديد الميم ، اي جعلناهم أمراء.. وفي قراءة أخرى ( آمرْنا مترفيها ) بمد الألف.. أي كثرناهم وسلطناهم..
لكنا مع ذلك نرجو أن تكون عقوبة جرائم الظلم والمكر هذه خاصة بخاصة أصحابها، كما قال تعالى : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُون)َ ( الأنعام /123) ...

فاللهم احفظ على أهل بلاد الحرمبن دينهم وعقولهم...وقِنا وقِهِم شرَّ شِرارنا وشِرارهم..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق