نعم مصر مخطوفة.. والخاطفون أشعلوا فيها النار
أفكار أولية لاستراتيجية المواجهة المطلوبة
عامر عبد المنعم
نواجه حالة خداع كبرى، فما نراه من أسماء وهيئات تبدو وكأنها السلطة ما هي إلا واجهات لعدو خطف الحكم، فنحن لا نواجه سلطة مصرية انقلابية، وإنما انقلابا داخل الانقلاب. نواجه دوائر مرتبطة بالحلف الأمريكي الصهيوني يحركها حيث يريد بالشكل الذي يريد.
الذي يدير مصر الآن حلف يتكون من البنتاجون وأجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية
ومعهم دوائر محلية من الأدوات التي تنفذ الأجندة التي وضعتها الصهيونية والصليبية العالمية لتخريب مصر وتفكيكها.
لو كان يهوديا أو صليبيا يحكم مصر منذ 3 يوليو ماذا كان سيفعل أكثر مما حدث؟
-خربوا كل شيء في مصر.
-قتلوا الآلاف وجعلوا الأخ يقتل أخاه.
-ورطوا الجيش في حرب ليس لها نهاية ضد قبائل سيناء.
-حاربوا الإسلام واعتبروه ارهابا.
-أهانوا المسلمين وأعزوا غيرهم.
-جعلوا مصر موالية لإسرائيل ومعادية للفلسطينيين.
-والآن يريدون أن يستخدموا المصريين كمرتزقة لقتال الأشقاء المسلمين في دول الجوار.
وعندما نقول أن مصر مخطوفة وأن الخاطفين يشعلون فيها النار فإننا نقول ذلك من باب التشخيص الدقيق لما يجري حتى تفهم الأمة ما يحاك لها، وتضع حلولا توقف الانهيار، وتحقق حلمنا في بناء مصر مستقلة قادرة على التخلص من الهيمنة الصليبية الصهيونية.
أمام هذه المعركة المعقدة علينا أن نبحث عن استراتيجية مواجهة حقيقية يشارك فيها أصحاب العقول من أبناء الأمة وعدم ترك الأمر لاجتهادات عشوائية تضر ولا تفيد، فالخصم الذي نواجهه ليس سهلا ويسيطر علينا منذ أكثر من 200 عام ويعرف كيف يهيمن علينا بأدواته، ولديه تاريخ من المكر والتخطيط والتحرك المدروس.
هذه بعض الأفكار ربما تساهم في فتح الباب لوضع المحاور الرئيسية لاستراتيجية المواجهة المطلوبة التي تتناسب وحجم التحدي:
1-ليس أمامنا غير الصمود والصبر إلى أن يأذن الله، وعدم تحديد تواريخ للوصول إلى النصر، لأن النصر من عند الله يعطيه لمن يشاء في الوقت الذي يشاء.
2-تحديد العدو وهو الحلف الأمريكي الصهيوني والدوائر التابعة له في الداخل.
3- وقف المعارك الغلط مثل:
مع السيسي أم مع مرسي؟
مع الإخوان أم ضدهم؟
مع الإسلاميين أم ضدهم؟
مع العسكر أم ضدهم؟
مع الشرطة أم ضدها؟
4-ولتكن المعركة:
مع الإسلام أم ضده؟
مع أمريكا وإسرائيل أم ضدهما؟
وأن يكون الموقف من الإسلام والموقف من إسرائيل هما محور التحالفات والتجبيه فيجب أن تكون الولاءات على أساس صحيح.
5- العمل على حصار هذه الأدوات التابعة لأمريكا وإسرائيل وكشفها وفضحها.
6-تركيز الضغط علي الأدوات الموالية للحلف الصهيوني لعزلها عن محيطها وليس بالانجرار إلى المعارك الجانبية التي تشتت الجهود وتستنزف الطاقات.
7-العمل على تحييد من يساندون الدوائر الموالية للخارج لأسباب أخرى ليس منها العمالة وموالاة العدو ولكن ليس على حساب ثوابتنا.
8-عدم التعميم وعدم توسيع المواجهة وحصر المعركة في مواجهة الخصم الأصلي(أمريكا وإسرائيل) والأدوات الضالعة، حتى لا نطيل عمرهم ونعطيهم فرصة للهروب، ونوفر لهم مساحة من التخفي والاختباء.
9- تغليب لغة التسامح على لغة التهديد والانتقام وفتح الأبواب أمام من يريد العودة إلى الحق ولنا في رسول الله الأسوة، وفي السيرة النبوية الكثير من الأمثلة، وعندما يتغير اتجاه الريح ستستعيد الأمة الكثير ممن افتقدتهم بسبب التعقيد والتشابكات وعدم وضوح الرؤية.
10- الاهتمام بالصف المخلص وتحسين قدرته على الاستيعاب وتوظيف الطاقات البشرية بشكل صحيح، وكلما كان الصف متماسكا كلما قلت النزعات الفردية وحوصرت النزعات الشخصية.
11- علينا أن نعي أن الصراعات السياسية لا يحقق فيها طرف من الأطراف النصر بالضربة القاضية أي لا يوجد شيء اسمه المعادلة الصفرية.
12- الأخذ بأسباب القوة المعاصرة وأهمها الإعلام، فليس من المعقول أن المخلصين تركوا الإعلام لعدوهم، فهم كمن ترك حلبة المصارعة حيث الجمهور وذهب يستعرض عضلاته في شارع جانبي أمام نفسه، وهذا التخلف الإعلامي يثير الاندهاش وليس له مبرر وغير مفهوم.
هذه أفكار أولية أطرحها من باب الحث على التفكير وشحذ الأدمغة لاقتحام ساحة طالما ابتعدنا عنها فخسرنا الكثير.
علينا أن نفكر ونعطي مساحة للعقل لنغير مكاننا من رد الفعل وتلقي الضربات إلى الإمساك بزمام المبادرة وتحويل اتجاه الصراع لصالح الأمة ولإنقاذ مصر مما يدبر لها.
المعركة في مصر يتوقف عليها مستقبل العالم، ولأنهم عاجزين عن السيطرة عليها فهم يعملون الآن على تخريبها وهدمها وإشعال النار فيها ودورنا أن نتصدى لهذا التخريب، وهذا يحتاج إلى استراتيجية مواجهة صحيحة توحد الأمة، تلم ما تمزق وتجمع ما تفرق.
بقي القليل لإنهاء الهيمنة الغربية على بلادنا فالأمة اجتازت الكثير من الحواجز ولم يبق إلا الحاجز الأخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق