دبلوماسي إيراني: تحركنا بالمنطقة دفاعي وعلاقتنا بالسعودية طيبة
البروفيسور سيد محمد كاظم سجاد بور
الأستاذ بكلية العلاقات الدولية في وزارة الخارجية الإيرانية وسفير إيران السابق لدى الأمم المتحدة
أصبحت إيران هي محور الحروب والنزاعات والأحداث الرئيسية التي تجري في المنطقة، فبعد أن كانت صراعاتها لعقود مع الغرب والولايات المتحدة التي كثيرا ما توصف فيطهران بـ"الشيطان الأكبر"، استدارت إلى جيرانها وأصبحت في مفهومهم هي المهدد الرئيسي لهم، في حين ترى هي رأيا آخر.
حلقة الأربعاء (6/5/2015) من برنامج "بلا حدود" استضافت البروفيسور سيد محمد كاظم سجاد بور، الأستاذ بكلية العلاقات الدولية في وزارة الخارجية الإيرانية وسفير إيران السابق لدى الأمم المتحدة، ليتحدث عن الدور الإيراني في الصراعات والحروب القائمة في المنطقة، والفرص المتاحة للتفاوض والتعايش السلمي بين دول المنطقة.
ويرى الدبلوماسي الإيراني أن هناك أزمة كبيرة في المنطقة لها سمات مختلفة ومتعددة، أبرزها تدهور الدولة في بعض أجزاء العالم العربي، والصراع بين الدول، والحرب الأهلية، فضلا عن وجود حيز أكبر للاعبين إقليميين، واهتمام دولي أقل مقارنة بالماضي، بما يعني أن القرار يتخذ من كل هذه الأطراف.
وأضاف ساجد بور أن اللاعبين الدوليين لم يرحلوا بشكل كامل عن المنطقة، ولكن الاهتمام بها تراجع عما قبل، وهذا يعني أن هناك أزمة حقيقية لكن يمكن إدارتها من قبل اللاعبين الإقليميين.
موقف الغرب
وردا على سؤال بشأن سبب تجاهل الغرب والقوى الكبرى لمنطقة الشرق الأوسط، قال "إنهم ربما يريدون للمنطقة أن تشتعل، ولكن هناك عوامل مختلفة وعناصر كثيرة أدت لهذا الفهم، فهناك قيود محلية داخلية ليست كالماضي على المستوى السياسي والمالي".
وأضاف أنه يبدو أنه لم تعد هناك قدرة على إدارة الوضع بسبب الأثر التراكمي لكل هذه العوامل، مما يجعل الأطراف الدولية تترك المنطقة، فهم لا يريدون أن يضخوا أموالهم ودماءهم فيها، فضلا عن أن هناك اهتمامات أكبر في آسيا لهذه الدول.
وبشأن المدى الذي يمكن أن تصل إليه الصراعات في المنطقة وتأثيراتها على دولها قال إن هناك إمكانية لأن يندلع المزيد من الصراع، وكذلك إمكانية للمزيد من التعاون، لأن هناك تصورا في إدارة الصراع يعتمد على نضوج الصراعات.
وتابع "أملي أن يتم المزيد من التعاون، فالمزيد من المواجهات تم بالفعل، وقد استنفدت المواجهات، والأزمة السورية مثال واضح، فكل الأطراف استخدمت إجراءاتها المفرطة التي يمكن استخدامها، واليوم هناك فهم بأن الأزمة لها فقط حل سياسي، وهذا لا يأتي فقط من جانب واحد وإنما من جوانب متعددة".
واعتبر ساجد بور أن حل أزمة الملف النووي الإيراني "والذي هو في مراحله الأخيرة" سيفتح الباب للمزيد من التعاون الإقليمي، مشددا على أن العلاقات الطيبة بين السعودية وإيران ستكون خيرا للمنطقة بالكامل، "وأتمنى أن تستمر العلاقات بين البلدين طيبة وكذلك العلاقات مع تركيا".
عسكرة النزاعات
وعن أسباب عسكرة النزاعات القائمة في المنطقة التي تعد إيران طرفا فيها، قال إن بعض اللاعبين الإقليميين اعتقدوا أن بإمكانهم حل هذه الأزمات باستخدام القوة العسكرية وهذا تسطيح لما يجري، فعادة الحلول العسكرية تبدو سهلة في بدايتها، وشهية للحل السياسي السريع، معتبر أن عقلية التغيير السريع لن تنجح.
وقال إن إيران في وضع دفاعي، والموقف الإيراني في العقدين الماضيين كان وضعا دفاعيا، ونفى أن يكون لبلاده وجود عسكري في اليمن بأي شكل من الأشكال.
أما سوريا فاعتبر أن ما يحدث فيها ليس متعلقا بالديمقراطية، واللاعبون الإقليميون اعتقدوا أن الوقت أصبح مناسبا لتوجيه لكمة إلى إيران، وضربها في المشرق، عبر استغلال الفرصة والنظام السوري يقع تحت ضغوط، وبالتالي قطع رقبة إيران في المنطقة، حسب قوله.
ويرى أن محاولة الإطاحة بالنظام السوري كانت مقدمة للإطاحة بأنظمة أخرى ضمن محور الممانعة والمقاومة.
وأما العراق فقال إن تنظيم الدولة الإسلامية ظهر نتيجة لعسكرة "الثورة السورية" وسيطر على ثلث الأراضي العراقية واقترب من الحدود الإيرانية، وبالتالي فإن التواجد الإيراني في العراق جاء دفاعا عن أمنها، ولا يعني احتلالا، مستشهدا بما قاله الزعيم الكردي مسعود البارازاني من أن العراق طلب المساعدة من إيران وغيرها لكنها الوحيدة التي استجابت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق