مساحة «للتفكير»!
يوسف عبدالرحمنأيهما أثمن في الحياة «النصيحة» أم التزام «الحكمة» والصمت؟
أنا في حياتي لا أتردد في التدخل إذا كان في الأمر خير أو استرداد حقوق ونصرة مظلوم ومساندة طالب علم أو فقير ومعوز ويتيم.
الحياة كلها دروس وحكم، والشاطر في الحياة ودهاليزها من يحسن استخراج درر تجارب الحياة وعصارة فكره بعد هذا الكم من التجارب إلى حكمة مجردة!
حياتنا لا تخلو من بريق الأقوال والأمثال والتجارب، والمحظوظ من يستفيد من تجربته الحياتية بمأدبة نتائج وتجارب عايشها واستفاد من محصلتها، وصدقا من استفاد من أخطائه في حياته فقد أوتي الحكمة!
عندما يقال أو يشار إليك بالحكمة والأناة، فاعلم أن هذا القول له جذور عميقة تشحذ حواسك لتعيد النظر في كل قضية أو مسألة.
انتبه وتعلم ولا تتسرع في إطلاق الأحكام، فنحن كل يوم أمام مستجدات وتحولات وعلينا جميعا قادة ومسؤولين ومواطنين ووافدين أن نتحلى بالصبر والحكمة، وأيضا التفهم لمآل الأمور!
أنا سأتحدث مع (قارئي الكريم) عن الفرص!
أعطيك من تجربتي بعد أن مرت بي عشرات الفرص وضاعت وأنا عندي قناعة (إذا قام حظك باعلك واشترالك)!
وهذا لا يعني أبدا أن تستسلم لهذا القول وتقف مكتوف اليدين، بل في الحركة بركة، واعلم أن أهم من أن تعرف كيف تقبض على الفرصة، أن تعرف كيف تحظى بالميزة!
أضحك طويلا، أحيانا أقول: لقد تركت لفرصة تمر من أول الأمر، ثم احتفزت بعدها كل فرصة!
واعلم يا قارئي الكريم: الفرص كثيرة، ولكنها لا تتسكع أمام الأبواب أبدا!
٭ ومضة: غزو الجيوش يمكن مقاومته، أما غزو الأفكار فلا، ولذا عليك أن تفكر لنفسك ما الذي يمنع؟
ألم يقولوا: الرجل الذي لا يفكر لنفسه، لا يفكر على الإطلاق!
إنني أدعوك من مكانك عزيزي القارئ فكر وآمن بفكرتك إلى أن تصل إلى الاعتقاد واليقين بها، عندئذ قم واسع لتحقيقها: فما نيل المطالب بالتمني، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا!
فكر بعقلك وهذه ميزة للرجل.
لا تفكري بعاطفتك وغلبي عقلك، هذه للمرأة!
قالوها قديما: بع ملابسك، ولكن احتفظ بأفكارك!
٭ آخر الكلام: عندنا مشكلة كلنا جميعا وهي أننا نفكر
بمخاوفنا وأمنياتنا ورغباتنا وننسى أن نفكر بعقولنا!
من تجربة الحياة لا توجد مشكلة أبدا أمام التفكير المنظم على أن نخرج من سجن أفكارنا السلبي!
٭ زبدة الحچي: عزيزي القارئ الكريم المكان المناسب للحرية تجده في مملكة الأحاسيس، والقوة الإيجابية تجدها في التفكير العقلي لا العاطفي.. دعوة للتأمل التفكيري!
أنا من خلال تجربتي في الحياة أقولها صريحة إن المؤمن أو المؤمنة سيعود إلى جادة الحق لأنه حتما سيفكر ويقرر لأنه إنسان يخاف ربه، أما هذا (الملحد) الكافر بالهدى ونور الحق سبحانه وتعالى فهو وتفكيره ومصيره في مهب الريح!
وتبقى الحقيقة: التفكير هو الريح التي تسيرك، والمعرفة شراعك وأنت تبحر، وأما البشرية فهي سفينتك، فلا تجعل أحدا ما يحاول حفر قعرها، وتذكر على مدى التاريخ كله انهزم الرقباء، اللهم إلا الصالحون وإيمانهم ذخيرتهم في هذه الدنيا الفانية.. فكر ثم فكر ثم فكر.. اجعل لك مساحة تفكير!
في أمان الله..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق