الجنازة المليارية .. !
د. عبدالعزيز كامل
عندما مرَّت جنازة فأُثْنِيَ عليها خيرا، قال ّرسول لله صلى الله عليه وسلم: (وجبت وجبت وجبت) ، ومُرَّ بجنازة فأثني الناس عليها شرّاً، فقال نبيّ الله صلى الله عليه وسلم: (وجبت وجبت وجبت)، فقال عمر: فدى لك أبي وأمّي، مُرّ بجنازة فأثني عليها خير فقلتَ: وجبت وجبت وجبت، ومرّ بجنازة فأثني عليها شرّ فقلت: وجبت وجبت وجبت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنّة، ومن أثنيتم عليه شرّاً وجبت له النّار، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض) رواه البخاري.
وشهود الجنازة من شهداء الله في أرضه ؛ قد تكون تشييعا للروح لا للجسد.. كما حدث ويحدث كثيرا في التاريخ، حين يحال بين حضور الخيرين لجنازات الطيبين ..فيكون تشييع الروح حضوريا بالدعوات والترحمات في جنازة روحانية ، يشيع فيها ذووا الأرواح في الدنيا أرواح الطيبين إلي الآخرة..ولذلك شرعت صلاة الغائب..وعلى هذا تكون بعض الجنازات المشهودة مليونية...إن لم تكن مليارية..! لتجاوزها حدود الزمان والمكان..
والعجيب أن الجنازة المشهودة للروح الطيبة بالدعوات الطيبات . . تكون تشييعا لقاتليه أوظالميه في الوقت ذاته بسوء الدعوات واللعنات ، وهذا هو الفارق الحاسم الجازم بين الأخيار والأشرار ..وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم..( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم (أي تدعون ) ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم )...رواه مسلم ..
والصالحون شهدوا وسيشهدون لجنازة الرئيس المغدور بالخير ويشيعوها بوافر الدعوات الصالحات ..شاهدين وداعين على القتلة ببالغ اللعنات... وهذا هو جوهر التشييع الحق والحي للجنازات..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق