فضل الثورة العربية والنهضة التركية
على تحرر البشرية…
القوى الغربية الاستعمارية منذ 4 قرون لم تغير من طبيعة سياساتها الاستعمارية باحتلال الأوطان واستعباد الشعوب ونهب الثروات.
واليوم تنفذ سياستها الاستعمارية بأدوات داخلية وظيفية من أنظمة وجماعات وأحزاب باسم الديمقراطية ومحاربة الإرهاب تحت مظلة النظام الدولي.
ومع قيام الثورة العربية عام 2010م والمقاومة التركية 2016م بعد فشل الانقلاب العسكري بدأ النظام الدولي الاستعماري بالتداعي والانهيار ودخلت البشرية في مرحلة تاريخية جديدة طليعتها العرب الثوار والأتراك الأحرار تحت ظل الإسلام وتاريخه العظيم.
العالم الغربي المهيمن على العالم يعيش أشد لحظات تاريخه الحديث انهيارا وتراجعا وهو يرى عودة الأمة الإسلامية بجناحيها العرب والترك ونهوض الإسلام من جديد ليصبح المؤثر الأساسي في السياسة الدولية كما من قبل قبل سقوط الخلافة العثمانية الإسلامية.
فبعد سقوط الخلافة بعد الحرب العالمية الأولى اختل التوازن الدولي ووقعت الأمة الإسلامية التي حملت راية الحرية والعدل للأمم والشعوب تحت الاحتلال الغربي وحملاته الصليبية وانتشر الظلم والاستعباد ونهب الثروات وحدثت المجازر المرعبة وحروب الإبادة بشكل لم تشهده البشرية من قبل تحت قيادة الغرب للعالم باسم العالم الحر ونشر الديمقراطية والحرية.
إن عودة الأمة بالثورة العربية والمقاومة التركية وإن كانت في بداياتها إلا أن تداعياتها بدأت تظهر في كل الساحات الدولية وفتحت الطريق للأمم والشعوب للتحرر من الهيمنة الغربية السياسية والإقتصادية على العالم.
فالقوى الغربية بالرغم من أنها تواجه تحديا ومنافسة من الصين إلا أن السياسة الغربية اتجاه المنطقة اليوم لها هدفان أساسيان:
الأول: مواجهة الثورة العربية بالحملات العسكرية وبالانقلابات العسكرية أو احتوائها بالمبادرات السياسية الدولية تحت إشراف مبعوث دولي.
الثاني: محاصرة تركيا من الخارج وضرب اقتصادها واستقرارها من الداخل لإنهاء مقاومتها ومنع تحررها.
فالقوى الغربية تدرك أن تحرر العالم العربي وتركيا يعني نهاية هيمنتها العالمية وحينها لن تستطيع مواجهة المارد الصيني ولا الدب الروسي ولا غيرهما.
إن العالم العربي وتركيا هما قلب النظام الدولي سياسيا وإقتصاديا وجغرفيا وهذا ما ينبغي أن تدركه قوى الثورة العربية كما أدركته تركيا وبنت سياساتها على هذه الأسس الجيوسياسية الدولية.
ومن أخطر ما ينبغي التنبه له في معركة التحرر الذي تخوضها الأمة وجعله مرجعية لقوى الثورة والمقاومة هو البعد الديني للأمة بإسلامها وطبيعة الصراع الذي تخوضه بأبعاده الدينية التي توجه أطراف هذا الصراع التاريخي بين الأمة وأعدائها منذ ظهور الإسلام حتى اليوم.
﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾
سيف الهاجري
الخميس
27 شعبان 1440هـ
2 / 5 / 201
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق