حُمَّى سنة ٢٠ .. !
صدر لي كتاب على مشارف عام ٢٠٠٠ بعنوان ( حمى سنة ٢٠٠٠ ) وقد ذاع صيته في ذلك الوقت لانهماك الناس في أعراض تلك الحُمى، حيث احتل ذلك الكتاب المرتبة الأولي في الكتب الأكثر مبيعًا وتوزيعًا بمعرض الكتاب الدولي بالرياض .. وبلغ من اهتمام الناس به أن تناول موضوعه الشيخ السديس (عندما كان شيخا) في إحدى خطب الجمعة على منبر الحَرم بمكة المكرمة..
كان ذلك الكتاب يتحدث عن مسيرة الصراع الديني المعاصر ضد المسلمين ، وما صاحب ذلك من موجة حُمى مَرَضية في الأوساط النصرانية الإنجيلية بالغرب ؛ بأن العام ٢٠٠٠ سيمثل زمانًا فارقًا لانتصار النصارى واليهود النهائي والأخير على المسلمين..وبينت أعراض تلك الحُمى في فصول الكتاب ، مثل تخاريف عودة مسيحهم المخلِّص على رأس الألفية الثالثة.. وهدم الأقصى.. وبناء الهيكل الثالث..وخروج ثم ذبح البقرة الحمراء إيذانا بالعودة الجماعية لليهود إلى فلسطين للتطهر من الماء المخلوط برمادها ..وحدوث ازمة تقنية عالمية بسبب الأزمة التي كان متصورًا حدوثها لعدم قدرة أجهزة الكمبيوتر على التعامل مع الأصفار في رقم ٢٠٠٠..!
واليوم ونحن على مشارف العام ٢٠٢٠.. تجددت أعراض الحُمى.. ولكن معظمها بين شرائح من المسلمين ، حيث ضرب بعضهم هذا التاريخ وما بعده بقليل ؛ موعدا لحصول أحداث جسام عظام عديدة، مثل.. (بدء الحرب العالمية الثالثة ) و ( انتهاء مرحلة الحكم الجبري ) و ( انتهاء مظاهر الحضارة المادية ) و ( إعلان الخلافة الحقيقية على منهاج النبوة) و (خروج المهدي) و ( وبدء أحداث الملحمة الكبرى أو "الهرمجون" بين المسلمين والروم ) و ( زوال دولة إسرائيل ).. و( حدوث مجاعة عالمية بسبب أزمة مالية دولية) تستدعى تخزين الزاد والطعام وتجهيز الملاجيء في الصحراء..كل هذا في ظرف عام او عامين قادمين ؟...! + !! + !!!
لا نستطيع أن نمنع أحدًا من الحُلْم والتفكير.. فكل المذكور سيحدث ولكن على مراحل... فَلِمَ التعسفُ في ضرب المواعيد وتحديد التواريخ التي زلَّت فيها أقدام أقوام..
وأخطا بتحديدها كثير الفضلاء في مؤلفاتهم على امتداد العقود القليلة الماضية..؟
فاستعجال الساعة وأشراطها ليس من سبيل المؤمنين.. ولكن سبيلهم الخوف منها والعمل للنجاة فيها .. والتخطيط لتقوية المسلمين استعدادًا لمواجهة الكافرين بها..
ونحن نُجِلُّ إخواننا ان يتشبهوا بمن قال الله تعالى عنهم : (يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ۗ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ) (الشورى/18)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق