سكر معرفي
|
محمد جلال القصاص
@mgelkassas |
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سكر معرفي
التحليل السياسي عبارة عن عملية تفكير، لها إطار عام، ولها أدوات. فيظهر بشكل واضح في عملية التحليل السياسية بعدان:
الأول: نمطية المتحدث. إن كان يميل للتفكير النقدي أو كان يميل للتبشير والتهويل في اتجاهٍ ما. كالانتصار لقضية بعينها أو رفض قضيةٍ بعينها.
الثاني: أدوات التحليل، وهي كثيرة متعددة كما في أي عملية تفكير. بعض هذه الأدوات مفاهيم أو كلمات (Words)، وبعضها أرقام وإحصاءات(numbers)، وبعضها رسوم بيانية (diagrams)، وبعضها خرائط (maps)، وبعضها طرق ووسائل ممنهجة كما في الاقترابات العلمية (methods)،وبعضها يعتمد على الحدس والتخمين (intuition).
فهي عملية مركبة، تبدأ بتحصيل معلومات من مصادر صحيحة، ثم التعامل معها بأدوات مناسبة. وبدهي جدًا أن استخدام الأدوات يحتاج معرفة بها وتدرب عليها، وتوفيق من الله في استخدام ما يناسب.
التحليل بهذا الشكل عملية مركبة، يقوم بها فريق مدرب، بعضه يجمع مواد علمية، وبعضه يعمل عليها أرشفةً وتقسيمًا ومعالجةً بالأدوات السابقة (ترقيم.. خرائط.. تبويب وتقسيم.. إلخ). ومخرجات العملية التحليلية بهذا الشكل تساعد في تكوين رؤية واضحة عند صانع القرار.
التواطئ بين القارئ والمحلل:
ما يعرض تحت مسمى تحليل، هو في الأساس تعليق على الأحداث يظهر فيه البعد الأول، وهو الإطار العام للكاتب، يقابله من جانب القراء حالة ما يعرف بـ "التحيز الإيجابي"، فتجد القراء يميلون لمن يثبت فكرة ما عندهم، أو يميلون لمن يوافق أهواءهم، لا من يفتش عن الحقيقة ويعرضها كما هي... ولذا تجد تجمعات القراء والمستمعين حول أهوائهم وما يروق لهم:
فتجد فيما يسمى بتحليل سياسي تجمعات القراء عند من يبشر بأنها ثورة لا تبقى ولا تذر من الظالمين، وأن النصر على الأبواب، وأن الانقلاب يترنح.. أو ترنح.. وأن الخلافة الراشدة تدق الباب.
والتجمع الأكبر في ساحة الوعظ عند من يبشر بروح وريحان ورب راض غير غضبان، وهم على حالهم هذا، وهم يعيشون في أسوأ مرحلة مرت بالأمة، وهم سماعون للكذب أكالون للسحت، وهم يحادون الله ورسوله ليل نهار في كل مكان. ورحمة الله وسعت كل شيء، وربنا الكريم الرحيم المنان سبحانه وتعالى وعز وجل، يمن بما شاء على ما شاء، لا أضيق واسعًا بل أرجو من الله الكثير فضلا منه ورحمة. فقط اتحدث عن وصف الظواهر وميل الناس لما يستهويهم.
فنحن أمام حالة من التواطؤ بين الكاتب والقارئ.. بين الخطيب والمستمع... حفلات سكر معرفي.
التحليل السياسي نبش عن الحقائق وغرسها في صدور الفاعلين يغيرون بها الحياة.
التحليل السياسي فرق عمل معلمة ومدربة، ومتخصصة.
محمد جلال القصاص
16 رمضان 1436
3 يوليو 2015
|
الدرة (( إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ، إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ )) الامام الشافعي
السبت، 14 ديسمبر 2019
سكر معرفي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق