رثاء الرئيس "محمد مرسى"
القدوسي يرثي الرئيس مرسي.. كان منكم
كان منكم
إلى الرئيس الشهيد محمد مرسي
شعر: محمد القدوسي
تموتُ كما كنتَ تحيا شهيدا
وتذهبُ حيثُ أردتَ وحيدا
فإن قتلوكَ فإنكَ حيٌ
وإن ضيعوكَ فلستَ بعيدا
يقولون: أخطأ، قلت: وحاولَ لكنكم تتقنون القعودا
وأنصفُهُ الآنَ ما كان غرا
وكان إلى ما يراهُ عنيدا
وأي الخطايا أخذتم عليهِ؟
أفرَّ من الحربِ في كلِّ حربٍ،
وسمى الهزيمة نكسة يونيو،
وعَدَّ احتلالَ البلادِ صمودا؟
أأعطى الدنية وغدا ذليلا،
وفرط في شرعكم ليصير انفتاحا،
وقَبَّلَ قاتلَكم مستزيدا،
ووقع بالزور عنكم عهودا
لكي تغرقوا في الغثاء غثاءً
ويبقى اليهودُ عليكم يهودا؟
أكبَّل مصرَ وقالَ: استقرتْ،
وسلمكم للفساد أسارى،
وعيَّنَكم للعدو جنودا؟
أأدخلكم سجن من سبقوهُ،
ومن لحقوهُ،
وزاد قيودا؟
أطاردكم في الشوارع قهرا،
وقَتَّلَ أبناءكم، واستباح البناتْ،
وحرم قرآنكم، قاصدا أن يموت،
وكمم أفواهكم بحبال السكوت؟
أكانت عدالته، حين يعدلُ، ضرب السياط؟
خطيئته أنه كان منكم،
فلا قال إني منعتُ المناصبَ عنكم،
ولا قال من أين آتي بمالٍ إليكم،
ولا عير الفقراءَ فقد كان منهم ومنكم،
أصيلا أصالة جذر لعود
بسيطا بساطة خبز الجدود
على كفه الفأس بعض خطوطٍ
ويفرح بالقمح يوم الحصاد
ويذكر ما تذكرون تماما
خطيئته أنه كان منكم
يصدق ما قيل عن جيشكم والجنود
فصدق من خدعوه
وأوفى لمن خذلوه
أدار لحقد العداوة ظهرا
وسلم غدر الخيانة نحرا
فأدماه خنجرها حين طالا
وظل ذبيحا سنينا طوالا
وتلك دماه ترقرق نهرا
فإن تنصفوه فقولوا غضبتم عليهِ
ولا بأس، لكن أتيتم بمن قال إني نبيٌ
فقلتم له أنت ربٌ كريمْ
تفنن في ذلكم، فسكتتم
وبدد ثروتكم، فاستهنتم
وأثقلكم بالديون، استطبتم
وباع البلاد كما قد عرفتم
وضيعكم واستباح الحدودا
فصار كفرعون فيكم إلها
وفيكم يظل العبيد عبيدا
الدوحة ـ 19 من يونيو 2019
16 من شوال 1440هـ
المصدرالجزيرة مباشر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق