هل تدرون قيمة مرسي؟!
بقلم أ. محمد إلهامي
نعم، أخطأ كثيرا، وهو نفسه اعترف بهذا، وقال في خطابه 28 يونيو بأنه أخطأ حين ظن أن النهج الإصلاحي أفضل، وأنه مقتنع الآن بأن الأفضل كان هو النهج الثوري..
نعم، ولكل منا نصيبه من الخطأ، لكنه.. وقف وقفة الرجل، وقفة البطل، وقفة حفظ بها الثورة وقد كان بإمكانه أن يكون كالغنوشي في تونس أو كالإخوان في اليمن أو كالهاشمي في العراق أو كنحناح في الجزائر.. فكل هؤلاء لم يقفوا بل انهزموا وانبطحوا واستسلموا.. ثم سوقوا عارهم هذا على أنه النجاح العظيم والخطة المحكمة والإفلات من الفخ المنصوب لهم… إلخ هذا الهراء!
لو أن مرسي قبل التنحي لرأيت كثيرا من أتباع الإخوان اليوم يبررون للتنحي وينظرون حول العودة للتربية ولتعليم هذا الشعب الجاهل الذي لم يصبر (وسيجدون في مادتهم التربوية منذ السبعينات تراثا فكريا يدعمهم ويبنون عليه).. لكن وقفة مرسي ثم من تبعه من قيادات الإخوان أنقذت الثورة، وأنقذت ضمن من أنقذت الإخوان أنفسهم، وأعادتهم إلى التراث الحقيقي الأصيل (تراث البنا وقطب) لا التراث المدجن الذي اصبطغت به الحركة في أواخر السبعينات وما بعدها.
تابع أخبار تونس لتعرف إلى أي حضيض وصل الغنوشي، لقد وصل إلى حضيض “التعاون مع نظام بن علي من أجل مصلحة تونس”، وهذا من بعد حضيض “الحرب على الجهاديين” وحضيض التنازل عن الشريعة في الدستور تحقيقا للتوافق، ثم التنازل عن رأي الشعب وإرادته وترك السلطة تحقيقا للتوافق، ثم التنازل بعدم المنافسة على الرئاسة ودعم اليساري المرزوقي الكاره للشريعة والواقف ضدها في الدستور منذ أول يوم!
أين هذا ممن قال: “إذا كان الدفاع عن الثورة ثمنه حياتي فأنا سأقدم هذا راضيا”، وقال أيضا: “كانوا رجال.. لا يقبلون الضيم، ولا ينزلون أبدا على رأي الفسدة، ولا يقبلون الدنية أبدا من وطنهم أو شرعيتهم أو دينهم”.. إنه الرجل الذي كان أقصى أمانيهم أن يبقى في السلطة مع تفويض صلاحياته للبرادعي (العلماني المحسوب إعلاميا على الثورة).. لم يجرؤ أحد أن يراوده على عودة النظام القديم بشخوصه كما يلعبون بالغنوشي.
وفي اليمن، يفخر القوم بأنفسهم أن انهزموا ففوتوا على السعودية خطتها في إضعافهم! أي أننا انهزمنا وهزمنا معنا السعودية ففازت إيران علينا وعلى السعودية معا.. أرأيتم الحكمة؟!! أرأيتم الإنجاز؟!! أرأيتم الوعي؟!! وهذا إذا نسينا تاريخ تضييع الثورة منذ إدخالها لدهاليز اللقاء المشترك ووضعها تحت رحمة المبادرة الخليجية ثم دعم نائب على صالح بل وتحصين علي صالح نفسه!!
أين هؤلاء ممن كان -وبنهجه الإصلاحي- كلما أوشك #مبارك على الخروج كلما كان النائب العام يفتح له قضية أخرى؟! ولو أنه كان ثوريا لأطاح بهذا القضاء الفاجر العاهر كله.. لكن المعنى المقصود أنه في قلب إصلاحيته كان أكثر ثورية من آخرين -في اليمن- أكثر عددا وعدة ونفوذا.
ولا نطيل بذكر مواقف الهاشمي ونحناح.. فالقصد هو بيان فضل هذا الرئيس النبيل الأسير على الحركة الإسلامية كلها، وبالذات في مصر.
فك الله أسره وحفظه وأعاده إلينا سالما غانما منصورا!
وسلام على مولانا الأسير البصير، الملهم الموهوب، صاحب الفضل على الحركة الإسلامية كلها، شيخنا #حازم_أبوإسماعيل الذي كان أول من مهد الطريق لرئيس إسلامي، ولولاه لكانت غاية أماني الحركة الإسلامية أن يتولى البرادعي الرئاسة.. فسلام عليه سلام عليه سلام عليه، من بطل جرئ وثائر حر أبي!
وسلام على كل الثائرين.. الشهداء، والجرحى، والمعتقلين، والمطاردين، والمهاجرين
عسى الله أن يثبتنا ويبصرنا وينصرنا ويجمعنا في هذه الدنيا على الحق ثم في الآخرة في جنته ودار كرامته بعد أن يشفي صدورنا من القوم الكافرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق