الثلاثاء، 7 سبتمبر 2021

«الصاحب بالجنب».. في الزمن الكوروني!

 
«الصاحب بالجنب».. في الزمن الكوروني!

 يوسف عبدالرحمن

y.abdul@alanba.com.kw

كلنا سمعنا خطبة مسجد أو لقاء تلفزيوني أو إذاعي أو لقاء بجريدة يذكر فيه (الصاحب بالجنب)!

فمن هو الصاحب بالجنب؟

وما قصته في الشريعة الإسلامية؟

تعالوا معي في جولة سريعة نطوف من خلالها في أعاجيب ما يوصي به القرآن الكريم تابعيه بقوله تعالى: (والصاحب بالجنب)!

قال تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين، والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا) النساء 36.

القرآن الكريم يوصي بالإحسان إلى كل من لهم علاقة بنا، والآية واضحة لا تحتاج لتفسير، تبدأ بالوالدين وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى، والجار الجنب، والصاحب بالجنب، وابن السبيل، وما ملكت أيمانكم.

عزيزي القارئ في كل مكان تعال معي نتعرف على واحد من هؤلاء الذين ذكرتهم (الصاحب بالجنب) فمن هو؟

هو زميل دراسة وربما رفيق عمل أو مهنة، رفيق السفر، أو جلست معه على مقعد دراسة أو محاضرة أو دورة أو في مسجد (اعتكافا) أو أثناء الصلوات من الرواد أو التقيت به في طرقات ودهاليز الحياة!

كل هؤلاء الذين ذكرتهم تجمعهم صفة واحدة (الصاحب بالجنب) مهما صغرت الفترة التي التقينا فيها معهم!

لهذا نوصيك قارئنا الكريم بالصاحب بالجنب، لأنه أهل لإحسانك.

الصاحب بالجنب، رفيق درب وهو أمر شامل لكل (صاحب) والإحسان إليهم أمر مطلوب لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يوصينا (وخالق الناس بخلق حسن).

٭ ومضة: يسألني صديق عزيز بوسالم (فهد الحمدان) وكيف أبر هذا الصاحب بالجنب يا بومهند وأقوم بواجبه!

قلت له: ما تقوم به أنت في الحياة هو (المراد) فإنزال الناس منازلهم واحترامهم بحكم المصاحبة وحفظ أسرارهم والقيام بحاجاتهم وقبول أعذارهم وستر عوراتهم وترك المعاتبة الزائدة وعدم تتبع الهفوات والقيام بالنصح وغير ذلك من الحقوق تجاه هذه الصحبة الصالحة.

٭ آخر الكلام: الصاحب بالجنب تلتقيه في دروب الحياة ودهاليزها فلا تضيعه وانصفه وبره وقربه منك بجميل الأفعال والأقوال!

٭ زبدة الحچي: فئات كثيرة تعرض لها القرآن وأوجب مراعاتها بدءا من (الوالدين - ذوي القربى - اليتامى - المساكين - الجار ذي القربى - الجار الجنب - الصاحب بالجنب - وابن السبيل - وما ملكت أيمانكم).

إن المطلوب منك «للصاحب بالجنب» أمر سهل جدا في ميزان الأخلاق، ويبقى التطبيق الواقعي في الحياة فاحرص على: الإحسان اليهم بالقول والفعل، والجميل ستره وحفظ سره، ومشاركة أفراحه وأحزانه، وتلبية دعوته، وزيارته بين فترة وأخرى وعيادته عندما يمرض، ومساعدته بكل أنواع المساعدة المتاحة لك، وإحسان الظن فيه والتواصل معه من خلال كل وسائل الاتصال والزيارة.

عزيزي القارئ الكريم: أسعد كل صاحب بالجنب مرّ بحياتك وجمعتك به المصادفة أو المناسبة في هذه الدنيا الفانية، واحرص على أن تزرع في حياتك لتحصد في آخرتك.. تذكروا الصاحب بالجنب «توصية قرآنية» وفي الزمن الكوروني يحتاج منا اهتماما أكثر!

في أمان الله..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق