الاستثناء النصيري امتداد لحاميه اليهودي!!
الانتقائية النفعية هي النمط السائد في السياسة الدولية، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ( 1945م) وإقامة الأمم المتحدة، بحسب نتائج الحرب وعلى مقاس المنتصرين وفقاً لأحجام قوتهم.. لكن القانون الدولي المصمم غربياً يجري تطبيقه ولو جزئياً وبعد خراب البصرة.. والاستثناء الوحيد المستمر يحظى به اليهود وحدهم من دون الناس كافة!! فلا سبيل إلى مساءلتهم مهما بغوا وقتلوا وظلموا..
فلقد تعامى الغرب عن محنة مسلمي البلقان سنوات، لكنه في النهاية ساق المجرم ميلوسوفيتش إلى المحكمة.. وتغاضى عن الأبادة الوحشية في رواندا ثم سيراليون لكن قادة الإجرام اقتيدوا إلى أقفاص الاتهام أذلاء صاغرين..
أما الكيان الصهيوني الذي قام على الظلم وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه، ومجازره بدأت في دير ياسين وكفر قاسم ولما تتوقف بعد.. هذا الكيان الجائر لا يُحاسَب على جرائمه المخزية بصرف النظر عن حجمها وحقارة مرتكبيها وعدد ضحاياها ومهما كانت الأدلة عليها متوفرة إلى حد التواتر!!
ولم يحصل خرق للاستثناء الصهيوني إلا في تآمر المجتمع الدولي على الشعب السوري، من خلال حماية طاغيته المجرم الرهيب بشار الأسد الذي فاقت وحشيته سائر طغاة البشر قديمهم وحديثهم..
وكنا في موقع المسلم أول من أطلق نذير المؤامرة الأممية على الثورة السورية، بقيادة أمريكا، التي تنفذ ما يريده اليهود في سوريا حتى لو اختلفت رؤيتها عن الرؤية الصهيونية.. فليس سراً أن الأمريكان استشعروا حجم العار الذي لحق بهم بسبب تعاميهم عن جرائم الحلف الصفوي النصيري في حق الشعب السوري، وبخاصة بعد افتضاح موقفهم الفعلي وسقوط قناع الصداقة المزعومة للسوريين.. واقترحت إدارة أوباما التخلي عن بشار من خلال انقلاب يقوم به ضباط نصيريون لا يقلون عنه خيانة وتبعة، على أن يتم إنشاء نظام سياسي جديد يهيمن على سوريا، بقيادة أبناء الأقليات بدلاً من تفرد النصيريين بالسلطة، وتكون للنظام واجهة سنية خانعة، على غرار فترة البعث بين انقلاب 1966 –النصيري الدرزي الإسماعيلي- عندما كان نور الدين الأتاسي المنحدر من عائلة سنية، عبارة عن رئيس للجمهورية لا يملك في صنع القرار مثقال ذرة..
لكن نتنياهو رفض وأصر على إبقاء عائلة الأسد ذات التاريخ " العريق" في العمالة للصهاينة، تطبيقاً للمثل الشعبي: قرد تعرفه ولا غزال تتعرف عليه!!!
الآن بدأ البوح بما كان يحاك في الخفاء وكنا نحذّر منه، فيتهمنا البعض بالمبالغة، والبعض الآخر بسوء فهم تعقيدات الوضع السوري....
بات الحديث اليوم في الغرب عن استبقاء نيرون العصر فوق رقاب الشعب السوري المكلوم، بات شبه علني، من خلال تسريبات مدروسة ومتدرجة، يتولى كبرها مسؤولون سابقون ورجال استخبارات، لكي يبدو الساسة القذرون في النهاية كأنهم اضطروا إلى دخول المستنقع الموبوء اضطراراً..
يقول صحافي بريطاني كبير: ما إن اقتربت نهاية العام الماضي وبدأ من "اختار الغرب التحالف معهم" في سوريا يعانون من انتكاسة تلو الأخرى، حتى بدأ صناع السياسة في التفكير في أشياء غير متصورة وإمكان الحصول على مكاسب من خلال التعاون مع الأسد بدلا من اتخاذ موقف ضده!!
ويضيف بلغة ماكرة :لم تعرب وزارتا الخارجية الأمريكية أو البريطانية عن هذا التفكير صراحة، لكن قبل أسبوع قال ريان كروكر، السياسي الأمريكي السابق الذي يحظى باحترام كبير، لصحيفة (نيويورك تايمز) إن الوقت حان "لبدء محادثات مع نظام الأسد من جديد".
وقال كروكر :"بقدر ما لديه من سوء، فهو ليس بقدر سوء الجهاديين الذين كانوا سيتولون السلطة في حالة غيابه"!!
أما اليهودي الوقح جوشوا لانديز، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما، وأحد مستشاري صناع السياسة في واشنطن، فيقول بصفاقة: "قد يضطر أحد الأشخاص إلى أن يقر على مضض ببقاء الأسد. فليس لدينا لعبة أخرى".
وكان لانديز من المعارضين بشدة لتسليح المعارضة السورية، وقال إنها سياسة "ستنفجر في وجوهنا"!!
هذا النفاق الرخيص استفز نفراً قلائل من المسؤولين السابقين، الذين لم يرغبوا أن يشتركوا في المؤامرة –أو لم يقع عليهم اختيار المخططين للمشاركة- فيعبر عن رأيهم كورت فولكر، السفير الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلسي في قوله عن سياسة الغرب عامة والسياسة الأمريكية إزاء هولاكو العصر : "اعتبرنا الأسد بمثابة شريك بدلاً من النظر إليه على أنه المشكلة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق