ظلمات فوقها ظلمات..
فاخرجي يا أمة.. تنكشف الغمة..
بقلم د محمد عباس
هذا القرصان الغبي المجرم الذي يحكم الولايات المتحدة الأمريكية أقوى من الشيطان و أشرس، أو قل أنه هو الذي حول الولايات المتحدة الأمريكية من قوة شيطانية إلي ما هو أشد شرا ودموية وخسة، فالله لم يعط للشيطان على الإنسان من سلطان سوي سلطان الغواية، التي يستطيع الإنسان مقاومتها ، لكن هذا الشيطان القرصان، يملك فوق سلطان الغواية سلطان أقوى قوة عسكرية في التاريخ.
ولقد دأبت الولايات المتحدة الأمريكية منذ نشأتها الإجرامية بسرقة أرض و إبادة شعب واستعباد شعب آخر على محاولة تشويه الدنيا برؤاها الشيطانية، التي يغذيها خليط دنس من الفلسفات والأساطير التي تنتمي زورا إلى اليهودية أو المسيحية. فهذا القرصان المسعور الذي يأمره دينه أن يدير خده الأيسر لمن يضربه على خده الأيسر يعيث في العالم فسادا ويسفك أنهارا من الدماء لم يسبق عبر التاريخ أن سفك مثلها.
هذا الوحش الغبي المسعور لا يفعل ذلك لمجرد أنه وحش وغبي ومسعور، و إنما اختارته الحكومة الخفية التي تحكم الولايات المتحدة، ومن خلالها تحكم العالم، اختارته لأنه غبي، فأي ذكي ما كان له إلا أن يرفض تنفيذ رغبات هذه الحكومة الشيطانية، و أي إنسان ما كان له أن يسبب هذا القدر من الشقاء والدمار للعالم، و أي عاقل كان لا بد سيدرك، أن هذه السياسة الطائشة المجنونة لا بد أن تعود في النهاية بالدمار علي من يرتكبها.
***
و إذا شئنا أن نلخص هدف السياسة الأمريكية في جملة جامعة مانعة، لما كانت هذه الجملة إلا: إنما أتيت لأدمر مكارم الأخلاق..!!
و لأن الإسلام نزل على البشرية ليتمم مكارم الأخلاق فليس ثمة قوة في العالم بقادرة على وقف هذا الوحش الغبي المسعور إلا الإسلام والمسلمين.
إن إدراكنا لحتمية الصدام هو سبيلنا الوحيد لا إلى الانتصار فقط.. بل إلى مجرد حماية وجودنا وديننا. لذلك فإن كل القوى الإسلامية الداعية إلي الحوار والتقريب و إزالة أسباب الخلاف إنما هي – علمت أم لم تعلم – تقوم بدور النخاس الذي يقوم بترويض العبيد كي يحسنوا خدمة زبائنه وسادته الراغبين في بضاعته.
***
وما دام الصدام حتميا فإن علينا أن ننظر إلى الوضع الكارثة الذي نجد الآن أنفسنا فيه بعد أن خاننا الحكام والنخبة وظلوا كل تلك الفترة يتخلصون من كنزنا الإسلامي ليستبدلوه بالوباء الغربي.
نجح الغرب أن يحاصرنا في حلقات.. حلقة خلف حلقة.. كظلمات فوقها ظلمات.. وقد تواكب مع ذلك ضرائب حروب لم نحاربها في الوقت المناسب، وجهادا لم نجاهده كما ينبغي للجهاد أن يكون، فإذا بالعالم يتداعى علينا كما تتداعى الأكلة على قصعتها.
فالهند على سبيل المثال، الهند التي لم نجاهد فيها كما ينبغي للجهاد أن يكون، تحولت من مملكة إسلامية إلى خطر علي الإسلام. والصين، التي غزت بلادا إسلامية يوجد فيها الآن أكثر من مائة مليون مسلم، تخشى اشتداد ساعد الإسلام الذي سيطالب حين استعادة قوته بعودة بلاده، وروسيا التي تشكل البلاد الإسلامية المحتلة 93% من مساحتها ( نعم.. مساحة الاتحاد السوفيتي في القرن الخامس عشر كانت 7% من مساحتها الآن.. أما الـ 93% الأخرى كلها فهي بلاد إسلامية استولت عليها روسيا تماما كما استولى اليهود على فلسطين).. و..و..و..
يترتب علي هذا أن العالم كله يخشى أن يستعيد المسلمون قواهم، ليطالبوا بحقوقهم المغتصبة.
يتكالب العالم كله على العالم الإسلامي تكالب الفريسة على الضحية التي عجز رعاتها عن حمايتها.. بل خانوا وهانوا فساهموا في اصطياد الفريسة.. وكان ما كان فتكالبت الوحوش على الغنيمة..
دائرة حصار تشمل العالم كله.. داخلها دائرة حصار أخرى تشمل حكام العالم الإسلامي الذين أوصلوا الأمة إلي ما وصلت إليه قرنا بعد قرن عن طريق الجهل والخيانة والسطحية والأنانية وقصر النظر.. داخل دائرة حصار الحكام دائرة أخرى هي دائرة الجيوش.. التي تركت مهمتها الأساسية لحماية بلادها لتكون وحدات متخلفة سيئة التدريب تابعة للجيش الأمريكي ولا تتحرك إلا لصالح أمريكا أو لحماية أنظمة الحكم التي ترضى عنها أمريكا.
داخل دائرة الحصار تلك توجد دائرة حصار أخرى أخس و أشرس هي دائرة أجهزة الأمن التي دمرت وجدان شعوبها خدمة للموساد والسي آي إيه. . دائرة بلا دين ولا خلق ولا ضمير.. دائرة لا تقل وحشية وشيطانية عن الوحش الأمريكي نفسه.. بل ربما تزيد.
داخل دائرة حصار الأمن توجد دائرة حصار الإعلام الذي تكفل عبر القرن الماضي على الأقل بغسيل مخ أمته وتزييف وعيها خدمة للحاكم النخاس وللقرصان الغربي. إعلام لم يتورع طيلة الوقت عن الكذب المجرم ترويضا للأمة.
داخل دائرة الإعلام يوجد دائرة المثقفين، وهم في الغالب الأعم ليسوا مثقفين بأي معنى، فما هم سوى موظفين عينتهم جهة الإدارة التي تعين رجال الأمن ( أو على الأحرى وحوش الأمن) وبنفس المنهج، وهم أيضا وحوش وذئاب ضارية كانت وظيفتهم نهش عقيدة الأمة وتسفيه لغتها و أخلاقها.. لا أقول لمصلحة العقيدة الغربية أو الأخلاق .. بل أقول لمصلحة انعدام العقيدة الغربية وانعدام الأخلاق.
في عام 1912- على سبيل المثال – كانت المظاهرات الحاشدة تخرج في العالم العربي تأييدا لكوسوفا وكان عشرات الشعراء يكتبون فيها القصائد العصماء .. وسنة 1995- على سبيل المثال أيضا– لم يكن أحد من معظم الناس قد سمع مجرد سماع عن كوسوفا ولا أحد كان يعرف مكانها على الخريطة بله تاريخها الإسلامي.. وكان عشرات الشعراء مشغولون بكتابة قصائد تمجد الشذوذ الجنسي وتجترئ على الله سبحانه وتعالى وتسخر من القرآن الكريم وتسب الرسول صلى الله عليه وسلم.
في عام 1912 كان العالم هو القدوة وفي عام 1995 كانت الراقصة هي القدوة..
في عام 1912 كان المجاهد هو المثل الأعلى وفي عام 1995 كان الخائن هو المثل الأعلى أما المجاهد فقد تحول إلي إرهابي يطارد.
حاصل الطرح بين عامي 1912 و 1995 هو ثمرات خيانات حلقات المثقفين والإعلام.
بالتوازي مع كل هذه الحلقات كان التعليم يجهل الأمة..
وكانت حلقة الفساد والكذب تتخلل هذا كله وتستنزف الأمة المحاصرة في مركز الدائرة التي تحيطها كل هذه الحلقات من الحصار.
***
إنني أقدم لكم يا قراء هذه الصورة القاتمة البالغة السواد لا لكي أبث اليأس في قلوبكم بل لأزرع الأمل.. ولأقول لكم أن أمة احتملت كل هذا الحصار والنزيف والخيانة والقهر ولم تمت هي أمة موصولة بحبل السماء وستنهض لتنتصر.. إن شاء الله..
***
عبر التاريخ كله كانت الدولة الغازية تتحمل نفقات الغزو كي تنهبه بعد ذلك.. حتى بريطانيا المجرمة فعلت ذلك.. أما أمريكا الأكثر إجراما فقد قلبت الآية و أصبحنا نحن الذين نمول لها حروبنا ضدنا!!..
***
انظر أيها القارئ في أي بقعة من بقاع عالمنا الإسلامي إلى حكومتك وقارن كيف تسوسك ثم قارن كيف تسوس أمريكا عالمنا الإسلامي.. انظر وقارن.. وستكتشف على الفور أن الكفر ملة واحدة.
حاكم سند حكمه الوحيد هو رضاء أمريكا عنه، ولكن دعنا من ذلك الآن – وعلى أي حال فقد تحدثت في هذا الأمر في مقالات سابقة- .. هذا الحاكم يعامل شعبه كعدو أعزل، أما هو فيملك الدبابات والطائرات وفرق الأمن والأسلحة التي يستوردها من أمريكا طبقا لحاجة الاقتصاد الأمريكي وليس طبقا لاحتياجات بلده.. وتسهل له أمريكا الحصول على العمولات والرشاوى لتكون نقطة ضغط عليه في أي وقت. هذا الحاكم سيعين وزراء ومساعدين علي شاكلته، وسيدرب جهاز أمن قوي شرس في أمريكا.. وسيستورد أجهزة التعذيب من أمريكا.. وسيقرب ويعلي كتابا منافقين مزورين يعلون من شأنه.. وسيعين معارضة مستأنسة هزيلة وهزلية للديكور أمام الغرب.. وستحلل له أمريكا ما يفعل.. 40% من ميزانية أي دولة إسلامية تنفق على تأمين البيت الحاكم: ابتداء بالجيش والأمن والأحزاب المصطنعة والصحف الحكومية التي تخسر المليارات بغير حساب وانتهاء بالسرقة والأموال المهربة.. وبلد يستنزف 40% من ميزانيته فيما لا طائل خلفه لا يمكن أن يحقق أي تنمية اقتصادية.. وتتدهور الأحوال ويزيد السخط على الحاكم فتزداد حاجته إلى الأسلحة والجيش والأمن ليتفاقم الوضع ويتفاقم الانتقاد فلا يجد الحاكم إلا تفتيت قوى شعبه كي يتناحر كل فصيل منها مع الفصيل الآخر..
كل هذا يتم على حساب الشعب وبماله.. حصار الشعب وترويعه وقتله وتهديد أمنه يتم على حسابه وبماله.
***
والآن انظر أيها القارئ إلى أمريكا.. إنها تتعامل بنفس المنهج.. التفتيت.. استثارة العداوات التي زرعتها بريطانيا المجرمة كألغام موقوتة.. محاباة الفاسدين أعداء شعوبهم.. تسليط كل دولة على الأخرى.. أما عندما تقوم هي بمهمة الغزو والدمار فإن البلد الذي لا يدفع نصيبه في الفاتورة يكون مهددا هو الآخر بغزوه وتغيير نظامه.. وحتى عندما يدرك الحكام خطورة الوضع عليهم فإن كل حاكم منهم يرتاب في شقيقه فيسارع إلى مزيد من التورط والخيانة كي يحظى عند القرصان الأمريكي بالحماية.
***
كان الاستعمار دائما كذلك.. كان شيطانا.. وكان كالشيطان يغطي غواياته بالشعارات والمواثيق والقوانين حتي لو كانت زائفة.. حتى جاء القرصان بوش.. ليتصرف لأول مرة في التاريخ على مستوى الدول كقرصان وقاطع طريق وبلطجي.. ولم يعد يسعى لتغطية غاياته ولا لتسويغ سلوكه إلا كما يلجأ القرصان وقاطع الطريق والقاتل المأجور لتفسير لماذا يرتكب جرائمه.
***
إن حرية السوق – أساس النظرية الرأسمالية كلها - لا تؤمنها حركة السوق التي خدعونا بها عشرات العقود بل تؤمنها البوارج والصواريخ والطائرات والانقلابات العسكرية التي يقوم بها ضد الحاكم الخائن جنرال أشد خيانة.. والانقلاب خلفه أمريكا..
وشفافية البورصة تسفر عن عمليات النصب والاحتيال والتهديد والخطف والاغتصاب.. والاحتيال خلفه أمريكا..
أما حرية المرأة فهي وسيلتهم لهدم مؤسسة الأسرة توسلا إلى هدم المجتمعات ونشر الدعارة والشذوذ..
و أصبحت حرية الفكر لا تعني إلا حرية الكفر.. بل إنها ليست حرية بل حتمية الكفر لأن من لا يكفر سيعاقب بالبند السابع من قرارات الأمم المتحدة وسيقصف باليورانيوم المشع ليدمر الوطن والأمة والأجيال..
وفي هذا كله تفوق بوش – كرمز لحضارة الغرب – على الشيطان ذاته والذي لم يكن يملك من وسائل الإفساد سوى الغواية..
***
كشف هذا القرصان المجرم زيف الحضارة الغربية كلها..
ولو أننا أنفقنا كل ما نملك كي نكشف منها ما كشف لعجزنا..
***
الآن تبدأ الحلقات في الانهيار..
ولكي تعلموا كيف: انظروا إلي أي بلد إسلامي.. أي بلد فيها يستطيع جيشه أن يفديه بروحه وهو الذي تم تدجينه و إفساده فلم يعد يصلح لخوض حرب مع جيش آخر.. و إتما لمجرد مواجهة المظاهرات بالدبابات والطائرات....
أي حاكم في أي بلد إسلامي يضمن ألا تقوم قوات أمنه التي دربها على تعذيب شعبه لن تعذبه هو شخصيا راضية مسرورة تحت إشراف ضابط أمريكي..
بل أي نائب أو وزير يأتمنه و أي صحيفة من الصحف التي نماها ورعاها لن تكون أول من يمزق لحمه عندما تقترب القوات الأمريكية..
أي حزب من الأحزاب العميلة التي رباها الحاكم العميل لتكون سندا في الخيانة لا تتلمظ الآن لخيانته والوصول إلى مقعد الحكم على أسنة الرماح الأمريكية..
أي رئيس تحرير من الذين يقبلون كل صياح حذاءه لن يكون مستعدا غدا مع الإشارة الأمريكية المدعمة بقوات الغزو لأن يصفع رأسه بحذائه..
***
إن الخيانة التي كانت تحمي وترسخ الاستقرار في السلطة هي بذاتها الآن هي الخيانة التي تهدد..
الآن تدرك الأمة كما لم تدرك أبدا أن عدوها أقرب من أمريكا بكثير..
والآن يدرك الحكام أن الخطر عليهم إنما هو من أمريكا ومن عملائه المقربين..
أكلت الخيانة نفسها.. والأخلاء الآن بعضهم لبعض عدو..
وتلك بداية انعكاس الدورة..
***
أما أنت يا أمة فعليك أن تواجهي حلقات الحصار.. الأقرب فالأبعد..
عار علي كل شعب مسلم ألا يواجه حكومته ويقصيها إذا ما شاركت في غزو العراق..
الدور الآن دور الأمة..
وياله من عار عليك يا أمه أن يقولها لك إنجليزي.. أن الأمة تستطيع منه غزو العراق إذا ما خرجت بالملايين في الشوارع..
فاخرجي يا أمة..
اخرجي...
إن العمليات الاستشهادية ليست شرفا يقتصر على أبطال فلسطين و أفغانستان والشيشان وكشمير..
فاخرجي يا أمة..
قدمي شهداءك..
ألف شهيد منك يا أمة سيمنعون تدمير الأمة وقتل ملايين دون شهادة..فالناكص الآن عن الجهاد فار من المعركة.. والفرار لا يكونون شهداء و إن قتلوا..
ألف شهيد في الميادين والشوارع قد ينقذون الملايين من الموت تحت الأنقاض..
ألف شهيد يردون عنا عار الدنيا وخزي الآخرة..
فاخرجي يا أمة..
اخرجي..
اخرجي..
اخرجي..
***
***
***
حاشية 1
الرئيس مبارك..
نيابة عن المصريين جميعا.. مسلمين ومسيحيين.. أشكر الرئيس مبارك على هديته لأقباط مصر بجعل 7 يناير عيدا رسميا و إجازة لعموم الوطن.
ولا ريب أن شكرنا للرئيس كان سيكون أكثر و أكثر و أكثر لو أن قراره ذاك جاء استجابة للحديث النبوي الشريف: من آذى ذميا فقد آذاني.
وكان شكرنا سيكون أكثر و أكثر لو كانت هديته خالصة لبعض رعيته وليست استجابة لرغبات – ولا أقول غير ذلك تأدبا- أمريكية. ذلك أن الأمر بهذه الصورة لا يكون هدية و إنما إتاوة، كما أنها ليست موجهة لأقباط مصر بل للمسيحية البروستانتية الصهيونية في أمريكا.
وكان شكرنا سيكون أكثر لو أن فخامته تذكر أن في مصر دينا آخر اسمه الإسلام ، قصارى ما يطالب به أهله في عهده ألا يكونوا مواطنين من الفئة الثانية و أن يتساووا في المعاملة مع الأقباط، وقد كان جديرا بفخامته أن يردف هديته للأقباط بهدية للمسلمين، لا بمنحهم إجازة أو عيدا، بل بالإفراج عن أكثر من عشرين ألف معتقل ظلوا في معتقلاته – لا معتقلات مصر – طيلة عهده، لم يشفع لأي واحد منهم أي شفيع سوى شفيع واحد: أن يثبت أنه قد قبض عليه بالخطأ .. لأنه قبطي!!..
هل ترضى يا سيادة الرئيس أن يقول الناس عن عهدك أنه العهد الذي أعز اليهود والأمريكان وأذل المسلمين؟!.
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق