(7) خطوات لإدارة الخلاف والشجار لصالحك
الثلاثاء ٢٤ / ١٢ / ٢٠١٩
استمع
كثيرا ما ندخل في خلاف وشجار ولا نعرف كيف نخرج منه بسلام، أو لا نعرف كيف ندير الخلاف حتى يصل لنتيجة إيجابية، وفي كثير من الأحيان ينتهى الشجار بطريقة سلبية وتتبعه مقاطعة بالكلام والنظر والمجالسة، وتتوتر العلاقة وتتأزم ويصعب على الطرفين العودة للعلاقة كما كانت، فإدارة الشجار تحتاج لمهارة، وعودة المياه لمجاريها بعد الشجار تحتاج لمهارة أخرى، وأحببت بهذا المقال أن أكتب بهذا الموضوع؛ لما رأيت من مشاكل كثيرة لا يحسن الناس إدارتها والتعامل معها فتكبر المشكلة وتنقطع العلاقات على موضوع قد يكون بسيطا.
أول خطوة يتخذها الذي يرغب بإدارة الشجار لصالحه أن يحاول ألا يستخدم كلمات تثير الطرف الآخر وتزيد من عصبيته لو شعر أن درجات الغضب تزداد عنده، فيمكنه بهذه اللحظة أن يغير خطة الحوار، فبدلا من أن يناقشه ليثبت له أن الحق معه يستخدم أسلوبا يميل للتهدئة ولفت النظر إلى أصل العلاقة مع تحريك المشاعر والأحاسيس بذكر محبة الطرفين لبعضهما البعض والتذكير بالتضحيات التي قدمت من الطرفين، فإن الشخص الغاضب والمتوتر عندما يسمع مثل هذه الكلمات تهدأ نفسه، وتكون مدخلا لاستمرار النقاش بطريقة إيجابية، والخطوة الثانية هي أن نتعلم كيف نوقف النقاش لو شعرنا بأن النقاش عقيم ويسير بطريق مغلق، وأن الطرف الآخر قد أغلق كل أجهزة التواصل عنده ولا يريد أن يسمع إلا نفسه، بمثل هذه الحالة يتم استخدام تكتيك الانسحاب الذكي من النقاش لأي عذر على أن يتم استكمال النقاش في وقت آخر، مثل هذا التكتيك يساعد في التهدئة والوصول لنتائج إيجابية عندما يتم فتح النقاش مرة أخرى.
الخطوة الثالثة هي الاستفادة من سلبيات الشجار التي حصلت بوضع قواعد ونظام للخلافات المستقبلية عندما يتم الحوار فيها، مثل عدم ذكر الماضي عندما تناقش مسألة في الحاضر، وكذلك الاتفاق على عدم الشتم أو السب أو التجريح أو الاستهزاء أو ذكر الأهل بسوء وغيرها من التصرفات التي تعقد المشكلة لو حصلت عند النقاش فتكون سببا في غضب الطرف الآخر وإغلاق باب النقاش والهروب من معالجة المشكلة، والخطوة الرابعة هي أن نستخدم وسائل أخرى غير الحوار الكلامي مع الطرف الآخر إذا كان الحوار الكلامي لا يصل لنتيجة، فنستخدم أسلوب الكتابة، فنكتب المشكلة التي نود أن نتحاور فيها ونرسلها له، فيرد على كلامنا بالكتابة كذلك، ولهذه الطريقة ميزة أن الرد لا يكون فيه انفعال، وأن نتجاوز التجريح والشتم والغضب؛ لأن كل واحد منهما يأخذ وقته حتى يرد على الآخر.
والخطوة الخامسة هي أن يتم التركيز على نفس المشكلة التي يتم النقاش فيها؛ لأن من طبيعة الإنسان أنه أثناء النقاش يستحضر قصصا وأمثلة ومواضيع أخرى، وهذا يتطلب أن يكون أحدهما واعيا بإدارة النقاش ويركز على نقطة الخلاف حتى يصلا لنتيجة، والخطوة السادسة وهي قضية فكرية؛ لأن البعض يعتقد أن الحب والشجار لا يجتمعان، وهذه الفكرة غير صحيحة، فغالبا في بداية الزواج يركز الزوجان على نقاط التشابه بينهما، ولكن بعد مرور الوقت يركز كل واحد منهما على نقاط الخلاف، وعندما يرزقان بالأبناء ينشغلان بهما حتى إذا كبروا يتفرغ الزوجان لبعضهما البعض فيعود الخلاف بينهما؛ لأنه صار كل واحد منهما يركز على الآخر ويركز على الفروقات بينهما، والخطوة السابعة هي في حالة إذا حصل النقاش لأكثر من مرة بين الطرفين ولم يصلا لنتيجة بالحوار فيمكنك أن تقترح زيارة خبير في العلاقات؛ للمساعدة في كيفية الحوار والوصول لنتائج إيجابية، ويكون صاحب تخصص لو كان الخلاف ماليا فيكون خبيرا ماليا ولو كان صحيا يكون خبيرا صحيا وهكذا، ولكننا نقول ختاما حتى تكون ناجحا في علاقاتك مع الآخرين عليك أن تلتزم بأمرين، الأول ألا يكون همك دائما أن تصطاد العيوب، والثاني ألا تدقق بكل شيء حتى تعيش سعيدا مع من تحب.
@drjasem
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق