"نيويورك تايمز": إدارة أوباما خضعت لإسرائيل والسعودية في دعم انقلابيي مصر بالأباتشي
الترجمة /خدمة العصر
افتتاحية "نيويورك تايمز" (24 /04)
استمرت السياسة الأمريكية تجاه مصر في تشويه الحقيقة بإمعانها هذا الأسبوع في اتخاذ مسار مربك عندما استأنفت إدارة إوباما توجيه بعض المساعدات إلى ما أصبحت دولة قمعية بشكل متزايد.
مهما حاول المسؤولون الأمريكيون اللف والدوران، فإن القرار ظهر كما لو أنه تصويت على الثقة بحكومة يهيمن عليها الجيش يحكم سياسات استبدادية وسجل حافل من حملات القمع العنيفة على المنشقين والمعارضين السياسيين.
بعد الإطاحة بمحمد مرسي أول رئيس لمصر منتخب بحرية، في يوليو، انتظر الرئيس أوباما عدة أشهر قبل تعليق بعض المساعدات العسكرية، والتي يجني فوائدها الجنرالات الذين دبروا الانقلاب. وتضمنت قائمة الأسلحة طائرات الأباتشي وصواريخ هاربون ومجموعات دبابات وطائرات حربية من طراز M1 -A1 وF -16.
القرار الذي أعلن عنه يوم الثلاثاء يقضي بتسليم 10 طائرات أباتشي. وقد مهَد الطريق وزير الخارجية جون كيري بشهادته أن مصر حافظت على التزاماتها بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
عندما أُعلن، لأول مرة، عن تعليق المساعدات، قال مسؤولون أميركيون إن القرارات المستقبلية بشأن الإفراج عن بقية الأسلحة تتوقف على تقدم مصر نحو انتقال شامل ومستدام وغير عنفي نحو الديمقراطية.
ولحسن الحظ، فإن الإدارة لا تزال تحجب معظم الأسلحة الموعود بها، والسيد كيري لم يُخطئ في القول إن مصر لم تظهر أي علامات جادة لإصلاح ديمقراطي.
وقال متحدث باسم البنتاغون إن طائرات هليكوبتر ستساعد مصر على محاربة المتشددين الإسلاميين في سيناء الذين هاجموا قوات الأمن الحكومية وزعزعة المناطق التي تُتاخم إسرائيل. وهذه الحجة تصير الحيرة، حيث قال مسؤول في البنتاغون للكونغرس في أكتوبر الماضي إن تعليق إرسال الأباتشي "لا يؤثر" في العمليات العسكرية المصرية في سيناء، ويوم الخميس، قال الجيش المصري نفسه إنه حقق "سيطرة كاملة على الوضع".
إن الأميركيين على ما يبدو غير مبالين باستخدام مروحيات أباتشي في التدمير العشوائي لمنازل المدنيين في سيناء، والذي يمكن أن يغذي التطرف أكثر المناهضين للحكومة.
أما بالنسبة للحالة الديمقراطية المصرية، منذ الانقلاب، فإن حوالي16 ألف شخصا سُجن، ومعظمهم بسبب ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير والتجمع ، وقُتل أكثر من ألف مدني على أيدي قوات الأمن الحكومية، وفقا لهيومن رايتس ووتش.
ومع مضي مصر نحو التصويت على رئيس جديد في مايو القادم، فإن المرشح المفضل هو عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والجنرال السابق الذي قاد عملية الإطاحة بالسيد مرسي وسحق حلفاءه من الإخوان المسلمين.
أمريكا تتعرض لضغوط من إسرائيل والمملكة العربية السعودية والكونغرس لتحسين العلاقات مع مصر، ولها مصالحها الخاصة في ضمان التزام مصر بمعاهدة السلام مع إسرائيل وتعاونها في مكافحة الإرهاب والسماح للسفن بعبور قناة السويس.
ولكن إدارة أوباما رفضت حتى تسمية ما جرى في مصر بـالانقلاب، وتحركت بحذر شديد للاحتجاج على تجاوزات الجيش. لذا، يجب أن تكون أكثر صراحة وصدقا بخصوص الخيارات البغيضة التي اعتمدتها، بما في ذلك ما إذا كان أي دعم للجيش القمعي سوف يجلب الاستقرار والديمقراطية أكثر من أي وقت مضى ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق