الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021

رسالة إلى الشيخ مصطفي العدوي رضي الله عنه

رسالة إلى الشيخ مصطفي العدوي رضي الله عنه

المفكر الاسلامي د.محمدعباس



الحقيقة أني أشعر بالإشفاق والغضب من الجهد الهروبي الهائل بلا جدوي الذي يبذله الشيخ الجليل مصطفي العدوي رضي الله عنه وهدانا الله وإياه لإدانة الماتريدية والأشعرية وأن انحرافهم عن الدين خطير يخرجهم من أهل السنة والجماعة.
ابعث تلاميذك للإحصاء في الشوارع، وليسألوا مائة ألف أو مليون: من منهم سمع ولو مرة عن أبي الحسن الأشعري أو أبي المنصور الماتريدي؟ كم تتوقع كم يكون عدد من يعرفهم؟مائة؟ ألفا؟ وكم تظن عدد من يعرفهم معرفة حقيقية؟ عشرة؟ أو أكثر أو أقل؟ أمن أجل هذا تترك كل الكوارث التي تحيق بالمسلمين لتتهم هذا بالجهل وذلك بالغباء وتخرج هؤلاء وأولئك من أهل السنة والجماعة؟هل انتهت مشاكل الأمة؟ فلسطين والغرب والفاتيكان وومقررات مؤتمر لورادو بضرورة تنصير العالم بعد اجتثاث الإسلام من الأرض؟ والظلم الذي يسحق أرواح الناس ورؤوس الناس على جثث الحيوانات ورؤوس الحيوانات على جثث الناس. إن الخلاف ليس بين السلفيين وبين الأشاعرة لكنه بينك أنت وبين أرسطو أما الغزالي فقد أمر بإلجام العوام عن علم الكلام وليته أضاف الخواص أيضا لأن علم الكلام في عمومه ولو به بعض اللآلئ فإن جله طين وكدر ضلل المسلمين وفرق الفرق. ياشيخنا الفاضل هل تظن أن هروبك من مظالم الحكام ووجع المظلومين وعذابهم يجزئ عنك؟ وهل سكوتك على المباذل حول الحرمين وتحويل الكعبة إلى مزار سياحي كالفاتيكان لا تدخلها إلا بتصريح أو تذكرة، وإغلاق بيوت الله وهدمها ومنع الوضوء وانتشار الفحشاء في الشوارع والسرقة والنهب وموالاة العدو والبراء من المسلم فهل يجزئك عن الهروب من مواجهة كل ذلك إلى إخراج الأشاعرة من أهل
السنة والجماعة ؟ وأين دفاعك عن أهل السنة والجماعة؟
عن الشيخ سفر الحوالي والشيخ سلمان العودة ونصف مليون غيرهم؟ 
يا شيخنا الجليل إن علم الكلام في ظل الفكر الإسلامي الصحيح بل وعلوم الاجتماع واللغويات يصبح في معظمه تفاهات مضحكة كتحويل المعادن إلى ذهب. غفر الله لي ولك لماذا توقع الأمة في كل ذلك. 
ألا تخشى أن نكون كمن كانوا يسخرون ممن تركوا العدو يدخل المدينة لأنهم كانوا مشغولين بهل الدجاجة أولا أم البيضة. 
يا شيخنا الجليل لا أجرؤ أن أقول لك ما قالة العز بن عبد السلام :إذا دخل الإمام بلدة فشا....الخ. ياشيخنا نحن الآن في آخر جزء من العروة الأخيرة من عرى الإسلام التي نقضت وهي الصلاة بعد أن نقض كل ما قبلها فهل خلافك مع الأشاعرة أهم من كل عرى الإسلام؟غفر الله لي ولك

ألم تقرا يا شيخنا حديث كحلقة في فلاة حيث السماوات والسبع والأراضين بالنسبة لكرسي العرش كحلقة في فلاة: خاتم صغير وسط صحراء شاسعة،أنت ترى لمسافة محدودة وتسمع ترددات محدودة فكيف ترى وتسمع الله بتصوراتك الأرضية وبحواسك الأرضية ، هناك مجاز أو تغيرات لا نعلمها تحافظ على التصور الصحيح للعقيدة : ليس كمثله شيء، والله غير ذلك، والآن أسأل المهندس لا الشيخ مصطفى العدوي: ألم تقرأ ايها المهندس قول ارشميدس : اعطوني نقطة ثابتة في الكون وأنا أحرك لكم الأرض! نعم، ليس هناك نقطة ثابتة ترتكز عليها لتقيس الفوق من التحت من اليمين ومن الشمال ومن الشرق ومن الغرب، فكل ذلك يعتمد على مكانك أنت،ولو نظرت إلى الشمس من الاتجاه المقابل لكان الشرق غربا والغرب شرقا، إن الكون يتمدد بسرعة تقارب سرعة الضوء لذلك لا تستطيع أبدا أن تدرك نهايته، ولن نعلم أبدا هل هو كون واحد ام بلايين الأكوان،لأنه ليس كمثله شيء ولأنه : فالله غير ذلك.

يخيل إلى أيها المهندس الكبير والشيخ الجليل أن تصوراتك في علم الكلام تنبني على فكرة باطلة قديمة وهي أن الأرض مسطحة وثابتة، هل قرأت أيها المهندس كتابا عن فيزياء الكون؟ وعن الثلاث دقائق الأولى في التاريخ غير المكتوب وهي التي شكلت الكون كما نراه الآن، ثم، هل هو صعب أن نعترف بأننا لا ندري؟ وأن الأمر أجل من أن ندركه ونفهمه إلا بيقين ونور في القلب لا يصلح فيه الجدل والاتهام. هل هو صعب أن نقر بأن ليس كمثله شيء وأنه جل جلاله ليس كما نتصوره بل هو غير ذلك، لقد كانت هناك قوانين أخرى قبل الخلق وستكون هناك قوانين أخرى في اللآخرة لا نعلم عنها شيئا ولا يمكننا أن نعلم إلا رجما بالغيب. لقد توقف الصحابة الكرام عن ما خضت فيه لأنهم آمنوا وعلموا ان عقولهم لا تتسع للإدراك فانغرس الحق واليقين في قلوبهم، لم يتصوروه كما تصور أرسطو وأخشى أن أقول كما تتصورأنت وليس كما تصور أرسطو، وأن نتوقف حيث توقف الصحابة ولم يخوضوا لكنك خضت..

إن الكلمات ثوب يضيق على المعاني وليتك تقرأ في فقه اللغة،ولذلك،فبحكمته سبحانه لم تكن كل آيات القرآن محكمة، وحتى القرآن نفسه حمال أوجه..

يا شيخنا الجليل ارتق الفتق وأصلح الصدع وليتك يا شيخنا الجليل رضى الله عنك تعطينا درسا في كيفية الرجوع إلى الحق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق