هجمات الحادي عشر من سبتمبر: لماذا لن تنتهي الحرب على الإرهاب؟
دافيد هيرست
لم يتطلَّب الأمر في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 إلا ساعتين من الفوضى، وأربع طائرات مختطفة من أجل الوصول إلى نتيجة مفادها أنَّ أمريكا في حرب مع عدو جديد ذي امتداد عالمي.
هذا هو ما قالته شبكة CNN الأمريكية، وهذا هو أيضاً ما كتبته أصوات تقدمية مثل صحيفة The Guardian البريطانية في اليوم التالي، وكان الرأي العام على كلتا ضفتي المحيط الأطلسي عملياً يعتبر قول أي شيء مخالف عملاً من أعمال الخيانة.
كانت باربرا لي عضوة الكونغرس الوحيدة قبل 20 عاماً التي تقف في مجلس النواب وتناشد زملاءها ألا يمنحوا الرئيس جورج بوش الابن صكاً على بياض.
فقالت لهم النائبة عن الدائرة التاسعة للكونغرس في ولاية كاليفورنيا بعد أيام من الهجمات: "دعونا نتوقف لدقيقة واحدة ونفكر ملياً في تداعيات أعمالنا اليوم كي لا يخرج هذا الأمر عن السيطرة".
وكان صوتها هو الصوت الوحيد بـ"لا" ضد "تفويض استخدام القوة العسكرية"، الذي وافق عليه مجلس النواب بأغلبية 420 صوتاً مقابل صوتٍ واحد. وتلقَّت النائبة تهديدات بالموت، ووُصِفَت بالخائنة، ومن ثَّم عُيِّن لها حارسٌ شخصي من شرطة الكونغرس.
حقيقة خفية
تحولت أهوال ذلك اليوم على الفور إلى قبضة عسكرية حصدت المزيد والمزيد من الأرواح. لقد خلقتْ "11 سبتمبر/أيلول" واحدة فقط مئات الـ"11 سبتمبر/أيلول".
كانت إحدى السمات المدوية لما تُسمَّى بـ"الحرب على الإرهاب" التي استمرت 20 عاماً بعد ذلك هي وجود محاولة منسقة من جانب كل حكومة متورطة لإخفاء الحقيقة بشأن ضحايا هذه الحرب، كانت تلك الآلاف المُؤلَّفة تعيش حياة بريئة تماماً مثلما كان ركاب الطائرات الأربع والأشخاص الذين كانوا في مركز التجارة العالمي والمستجيبون الأوائل في مانهاتن.
استمر هذا حتى الأيام الأخيرة من الاحتلال الأمريكي لأفغانستان. فحين فجَّر انتحاريّ تابع لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" نفسه عند بوابات مطار كابول، قُتِلَ أكثر من 170 شخصاً. وقد تقبلت كل وسائل الإعلام تقريباً -ولا تزال- قصة أنَّ أولئك الناس قُتِلوا على يد الانتحاري فقط.
صحفي واحد بشبكة BBC البريطانية لم يتقبل ذلك، وحاور الناجين. فغرَّد سيكوندر كرماني: "قال الكثير ممَّن تحدثنا إليهم، بما في ذلك شهود عيان، إنَّ أعداداً كبيرة من أولئك الذين قُتِلوا قد أُردوا قتلى على يد القوات الأمريكية المذعورة بعد الانفجار". كم من الأفغان المتراصين في صفوف من أجل دخول المطار قُتِلوا في معركة الأسلحة النارية التي تبعت ذلك؟ لم يَبنِ أحد على تقريره.
بالمثل، أصرَّت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على أنَّها أصابت الهدف الصحيح حين دمَّرت، في ضربة عسكرية "دفاعية"، سيارة محشوَّة بالمتفجرات على وشك التحرك باتجاه المطار، على حد زعمها، يقودها منتمون لتنظيم "داعش- ولاية خراسان" (فرع داعش الرسمي النشط في أفغانستان). وحين اتضح أنَّ 10 أشخاص من أفراد عائلة واحدة، بينهم 7 أطفال، قُتِلوا في الانفجار، قال البنتاغون إنَّهم لربما قُتِلوا جرَّاء الانفجارات الثانوية.
وقال أحد الأشقاء الناجين: "لسنا تنظيم الدولة ولا داعش، وكان ذلك منزلاً عائلياً، كان يعيش فيه إخوتي مع عائلاتهم".
وقال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إنَّ الانفجارات الثانوية بعد غارة الطائرة بدون طيار الأحد الماضي تدعم الاستنتاج بأنَّ السيارة كانت تحتوي على متفجرات. لكنَّ تحليلاً أولياً لاحقاً، تحدثت عنه صحيفة The New York Times الأمريكية، كان أقل ثقة، وقال إنَّه فقط "من الممكن إلى مُرجَّح" أنَّ المتفجرات كانت في السيارة.
في الواقع، لقد بُذِلَ كل جهد على مدار السنوات العشرين الماضية لإخفاء الحقيقة. وهذه ليست إحدى ضحايا الحرب، بل سياسة متعمدة لهذه الحرب على الإرهاب لتزييف الأرقام، مثل العمل الذي قام به مكتب التأثير الاستراتيجي بوزارة الدفاع الأمريكية.
يُقدِّر مشروع "تكاليف الحرب" بجامعة براون الأمريكية أنَّ ما يصل إلى مليون شخص فقدوا حياتهم في "الحرب على الإرهاب". وقدَّر تقرير حديث أنَّ ما بين 897 ألفاً و929 ألف شخص -بينهم 387072 ألف شخص على الأقل من المدنيين- قُتِلوا. لكن حتى هذه الأرقام يُعتَقَد أنَّها "أقل بفارق هائل" من حصيلة الأرواح البشرية التي حصدتها الحروب في أفغانستان والعراق واليمن ومناطق أخرى.
وفي عام 2015، قدَّرت منظمة "أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية" في الولايات المتحدة أنَّ أكثر من مليون شخص قُتِلوا بشكل مباشر أو غير مباشر في الحروب في العراق وأفغانستان وباكستان وحدها.
والأرقام الأخرى الواردة أيضاً في التقرير السابق لجامعة براون ليست أقل رعباً، إذ يُقدَّر أنَّ 37 مليون شخص قد نزحوا. لقد دمرت الحرب على الإرهاب، التي لم تُحدَّد أهدافها قط وكانت بلدانها فقيرة ومسلمة وعاجزة عن الدفاع عن نفسها، منطقةً كاملة في غرب آسيا.
استنتاجات مُدِينة
ظهر تقرير آخر بالكاد حظي بتعليقات وسط صور وأخبار الإرهاب الأفغاني عند وصول طالبان إلى كابول والرسائل المتكررة بأنَّ الرئيس الأمريكي جو بايدن قد خان الأفغان الذين عملوا مع المحتلين، أو في نظر طالبان تواطؤوا معهم. كان هذا التقرير من مصدر أمريكي رسمي: المفتش العام الأمريكي الخاص بإعادة إعمار أفغانستان. كان لهذا المفتش العام ولاية على كافة البرامج والعمليات التي دُفِعَت تكاليفها بالدولار الأمريكي على مدار السنوات العشرين الأخيرة.
كانت استنتاجاته مُدِينة، إذ انطوى كل هدف استراتيجي على نقيضه؛ فأرادت الولايات المتحدة اقتلاع الفساد، لكنَّها أيضاً أرادت تنشيط الاقتصاد بضخ مليارات الدولارات فيه، وأرادت القضاء على ثقافة الإفلات من العقاب، لكنَّها أيضاً أرادت الحفاظ على الأمن، حتى لو كان ذلك يعني تمكين الفاعلين الفاسدين أو النهَّابين.
أرادت منح قوات الأمن الأفغانية أفضلية تنافسية في مواجهة طالبان، لكنَّها أيضاً أرادت الحد من المعدات والمهارات التي يمكنها الاحتفاظ بها بعد الجلاء الأمريكي. وأرادت تقليص زراعة الخشخاش، لكنَّها أرادت فعل ذلك دون حرمان المزارعين من دخلهم، وهكذا دواليك، لقد أصبحت الاستراتيجية عبارة عن تدمير متبادل مؤكد.
إنَّ الصورة التي يرسمها المفتش العام هي صورة لقوة استعمارية لم تعد صالحة لهذا الدور.
لم يكن لدى أمريكا الذكاء أو المعرفة المحلية أو القدرة لحكم ما أصبح يمثل تبعية أمريكية في الجانب الآخر من العالم. وقد وصف وزير الخارجية الإيراني المنصرف، محمد جواد ظريف، على نحو مفيد عجز الغرب عن فهم العالم الإسلامي بأنَّه "تنافر معرفي". وهذه طريقة مهذبة لقول إنَّ الغرب كان يعيش في عالم آخر.
بعد 20 عاماً من الاحتلال، لربما كنتم تظنون أنَّ الاستخبارات العسكرية الغربية باتت تدرك معنويات الجيش الأفغاني، الذي درَّبته، إدراكاً أفضل. ولن يكون القول بأنَّ طالبان نفسها كانت متفاجئة شأنها شأن الجميع من مدى السرعة التي دخلت بها كابول، وهو ما يُقَال الآن، عذر مقبول، فالمهمة الأساسية للانسحاب الأمريكي كانت ضمان عدم انهيار الدولة التي سيتركها وراءه.
ولا عجب أنَّ الجيش الأفغاني، الذي بلغ تعداده 300 ألف رجل "مُجهَّزين ومُدرَّبين جيداً"، قد انهار أمام تقدُّم جيش متمرد يبلغ تعداده 70 ألفاً.
لا مساءلة
وَسِمة أخرى لهذه الحرب على الإرهاب، فضلاً على طولها وخسائرها المروعة وأكاذيبها، هي أن المسؤولين عنها لم يُحاسبوا على هذه القرارات التي اتخذوها أو اعتذروا عنها.
لا جورج بوش الابن، ولا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، ولا الجنرال ديفيد بتريوس ولا الجنرال ستانلي مكريستال، قائد القوات الخاصة، الذي تفاخر يوماً بقدرته على "انتزاع الديمقراطية من ظهر طائرة شينوك".
وقد أقيل مكريستال بعد حديثه مع مجلة Rolling Stone، لا بسبب الدمار الذي ألحقه بأفغانستان، ولكن لأنه لم يُبدِ الاحترام الكافي للرئيس باراك أوباما، الذي كان آنذاك قائده العام. واليوم لا يُبدي ماكريستال ندماً. وقال لصحيفة The Washington Post إنه "من السابق لأوانه" الخروج باستنتاجات.
وأقر بأن محصلة هذه الحرب "مخيبة للآمال"، لكنه أضاف: "لا أعتقد أن هذا يعني بالضرورة أن العديد من القرارات المتخذة والاستراتيجيات المتبعة كانت خاطئة. بل أرى أنها في كثير من الحالات كانت أفضل ما يمكن تنفيذه".
ومكريستال عضو مجلس إدارة أو مستشار لما لا يقل عن 10 شركات.
الغطرسة والثروة إذاً، لا الشعور بالخزي والمهانة، هما ما يميزان حياة مهندسي الحرب على الإرهاب اليوم. إذ يُعامَل بلير على أنه رجل دولة حكيم وكثيراً ما تستشهد هيئة الإذاعة البريطانية BBC بتحليلات مؤسسته. وبعيداً عن محاسبتهم على أخطائهم، يسوق هؤلاء الأشخاص لأنفسهم على أنهم رموز فكرية. وما زالوا يجنون مبالغ كبيرة من المال.
والإمبراطوريات لا تندثر حين يقر قادتها بأخطائهم. ولكنها تندثر حين لا يعودوا يتمتعون بالمصداقية. وهكذا الحال في يومنا الحاضر، فخسارة أمريكا لمصداقيتها في عهد الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب تعني أن الوحش الجريح للقوة الأمريكية سيستمر بالدرجة نفسها من الوحشية.
الإفلات من العقاب سيستمر
في حين أن أفغانستان نفسها قضية خاسرة للغرب، فمرور ضربات الجيش الأمريكي الجوية دون حساب سيستمر.
وكذلك سيستمر تنظيم الدولة الإسلامية-فرع خراسان، أو أي فرع آخر ينشأ من تنظيم القاعدة، في العمل. فلم يؤثر غزو أفغانستان قبل 20 عاماً تأثيراً ملموساً على قدرات تنظيم القاعدة على شن هجمات على أهداف غربية. ولا توجد أدلة كثيرة أيضاً على وجود صلة مباشرة بين تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والعمليات الإرهابية في فرنسا أو بريطانيا أو ألمانيا، رغم المجهود الهائل الذي يبذله المدعون الفرنسيون أو البريطانيون في الخروج بواحد. وأصبح الإرهاب المزعوم باسم تنظيم داعش أو تحت لوائه في أوروبا محلي المنشأ بدرجة كبيرة.
وقد واصل أسامة بن لادن نشاطه لعشر سنوات كاملة بعد غزو أفغانستان، وعاش متخفياً في بلدة عسكرية في باكستان. ولم يمنع الغزو كذلك من أن يصبح أبو مصعب الزرقاوي خليفته الأشد عنفاً وطائفية.
ولا يقتصر الأمر على حقيقة أن الحرب على الإرهاب أنتجت إرهابيين أكثر مما قتلت. بل إن الإرهاب أصبح الأداة القياسية والمقبولة لجميع المشاركين فيها، لا سيما مشغلي الطائرات المسيرة.
وأشد ما يحزن هو أنه لا يبدو أن أحداً تعلم شيئاً من حرب مدمرة استمرت عشرين سنةً دون أن تسفر عن شيء.
قد ارتفعت أصوات قليلة تنادي بالمساعدة التي ستحتاجها أفغانستان المنكوبة والمدمرة. فقريباً سينفد منها الطعام والمال. ولكن يبدو أن القادة الغربيين يهتمّون بالتعامل مع حركة طالبان "الإسلامية" بالطريقة نفسها التي تعاملوا بها مع جمهورية إيران الإسلامية. فحين يتوقف القتال في الحرب على الإرهاب يأتي "السلام" في شكل عقوبات. وقال الاتحاد الأوروبي من جانبه إنه لن يعترف بحكومة أفغانستان وستظل طالبان على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية.
وكانت الخطوة الأولى التي اتخذتها إدارة بايدن هي حجب الحصول على 9.5 مليار دولار من أموال الاحتياطي الدولي والضغط على صندوق النقد الدولي لتعليق توزيع أكثر من 400 مليون دولار من الاحتياطي النقدي. وتقول إنها بحاجة إلى ورقة ضغط، ولكنها في القريب العاجل ستقدم مساعدات لحوالي 30 مليون أفغاني بالتأكيد.
تكرار الأخطاء نفسها
نادراً ما نرى أحداً يقول إن الرحيل من أفغانستان يعني أننا نواجه خطر تكرار الأخطاء نفسها التي ارتكبناها في التسعينيات.
يقول مستشار الأمن القومي الباكستاني، معيد يوسف، لصحيفة The Times: "تذكروا كلامي، إذا ارتُكبت أخطاء التسعينيات مرة أخرى وتخلينا عن أفغانستان، فالنتيجة ستكون نفسها تماماً، فراغ أمني تملأه عناصر غير مرغوب فيها تهدد الجميع، باكستان والغرب".
فهذه الحرب على الإرهاب لم يفز بها عدو محدد يتمتع بمهارات فائقة. لقد كانت هدفاً ضخماً في حد ذاتها، لقد صُممت لتكون التمثيل المطلق لقيادة العالم، والتفوق التكنولوجي والأخلاقي للحضارة التي تصرفت كما لو أنها الوصي الوحيد على القيم الديمقراطية، وبالتالي يحق لها أخلاقياً حفظ النظام في العالم. وانهيار الحرب على الإرهاب يبدو مرثية مناسبة لما خلص إليه الجميع في الغرب بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وهو أن طرفاً قد انتصر، فكيف تبدو طبيعة "النصر" الآن؟
يقول أحد المحللين في صحيفة The New York Times إننا لم "نرسخ الديمقراطية" بدفع حدود الناتو شرقاً. بل دفعنا خط المواجهة شرقاً. وقد كررنا هذا الخطأ كثيراً خلال العشرين عاماً الماضية.
ولا يزال يتعين علينا إعادة دراسة مفهوم القيادة العالمية، ناهيك عن تنظيمها وفقاً لمبادئ الجماعية. وفي الصين، وروسيا شريكتها الصغرى، لن يحل محل القرن الأمريكي شيءٌ أسمى.
إذا وعينا دروس هذا الفشل الذريع، الذي كان ثمنه دماء الملايين، فيفترض أن يتوقف حديث القرن التاسع عشر عن نطاقات النفوذ، أو العقلية الاستعمارية لصراع الحضارات والقيم. فقد فات أوان ذلك، مهما بلغ إيمان الأمريكيين بنهج الاستثنائية أو ممارستهم لمبادئه.
فمنذ نهاية الاتحاد السوفييتي حتى الآن ورثت أمريكا ما لا يقل عن ثلاثة شعوب في البلدان التي إما انهارت أو غزتها، روسيا وأفغانستان والعراق؛ وهي شعوب كانت مؤيدة للغرب تأييداً مطلقاً لكن الولايات المتحدة حولتها إلى دول معادية ضمناً أو علناً.
والعراق سيكون الدولة التالية التي تطرد الجنود الأمريكيين. وفي المناطق الثلاث التي تمتعت فيها أمريكا بحرية أن تفعل ما تشاء هزمت نفسها، وكانت حركة طالبان والقاعدة وداعش العوامل المحفزة لانهيارها.
لقد انتهى أمر أفغانستان. ولكن إلى أن نتعلم هذا الدرس، فالحرب على الإرهاب ستستمر بالتأكيد.
مترجم عن موقع Middle East Eye البريطاني.
***********
أكثر ما هو محزن في مرثية الحرب العبثية والمدمرة التي استمرت عشرين عاما وتمخضت عن قتل مليون إنسان هو أنه لا يبدو أن أحداً تعلماً منها شيئاً
لم يحتج الأمر أكثر من ساعتين من الهرج والمرج وخطف أربع من الطائرات يوم الحادي عشر من سبتمبر / أيلول من عام 2001 لكي يخلص المرء إلى أن أمريكا غدت في حرب مع عدو جديد تمتد أذرعه حول العالم.
ذلك ما قالته الـ"سي إن إن"، وذلك أيضاً ما كتبته أصوات تقدمية، مثل صحيفة الغارديان البريطانية، في اليوم التالي. وكل قول يقصر عن ذلك كان يعتبر فعلياً، وعلى ضفتي الأطلسي، عملاً يرقى إلى الخيانة.
كانت بربارا لي عضو الكونغرس الوحيدة التي وقفت قبل عشرين عاماً تهيب بزملائها في مجلس النواب عدم منح الرئيس جورج دبليو بوش شيكاً على بياض. حيث قالت لهم عضو مجلس النواب الأمريكي عن الدائرة العاشرة في ولاية كاليفورنيا بعد أيام من الهجمات: "دعونا نتوقف للحظة، فقط لدقيقة، ولنفكر في التداعيات التي ستنجم عما قد نتخذه اليوم من إجراءات، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة."
تكلمت، ولكن لا حياة لمن تنادي، فكانت الوحيدة التي صوتت ضد قرار منح التفويض باستخدام القوات المسلحة الذي اتخذه المجلس بأغلبية 420 صوتاً مقابل صوت واحد. ما لبثت لي أن تلقت تهديدات بالقتل، ووصمت بالخيانة، وتبعاً لذلك فقد خصص لها حرس شخصي من داخل أمن الكابيتول.
الحقيقة المخفية
ما لبثت فظائع ذلك اليوم أن تحولت آنياً إلى قبضة عسكرية حصدت المزيد ثم المزيد من الأرواح. حادثة الحادي عشر من سبتمبر ولدت مئات من الحوادث الأخرى مثلها.
إحدى الصفات المجلجلة لما أعقب ذلك على مدى عشرين عاماً مما يسمى الحرب على الإرهاب كان السعي الحثيث، وبتناغم، من قبل كل الحكومات الضالعة فيها لإخفاء الحقيقة حول ضحايا هذه الحرب، أولئك الآلاف المؤلفة من المدنيين الذين أزهقت أرواحهم رغم أنهم لا يقلون براءة عن ركاب الطائرات الأربع وعمن كانوا متواجدين داخل البرجين ولا عن طلائع من هرعوا للمساعدة في مانهاتن.
استمر هذا الحال حتى الأيام الأخيرة من الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، إلى اللحظة التي فجر فيها عنصر من تنظيم الدولة الإسلامية نفسه عند بوابة مطار كابول فقتل جراء تلك الحادثة ما يزيد عن مائة وسبعين شخصاً. تقريباً جميع وسائل الإعلام صدقت – ومازالت تصدق – حكاية أن هؤلاء الناس قتلوا على يدي الانتحاري وحده.
إلا أن أحد مراسلي البي بي سي لم يصدق ذلك، وذهب يجري لقاءات مع الناجين. غرد سيكوندر كرماني قائلاً: "كثيرون ممن تحثنا معهم، بما في ذلك شهود العيان، قالوا إن عدداً كبيراً ممن لقوا حتفهم قتلوا برصاص القوات الأمريكية التي أصيبت بالهلع بعد التفجير."
كم عدد الأفغان الذين كانوا يصطفون في الطابور بانتظار الدخول إلى المطار وقتلوا في إطلاق النار الذي أعقب الانفجار؟ لم يخطر ببال أحد التحقق من صحة ما ورد في تقرير ذلك المراسل.
وعلى نفس المنوال، زعم البنتاغون أنه قصف الهدف الصحيح عندما دمر في ضربة عسكرية "دفاعية" سيارة محملة بالمتفجرات وعلى وشك الانطلاق، حسبما زعم الأمريكان، باتجاه المطار يقودها عناصر من تنظيم الدولة في خراسان (الفرع الأفغاني من التنظيم). ولما تبين أن عشرة أفراد من عائلة واحدة، بينهم سبعة أطفال، قتلوا في القصف، قال البنتاغون إنهم في الأغلب سيكونون قد لقوا حتفهم بسبب الانفجار الثانوي.
قال شقيق للضحايا نجا من الحادثة: "نحن لسنا تنظيم الدولة ولا داعش وهذا كان منزلاً عائلياً – كان يعيش فيه أشقائي وعائلاتهم."
قال الجنرال مارك إيه ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إن الانفجارات الثانوية بعد قصف الطائرة المسيرة الأحد الماضي يدعم الاستنتاج بأن السيارة كانت تحتوي متفجرات، إلا أن تحليلاً مبدئياً لاحقاً نقلت عنه صحيفة نيويورك تايمز كان أقل ثقة من ذلك بكثير، حيث قال إن وجود المتفجرات في السيارة يتراوح ما بين "الممكن إلى المحتمل"، فقط لا غير.
والحقيقة هي أن كل دعامة تعرضت للإجهاد على مدى العشرين عاماً الماضية من أجل إخفاء الحقيقة، وليس ذلك من ضحايا الحرب، وإنما سياسة اتبعت عمداً في هذه الحرب على الإرهاب لتزوير الإرقام، ومن أمثلة ذلك ما كان يقوم به مكتب النفوذ الاستراتيجي التابع لوزارة الدفاع الأمريكية.
يقدر مشروع تكاليف الحرب التابع لجامعة براون بأن ما يقرب من مليون شخص فقدوا أرواحهم في الحرب على الإرهاب. وخلص تقرير صدر مؤخراً إلى أن ما بين 897 ألفاً وما يقرب من 929 ألفاً – بما في ذلك ما لا يقل عن 387 ألف مدني قتلوا. ولكن حتى هذه الأرقام يعتقد بأنها "أقل بكثير" من الأعداد الحقيقية للأرواح البشرية التي أزهقت في الحروب التي دارت رحاها في أفغانستان والعراق واليمن وغيرها من الأماكن.
في عام 2015 قدرت جمعية "أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية" في الولايات المتحدة بأن أكثر من مليون شخص قتلوا بشكل مباشر أو غير مباشر في الحروب في العراق وأفغانستان وباكستان لوحدها.
ولا تقل فظاعة عن ذلك الأرقام الأخرى المأخوذة من تقارير سابقة لجامعة براون، والتي ورد فيها أن عدد من أجبروا على النزوح من ديارهم يقدر بحوالي 37 مليون إنسان. أفضت الحرب على الإرهاب، والتي لم تكن أهدافها محددة على الإطلاق ودارت رحاها في بلاد فقيرة ومسلمة وغير قادرة على الدفاع عن نفسها، إلى تدمير منطقة بأسرها في غرب آسيا.
خلاصات مريعة
هناك تقرير آخر قلما حظي بالتعليق ربما لأنه خرج في زحمة الأخبار والصور المعبرة عن الرعب الذي حل بالأفغان بسبب وصول الطالبان إلى كابول والرسائل المتكررة التي تفيد بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن غدر بالأفغان الذين عملوا مع المحتلين أو كما يرى الطالبان تورطوا في العمالة معهم.
صدر ذلك التقرير عن مصدر رسمي أمريكي، إنه المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان (سيغار). يملك هذا المفتش العام الولاية على جميع البرامج والعمليات التي دُفع لها بالدولارات الأمريكية على مدى العشرين سنة الماضية.
كانت خلاصات التقرير مريعة. كان كل هدف استراتيجي يحتوي في داخله على ما يحبطه. أرادت الولايات المتحدة استئصال الفساد ولكن في نفس الوقت الانطلاق بالاقتصاد قدماً من خلال حقنه بمليارات الدولارات. أرادت إنهاء ثقافة الإفلات من المساءلة والمحاسبة ولكن مع الإبقاء على الأمن، حتى لو استلزم ذلك تمكين العناصر الفاسدة أو اللصوصية.
أرادت منح قوات الأمن الأفغانية من القدرات المنافسة ما يجعلها تتفوق على الطالبان ولكن في نفس الوقت حدت من المعدات والمهارات التي بإمكانهم الاحتفاظ بها بعد رحيل الولايات المتحدة. أرادت تقليص زراعة الخشخاش (الأفيون) ولكن بدون حرمان المزارعين من دخلهم، وهكذا على هذا المنوال، غدا دمار الاستراتيجية أمراً مضموناً، لا محالة.
تعبر الصورة التي رسمها سيغار عن قوة استعمارية لم تعد مجدية.
لم يكن لدى الولايات المتحدة لا الاستخبارات ولا المعرفة المحلية اللازمة ولا القدرة على حكم ما بات اتكالاً من الولايات المتحدة على الجانب الآخر من العالم. وكان وزير الخارجية الإيراني السابق جواد ظريف قد وصف بشكل مفيد انعدام قدرة الغرب على قراءة العالم الإسلامي بأنه "نشاز معرفي". وهي طريقة مؤدبة للقول إنه يعيش في عالم مختلف.
بعد عشرين عاماً من الاحتلال، كنت ستظن بأن الاستخبارات العسكرية الغربية لابد أنها غدت أقدر على التعامل مع المسائل المتعلقة بمعنويات الجيش الأفغاني الذي دربته بنفسها. أما القول، كما يفعلون الآن، بأن الطالبان فوجئوا مثلهم مثل أي جهة أخرى بالسرعة التي ولجوا بها إلى داخل كابول، فلا قيمة له لأن ضمان عدم انهيار الدولة التي تركها من وراءه كان المهمة الأساسية المناطة بالانسحاب الأمريكي.
لا عجب إذن أن الجيش الأفغاني الذي يقدر تعداده بما يقرب من ثلاثمائة ألف "رجل مجهزين جيداً ومدربين جيداً" ذاب تماماً قبل أن يبدأ جيش متمرد تعداده سبعين ألف رجل في التقدم.
لا محاسبة
ومن الصفات الأخرى للحرب على الإرهاب، إضافة إلى طولها ووإلى أعداد الضحايا الرهيبة والأكاذيب الكثيرة، هو عدم محاسبة أحد ممن يتحملون المسؤولية عنها أو استعداد أحد للاعتذار عن القرارات التي اتخذها.
لا جورج دبليو بوش ولا رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ولا الجنرال دافيد باتريوس أو الجنرال ستانلي ماكريستال، آمر القوات الخاصة والرجل الذي تفاخر ذات مرة بأن بإمكانه أن "يخرج الديمقراطية من مؤخرة طائرة عمودية من طراز تشينوك".
وكان ماكريستال قد طرد من وظيفته بعد أن تحدث لمجلة رولينغ ستونز وليس بسبب الأضرار التي تسبب بها في أفغانستان، وإنما بسبب عدم احترامه للرئيس باراك أوباما، الذي كان حينذاك قائده الأعلى. واليوم لا يعبر ماكريستال عن أي شعور بالندم والأسى، بل صرح في مقابلة مع الواشنطن بوست بأنه مازال من المبكر استخلاص أي استنتاجات.
ثم اعترف بأن الصراع "كانت نتيجته مخيبة جداً للآمال"، إلا أنه أضاف قائلاً: "لا أظن أن ذلك يعني بالضرورة أن كثيراً من القرارات التي اتخذت والاستراتيجيات التي انتهجت كانت خاطئة. بل أعتقد أنها في كثير من الحالات كانت أفضل استراتيجية كان من الممكن أن توجد."
من الجدير بالذكر أن ماكريستال عضو مجلس إدارة أو يعمل مستشاراً فيما لا يقل عن عشر من الشركات.
إنه الكبر والثروة وليس العار ولا الشعور بالخزي من الناس، هو ما تتسم به اليوم حياة الأشخاص الذين صمموا الحرب على الإرهاب. فهذا طوني بلير يعامل كرجل دولة صاحب خبرة وحكمة، وكثيراً ما تقتبس البي بي سي من التصريحات الصادرة عن مؤسسته. وبدلاً من أن يحاسبوا على ما ارتكبوه من خطايا، يسوق هؤلاء الناس أنفسهم باعتبارهم قادة فكر، ويستمرون في جني الأموال الطائلة.
لا تموت الإمبراطوريات عندما يرفع قادتها أياديهم، وإنما تموت عندما يفقدون المصداقية، وذلك بالضبط ما يحدث اليوم. إلا أن فقد أمريكا لمصداقيتها في عهد الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب يعني أن الوحش الجريح لقوة الولايات المتحدة سوف يمضي بنفس المستوى من الضراوة.
ويستمر الإفلات من المساءلة والمحاسبة
لئن كانت أفغانستان نفسها قضية خاسرة بالنسبة للغرب، إلا أن الإفلات من المساءلة والمحاسبة عن الأهداف التي يضربها الجيش الأمريكي سوف يستمر.
وذلك ما سيضمن استمرار نشاط تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان أو أي فصيل آخر قد ينبثق عن تنظيم القاعدة. وذلك أن غزو أفغانستان قبل عشرين عاماً لم يؤثر بشكل ملموس على قدرة القاعدة العملياتية على شن الهجمات ضد الأهداف الغربية. كل ما أنجزه ذلك هو إلجاء التنظيم على النزوح، رغم أنه لا يوجد الكثير من الأدلة على وجود علاقة عملياتية مباشرة بين تنظيم الدولة الإسلامية والإرهاب الذي يمارس في فرنسا أو بريطانيا أو ألمانيا، بغض النظر عن الجهود التي يبذلها المحققون الفرنسيون أو البريطانيون لإثبات وجود مثل تلك العلاقة.
لقد غدا الإرهاب الذي يمارس باسم تنظيم الدولة أو تحت رايتها في أوروبا إلى حد كبير إرهاباً محلياً صرفاً.
لقد استمر أسامة بن لادن في ممارسة أعماله عقداً كاملاً بعد غزو أفغانستان، وكان طوال تلك الفترة يلوذ ببلدة في باكستان يسيطر عليها الجيش. كما لم يحل الغزو دون ظهور أبو مصعب الزرقاوي الذي أضحى خليفته الأكثر عنفاً والأشد طائفية.
لا يقتصر الأمر على حقيقة أن الحرب على الإرهاب ولدت من الإرهابيين أكثر بكثير ممن أردتهم، بل غدا ذلك الإرهاب هو الأداة المعتادة أو المقبولة التي يستخدمها كل ضالع في الحرب، بما في ذلك الفنيون الذين يشغلون الطائرات المسيرة.
أكثر ما هو محزن في مرثية الحرب العبثية والمدمرة التي استمرت عشرين هو أنه لا يبدو أن أحداً تعلماً منها شيئاً.
أصوات قليلة هي التي ارتفعت متحدثة عما تحتاج إليه أفغانستان المنهكة والمدمرة من مساعدات. فقريباً سوف يخلو البلد من الغذاء وسوف يقفر من المال. ومع ذلك يستمر الزعماء الغربيون في التأرجح على وشك معاملة حركة الطالبان "الإسلامية" بنفس الطريقة التي عاملوا بها جمهورية إيران الإسلامية. أي أنه عندما يتوقف القتال في الحرب على الإرهاب يأتي "السلام" على شكل عقوبات. فقد قال الاتحاد الأوروبي إنه لن يعترف بالحكومة في أفغانستان بينما سوف يستمر اسم الطالبان موجوداً في القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية.
كانت أول خطوة تتخذها إدارة بايدن هي قطع الطريق على إمكانية الوصول إلى 9.5 مليار دولار من الأموال الاحتياطية الدولية والضغط على صندوق النقد الدولي لكي يعلق توزيع ما يربو على 400 مليون دولار من الاحتياطات النقدية، معللة ذلك بأنها تحتاج لذراع تمارس من خلاله الضغط. ولكن لا مفر عاجلاً أم آجلاً من توفير المساعدة لما يقرب من ثلاثين مليون أفغاني هم في أمس الحاجة إليها.
تكرار نفس الأخطاء
لا يكاد يوجد من يقول إننا بالانسحاب من أفغانستان وتركها وراء ظهورنا فإننا نجازف بتكرار نفس الأخطاء التي ارتكبت في تسعينيات القرن الماضي.
في مقابلة مع صحيفة ذي تايمز، قال معيد يوسف، مستشار الأمن الوطني في الباكستان: "تذكروا كلماتي. إذا ارتكبت نفس أخطاء التسعينيات ثانية وتم التخلي عن أفغانستان، فإن النتيجة ستكون واحدة بكل تأكيد – فراغ أمني تملأه عناصر غير مرغوب فيها سوف تشكل خطراً على الجميع، على الباكستان وعلى للغرب."
لم تُخسر الحرب لصالح عدو محدد الملامح متفوق فيما لديه من مهارات، بل كانت هدفاً ذاتياً مهولاً، إذ صممت أساساً لتكون تعبيراً نهائياً عن زعامة الدنيا وعن التفوق التكنولوجي والمعنوي لحضارة تصرفت كما لو كانت الراعي الوحيد للقيم الديمقراطية، وبذلك يحق لها أن تكون شرطي العالم. يجدر بانهيار الحرب على الإرهاب أن يشكل مرثية ملائمة للاستنتاج الذي خلص إليه الجميع في الغرب عندما انهار الاتحاد السوفياتي، ومفاده أن أحد الطرفين قد فاز. ولكن ما هو شكل "النصر" الآن؟
وكما عبر عن ذلك أحد كتاب الأعمدة في نيويورك تايمز "نحن لم نعزز الديمقراطية" من خلال دفع الحدود شرقاً وتوسيع رقعة حلف شمال الأطلسي. كل ما عملناه هو أننا دفعنا خط المواجهة نحو الشرق، ولقد كررنا نفس الخطأ مراراً على مدى العشرين عاماً الماضية.
ما زال يتوجب علينا إعادة النظر في مفهوم الزعامة العالمية، ناهيك عن وضعها في يد واحدة. في الصين، مع وجود روسيا كشريك صغير، لن يتم استبدال القرن الأمريكي بما هو أرقى أو أكثر تفوقاً.
إذا كان لنا أن نتعلم من الدروس المستخلصة من هذا الإخفاق الذريع، الذي دفع ثمنه من دماء الملايين، فينبغي أن يقود ذلك إلى التخلي عن كلام يعود إلى القرن التاسع عشر حول دوائر النفوذ، أو عن العقلية الاستعمارية التي تتحدث عن صدام الحضارات أو القيم. ببساطة متناهية، بات الوقت متأخراً جداً لمثل ذلك مهما اعتقد الأمريكان في أن لهم خصوصية استثنائية وتصرفوا انطلاقاً من ذلك الاعتقاد.
منذ نهاية الاتحاد السوفياتي وحتى الآن، ورثت أمريكا ثلاثة شعوب في بلدان إما أنها انهارت أو تعرضت للغزو – روسيا وأفغانستان والعراق، وهي شعوب كانت في الأصل منحازة بشكل قوي تجاه الغرب، ثم ما لبثت الولايات المتحدة أن حولتها إما ضمنياً أو صراحة إلى شعوب معادية.
سوف يكون العراق هو البلد التالي الذي يركل الجنود الأمريكيين ويلفظهم.
لقد هزمت أمريكا نفسها في كل المناطق التي كانت تفعل فيها ما تشاء بحرية مطلقة، وكانت حركة الطالبان وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية هو العوامل المحفزة على الانهيار.
ها قد انتهت أفغانستان، ولكن إلى أن يتم تعلم الدرس فإن من المؤكد أن الحرب على الإرهاب سوف تبقى على قيد الحياة.
ميدل إيست آي
6 سبتمبر / أيلول 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق