الخميس، 24 أبريل 2014

مأساة المسلمين فى مصر (3)




مأساة المسلمين فى مصر(3)

محمد يوسف عدس
منذ بضع سنوات كنت معتادًا على الذهاب لصلاة العصر فى مسجد قريبٍ من مسكنى.. وفى إحدى المرات إلتفتُّ -بعد الانتهاء من الصلاة- إلى من كان يصلى بجوارى فرأيت شابا أعرفه معرفة جيدة فهو صاحب محل لبيع الأدوات المدرسية بجوار المسجد .. ولديه ماكينة تصوير وجهاز كمبيوتر اعتدت على مدى سنوات أن أصور عنده أصول مقالاتى وأستعين به فى كتابتها على جهازه.. أعرف أنه مسيحي ولكنه يتقن عمله بصمت.. ويحسن الحوار والكلام.. ويتطرق إلى موضوعات ثقافية جادة.. فهو مثقف وقارئ ممتاز.. قرأ كل مقالاتى وكان يناقشنى فيها .. وقد عاش فى ألمانيا من قبل وعمل هناك فى شركة سيارات ؛ فهو مهندس ميكانيكى فى الأصل..

عجبت أن أراه فى المسجد يصلى وقد أطلق لحية خفيفة .. قلت له ألست (فلانا) ..؟ قال نعم أنا هو..؟ قلت متى أسلمت ..؟ قال منذ خمس سنوات.. ٍسألته ولكنك لم تكن تأتى إلى المسجد.. وحتى لم تكن تتطرق فى الحديث معى إلى اعتناقك للإسلام ..

قال: لم يكن الوقت قد حان بعد لإعلان أسلامى.. قلت وما الذى جدّ..؟ قال لقد تُوُفّي أبى، وكان معتل الصحة لفترة من الوقت .. يعنى كان يمكن أن يموت بصدمة قلبية لو علم أننى أسلمت.. فأشفقت عليه وكتمت إيمانى عنه.. فلما توفاه الله أصبحت فى حل من أمرى وأردت أن أصلى وأصوم مع إخوانى المسلمين فى العلن، وأنتهى من حالة التخفى والعبادة سرا بين جدران غرفتى الصغيرة ..

ابتسمت وقلت له مازحا: ما الذى دهاك يارجل لتسلم فى هذا الزمن الذى أصبح فيه المسلمون ضعفاء ومضطهدين فى كل مكان بالعالم.. قال ببساطة وجدية : أنا عندما اقتنعت بعقيدة التوحيد لم أكن أفكر فى ضعف المسلمين أوقوتهم، ولم يكن هذا ليغير من اقتناعى فى شيء.. فقد كنت أفكر فقط فى إرضاء الله والتقرب منه بالطريقة التى ارتضاها وبينها فى كتابه وبعث بها رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم...

سألته: ألم تصادف مضايقات أومشكلات من الأسرة ومن أصدقائك.. وهل اضطررت إلى اللجوء للشرطة لحمايتك...؟ قال لقد صادفت كثيرا من المشاكل و تجاوزتها والحمد لله.. ولكنى لم أكن فى حاجة للجوء إلى الشرطة لحمايتى.. سالته: ربما كان لك من سنك ونضج تجربتك فى الحياة أنك استطعت مواجهة هذه المشكلات وتجاوزتها..

و أضفت: لكنى سمعت أن رجال الأمن لا يرحبون بأمثالك قال: نعم ..أعرف ذلك وأستغربه .. لقد حاول صديق لى مسيحى أسْلَم أن يلتمس لديهم الحماية من تهديدات وُجِّهت إليه من عصابة من الشباب المسيحي .. فهل تعلم ماذا فعل به ضابط القسم..؟! لقد أشبعه ضربا على وجه وركله بحذائه وهو يسبه بأقذع السباب.. ثم قال له: عُد إليهم ياإبن ال[...] ولا ترينى وجهك مرة أخرى .. لآ تجلب علينا المصائب...! .. ثم أضاف الشاب: هذه عينة واحدة مما يفعله الأمن بمن يعتنق الإسلام من المسيحيين...! قلت له: هل تأكدت أن الضابط كان مسلما..؟ قال: أنا متأكد أنه مسلم على الأقل من إسمه..!!


أقرأ ايضا
مأساة المسلمين فى مصر(1)
مأساة المسلمين في مصر (2)
مأساة المسلمين في مصر(3)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق