الأربعاء، 6 يوليو 2016

أسلوب ضيافة

أسلوب ضيافة
         صافينار وليلان داوود     


 عبد الحكيم حيدر

جنّب، يا صاحبي، الآن الحديث في مسألة جزيرتي تيران وصنافير، وتعال نتحدث في مسألة صافينار، ودع موضوع ليليان للخاتمة، وركز معي في الموضوع، وسمّعني الصلاة على الحبيب قلبك يطيب، على رأي المرحوم الشيخ عبد الحميد كشك.

بدأت صافينار رحلة كفاحها وهزّاتها الأرضية والهوائية في مصر متأثرة، على وجه خاص، بسلفها الصالح في مهنتها، فيفي عبده. 
وكان أول تعاقد لها في قاهرة المعز، بعد موت كافور الإخشيدي بمئات السنين، مع ملهى ليلي تمتلكه زوجة أحمد عزّ. 
هكذا ترسم الأقدار ما بين القاهرة المملوكية وأرمينيا، حتى من أيام بدر الجمالي.
ولا تنسَ أن أول من جاء بالأرمن هو بدر الجمالي، وأسكنهم منطقة باب الشعرية. ولعلّه كان يمتلك ساعتها مصنعاً للنحاس أو الرصاص في الفجالة أو بكوم عيسى. 
المهم أن صافينار كافحت وكانت تتنقل في أيام الراحات إلى شرم الشيخ، لأداء تنسكاتها الخاصة في طور سيناء، فعلمت بالأمر زوجة أحمد عزّ، فقدّمتها للمحاكمة، وذلك بالطبع قبل محاكمة ارتداء صافينار العلم المصري، والرقص به على "تسلم الأيادي"، فصافينار قدّمت وستقدّم لمحاكمات كثيرة، وسيحكم عليها بالسجن، وهي بالطبع في شرم الشيخ تقوم بباقي تنسكاتها، إلا أن صافينار استطاعت بتوصيات أولاد الحلال من المحامين (تخصص بير سلم)، أوصوا صافينار بأن تقول إن المحامي تقصد محامي زوجة عز "كان عاوز يعمل معايا حاجة وحشة". 

وبذلك، استطاعت صافينار أن تذهب إلى شرم الشيخ في أي وقت، خصوصاً وأن التنسك والتبتل حالة شخصية جداً بين العبد وربه، ثم زادتنا صافينار من الشعر بيتاً، بعد 30 يونيو، وذلك بعدما تمكّنت من قوة وتأثر وجاذبية هزاتها الأرضية، فقالت علناً إنها لبست النقاب ورقصت كمان على "تسلم الأيادي" في هذا اليوم، فقالوا لها: (وهل أنت بالفعل تلبسين النقاب؟)، فردّت في ثبات وقوة، من دون أن يهتز لها حاجب أو هدب: نعم، أنا ألبس النقاب والعباية من زمان، وأنا في دبي قبل ما أكون في مصر. 

والآن، نعود إلى موضوع ليليان، فبعد ساعات من انتهاء عقد عملها في قناة فضائية، كان يمتلكها ساويرس، وباعها لأحمد أبو هشيمة بيعاً في جوهرة "فض مائدة رحمان اليسار"، وسيكون لنا معه حديث آخر، إذا بالشرطة ترحّل ليليان، بحقيبة يدها من دون ابنتها الصغيرة، وكأنها لصة أو مهرّبة هيروين، أو لا قدر الله شيء آخر. 
وانطلقت بالطبع صحافة "بير السلم"، بأن ليليان، والعياذ بالله، مريضة بالإيدز. 
وهذا بالطبع من كمال الأخلاق والأدب مع الضيف، خصوصاً إذا كان الضيف من عائلةٍ لها علاقة بالعمل الصحافي من قرن ونصف في مصر، سواء في "الهلال" أو "الأهرام"، حتى ذلك لم يضمن لليليان أي شيء من التعامل الكريم، حتى إن الصحافي الكبير صلاح عيسي سئل عن ترحيل ليليان، فقال بلا تعتعة أو اضطراب: هذا إنفاذ لصحيح القانون. 
شكراً يا عم صلاح، وأدامك الله تعالى، أسطى في العلاقات الدولية، بعدما تركت الحزب، وتخصصت في المسالك البوليسية ومصالح العسس وعنب الأنظمة وترحيلات الخصوم ليلاً بأمر الدرك.

فيا رب، طالما الرئيس، بقدرة الله، يمشي على خطى محمد علي، كما قال نقيب الصحافيين السابق، دكتور ضياء رشوان، وصافينار، أراها تركّ ركّاً على خشبة المرقص أمام المطرب محمود الليثي، وتضرب للوراء في أحد أفلام العيد الذي لا أعرف كيف استطاعت أن تصوّره، وهي بين كل تلك القضايا والأحكام التي غالباً ما تخرج، في نهايتها، بالبراءة، وطالما الأمر ميسّر إلى هذا الحد، ونحن نقتفي خطى محمد علي باشا تماماً في البر والبحر والجو، وننفذ صحيح القانون، كما قال الأسطى صلاح، فلماذا نوجع دماغنا بموضوع ليليان؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق