الأحد، 19 سبتمبر 2021

حدث في مثل هذا اليوم

حدث في مثل هذا اليوم

م. محمد إلهامي

في مثل هذا اليوم (19 سبتمبر) تمر علينا ذكرى بعض الأحداث التي تزخر بالمعاني العظيمة، والتي تستحق أن يفرد كل واحد منها بالنقاش طويلا.. منها:


1807- الانتصار العظيم الذي استطاع فيه شعب مدينة رشيد في مصر هزيمة القوات الإنجليزية بقيادة الجنرال فريزر، وهي الحملة المعروفة باسم حملة فريزر.. وهو انتصار شعبي خالص، حيث كان محمد علي وجيشه في الصعيد يطارد المماليك..
وهو الانتصار الذي ارتاع له محمد علي نفسه لأنه خشى من قوة الشعب، فقرر بعد ذلك تجريد الشعب من السلاح.. وهذا الانتصار صار هو العيد القومي لمحافظة البحيرة
ومنذ أن تجرد الشعب المصري من السلاح، وهو الركن الأساس في تكوين الدولة الحديثة، صار الشعب المصري، كما هو الشعب في كل دولة حديثة، كالأسير الأعزل أمام السجان المسلح الذي هو الدولة!!


1921- الزعيم المجاهد الكبير عبد الكريم الخطابي صاحب ثورة الريف، يعلن جمهورية الريف في منطقة "بلد السباع" بعد هزيمته للقوات الإسبانية وانسحابها.
والشيخ عبد الكريم الخطابي إن لم يعتبر مؤسس فكرة "حرب العصابات" في التاريخ الحديث، فلا شك أنه واحد من أعظم روادها وأبطالها، ويُنقل عن جيفارا أنه كان يقتدي به منبهرا.. ولكن ساحتنا الثقافية أهملت ذكر الخطابي ورفعت ذكر جيفارا!
ولا يزال الشيخ الخطابي حتى الآن رمزا لنضال العلماء المسلمين في التاريخ الحديث ضد الاحتلال الأجنبي والاستبداد الداخلي


1882 - الخديوي توفيق يصدر مرسومًا يلغي فيه الجيش المصري الذي حارب الإنجليز بقيادة أحمد عرابي.. وهذا الجيش الذي قاده عرابي يعتبر آخر جيش وطني في مصر، لطبيعة تركيبته الاجتماعية والمستوى التعليمي الذي تلقاه،
وكان هذا خطأ غير مقصود ارتكبه سعيد باشا حين سمح للمصريين بالترقي في الرتب العسكرية مخالفا بذلك وصية أبيه محمد علي الذي حذره من أن يرتقي مصري في قيادة الجيش إلى فوق قائد عشرة. كما أن سعيد باشا سمح لأبناء العمد وأعيان البلد بالتجنيد، وهو ما جعل طبيعة الجيش ذات انتماء لمصالح الشعب..
ومع أن الخديوي إسماعيل استدرك هذا الخطأ وأوقف ترقي المصريين إلا أن الأمر كان قد خرج من يده قليلا، وساهمت ظروف أخرى سياسية واقتصادية في أن يجد السخط الشعبي العارم قوة في الجيش تعبر عنه..

فكانت ثورة عرابي التي كادت تزيل أسرة محمد علي وتعيد مصر لأحضان الخلافة العثمانية وتعيد إليها استقلالها من الأجانب.. وهو الأمر الذي دعا الإنجليز لاحتلال مصر بموافقة وتأييد عدوتها اللدود فرنسا.
كان هذا الجيش هو آخر جيش مصري يعبر عن مصالح الشعب.. وكان أول ما فعله الإنجليز بعد احتلالهم هو تسريح هذا الجيش وإنشاء قوة أخرى سميت جيشا، وهي في الحقيقة كانت مجرد قوة صغيرة للقيام بما نسميه اليوم "مكافحة الإرهاب".
كان هذا الجيش هو آخر جيش في مصر يقاوم الاستبداد والاحتلال.. ومن ذلك الوقت والجيش المصري هو نسخة يصنعها الإنجليز أو الأمريكان ويسيطرون عليها.
محمد إلهامي

1928 - مولد الداعية المغربي الشهير الشيخ عبد السلام ياسين.. والشيخ عبد السلام أشهر من أن يُشار إليه أو يُتَحَدَّث عنه، فالعهد به قريب، وأي إنسان له إلمام -ولو من بعيد- بتاريخ المغرب يعرف الرجل وقدره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق