التشيع والمرجعية…والسقوط الأخير!!
سيف الهاجري
في إحدى الرحلات قابلت صديقا شيعيا أصوله من الإحساء وتحدثنا طويلا حول الأحداث التي تمر بها المنطقة وخاصة ما يجري في العراق وسوريا فسألته عن رأيه في الموقف الشيعي الإيراني والعراقي في دعم نظام الأسد وعن الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الطائفية وحزب الله فإذا هو يؤكد لي أن هؤلاء سيفشلون ولن تنجح سياستهم في العراق وسوريا وأضاف مفسرا (هؤلاء استعجلوا فهناك أحاديث تدل على وقوع أحداث قبل ظهور الإمام كالسفياني ولهذا فهؤلاء لن ينجحوا وسيسقطون) لقد ظننت أنه سيعزو الفشل إلى كون هذا الموقف الشيعي يتناقض مع مبادئ ثورة الحسين أو مبادئ الثورة الإيرانية أو أصول الإسلام نفسه حينها أدركت ان التشيع بهذا التبرير الغيبي للجرائم الطائفية في العراق وسوريا قد دخل نفق الانهيار وعاد للصدام مع الأمة تحت حراب الاحتلال الأمريكي في العراق والاحتلال الروسي في سوريا.
واليوم ومع مرور أسابيع على الحراك الشعبي في جنوب العراق في المعقل الشيعي التقليدي بدأت تتكشف حقيقة الأوضاع السياسية القائمة للحاضنة الشيعية مما اضطر الأحزاب الشيعية الحاكمة إلى الاستعانة بالمرجعية الشيعية لاحتواء هذا الحراك باعلانها عن دعم مطالب الحراك الشعبي لتكون المرجعية حاضرة في أي تغيير سياسي قادم خاصة بعد الطعن في الانتخابات الأخيرة وفي نفس الوقت تحافظ على نفوذها المعنوي والديني عند أتباعها من شيعة العراق.
لقد أحدث الحراك الشعبي في جنوب العراق هزة سياسية في العراق والمنطقة وهو ما جعل أمريكا والنظام العربي يسارعون لتوظيف هذا الحراك لترتيب البيت العراقي بما يتناسب مع الترتيبات الأمريكية للمنطقة في ظل صفقة القرن والمتابع لقنوات الثورة المضادة يدرك هذه الحقيقة.
إن أزمة العراق الحقيقية ليست في الفساد ذاته الذي تحذر منه المرجعية الشيعية إنما الأزمة في الاحتلال الأمريكي والإيراني للعراق والنظام السياسي الطائفي الذي هندسه بول بريمر الحاكم الأمريكي للعراق ونصب الأحزاب والجماعات الطائفية والوظيفية حكاما للعراق بمباركة من المرجعية نفسها الذي تحذر اليوم من خطر الفساد بدون مواجهة الحقيقة بأن الاحتلال هو راعي الفساد وحامي أحزابه (انظر مذكرات بول بريمر “عام قضيته في العراق”)، لذا ستستمر الأزمة في العراق وستطال الجميع سنة وشيعة وأكرادا ما دام الاحتلال وأدواته الوظيفية هم من يحكمون بغداد المنصور بمباركة من المرجعية التي أجازت للأحزاب الشيعية التعامل مع الاحتلال.
إن هذه المواقف السياسية لإيران وللمرجعية الشيعية في النجف وقم وجرائم الحرب التي ارتكبها حزب الله والمليشيات الشيعية الطائفية تحت شعار يا لثارات الحسين وبتحالف وتفاهم مع الاحتلال الأمريكي في العراق والاحتلال الروسي في سوريا ستلقي بظلالها على مستقبل التشيع وسيدفع ثمنها كمذهب وفكر والتي جعلت من الشيعة طائفة وظيفية في خدمة أعداء الأمة الإسلامية بالرغم من تحذير أصوات شيعية حرة كالشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في وصاياه الذي دعى فيها الشيعة إلى (أن يدمجوا أنفسهم في أقوامهم وفي مجتمعاتهم وفي أوطانهم، وأن لا يميزوا أنفسهم بأي تميز خاص، وان لا يخترعوا لأنفسهم مشروعاً خاصاً يميزهم عن غيرهم، لأن المبدأ الأساس في الإسلام هو وحدة الأمة…. لعل الله يجعل لنا فرجاً ومخرجاً مما نعانيه، ويفرج عن العراق وشعبه ويحرر العراق من هذه الوصاية ومن هذه الهيمنة الأجنبية الأمريكية التي دمرته)
ووقع ما حذر منه الشيخ شمس الدين فهذه المواقف السياسية وأحداث الثورة العربية وخاصة في سوريا أعادت إلى ذاكرة الأمة الموقف الشيعي الشنيع في فتح أبواب بغداد عاصمة الخلافة العباسية أمام المغول ليقتل خليفة الإسلام وترتكب المجازر الوحشية عام 656 هـ، وجاءت الجرائم الطائفية في العراق وسوريا اليوم بعد قرون من محاولة الأمة وشعوبها تجاوز مثل هذه المواقف للم شمل الأمة ووحدتها لكن يأبى الله عز وجل بحكمته وسننه إلا أن تتمايز الصفوف.
﴿ما كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾
الأحد 16 ذو القعدة 1439هـ 29 / 7 / 2018م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق